الأسرى وواجب التكريم
إسلام أبو عون /فلسطين
إن من مقاييس رقيّ المجتمعات احترامها لمن يقدم لأجلها , وإن كان الواجب يتحتم على الشعوب في ذلك فإنه يفرض على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة والتي راح في سبيلها الآلاف من الشهداء و الأسرى والجرحى
قضية الأسرى هي من القضايا المهمة بالنسبة للشعب الفلسطيني إذ أنها تطال شريحة ليست بالبسيطة ممن أمضوا زهرات عمرهم في سجون الاحتلال , وواجب التكريم حق ليس منة عليهم , ذلك أنهم جاهدوا في الوقت الذي تخاذل فيه البعض .... وعملوا لقضيتهم برغم الإمكانات الضئيلة ورغم العدو المتربص فكان قدر الله أن يقعوا أسرى في سبيل قضيتهم
على منهج الفاروق
لله در ابن الخطاب عندما جاءه عبد الله بن حذافة السهمي وكان أسيراً محرراً من عند أعداء الله وكان قد افتدى أسرى المسلمين بأن قبّل رأس ملك الروم وقال :حق على كل مسلم أن يقبل رأس حذافة....نعم أي تكريم هذا لمن أسر في سبيل الله ... انظر إلى تلك المكانة الراقية عندما يقبّل رئيس الدولة رأس أسير من المسلمين ... وهو بذلك يرسل رسالة للتاريخ بأن أكرموا أسراكم...
كفالة أهلهم
قال صلى الله عليه وسلم "من خلف غازياً في أهله فقد غزا " ... إن الأسرى يجب أن لا يقلقهم في غيبتهم أحوال أهاليهم المادية فوجب كفالة أهلهم.... ولنا بالمقاومة الإسلامية في لبنان خير مثل..حينما أنشأت مؤسسة الشهيد وهي مؤسسة تعنى بأبناء الشهداء والأسرى فتكون حياتهم مثل حياة أقرانهم إن لم تكن أفضل ..فما الضير من انشاء هكذا مؤسسات في فلسطين ....
المحافظة على عوائلهم
إن الأسير الذي ضحى لوطنه ...عندما يعود من رحلة أسره يجب أن يجد أبناء من أفضل الشباب وملتزمين بقضايا وطنهم , فتوجب على المجتمع حمايتهم أثناء غيبة والدهم من الانحراف فإنهم لديهم القابلية للانحراف وذلك بسبب غياب والدهم عن البيت ...فالأسير حينها يكون مطمئناً على أولاده وأن المجتمع حام لأولاده وليسوا بحاجة إلى حماية من الفساد الذي يعمّ المجتمع...
الاستفادة من كفاءتهم
من المهم للمجتمع أن يستفيد من الأسرى ومن الكفاءة التي حصلوا عليها من السجن ، فإن الأسرى لم يقضوا حياتهم نياماً ... بل قضوها بالقراءة والتدارس والفكر والدورات التثقيفية فالأسير في سجنه يكتسب القدرة على التركيز والتفكير العميق..وكم من أسير دخل لا يتقن القراءة والكتابة وخرج يحمل شهادة علمية ...فالواجب هو الاستفادة منهم وعدم إشغالهم بلقمة العيش ..وتفعيل القوانين السارية فليس من المعقول أن يقضي مثلا الأسير 16 عاماً في السجون ويخرج كي يبحث عن مصدر رزق من أجل أن يكفل عياله فذلك واجب الحكومة أن يوفروا له الكفالة والإعانة والوظيفة وأن يكون قريباً من مصدر صنع القرار ....
عدم التفريط بجهادهم
إن من أمضى عمره في السجون من حقه أن يرى ثمرة سجنه واعتقاله من خلال الحفاظ على القضية التي ضحى من أجلها وعدم التفريط بالثوابت فهذه قضية ضحى من أجلها الكثير ولا يجوز بأي حال من الأحوال لأي جهة كانت أن تضيع جهاد المجاهدين ودماء الشهداء وآهات الأسرى والمعذبين ...وكذلك لا ننسى القضايا المستحدثة على الشعب الفلسطيني وهي الانقسام ..فليس من المعقول أن يكون الأسرى ضمن قضايا الانقسام ويجب تجنيب الأسرى آثار الانقسام السياسي الحاصل.