من هنا ، يبدأ التحرش

علي مسعاد

[email protected]

ولأنها ، علاقة جدلية ، لحدود التلاحم ، كان لا بد ، أن نقف عند ظاهرة " التحرش " ، في بداية شرارتها ، قبل أن تتطور ، ويصعب ، بالتالي ، التحكم  في تفاصليها وخيوطها المتشابكة ، فتأتي على الأخضر واليابس ، ولا تبقي إلا على "الخراب" ، بكل ما تحمل الكلمة من معنى .

و لأنه ، لتحقق شرط " التحرش "، كان لا بد من وجود متحرش ،ومتحرش به ، تماما ، كما يقولون ،لا وجود ل" دخان بدون نار"،  كان لا بد من طرح السؤال :

- متى ، كانت الحرية ، تعني فيما ، تعنيه الفوضى ، في زمن الديمقراطية وحقوق الإنسان ؟ا  بل ، متى ، كانت الحرية الفردية ، اعتداء ا، على حقوق الآخرين ؟ا 

صحيح ، أنه ، عادة ، ما يربط الكثيرون ، التحرش بالجنس ، وبالاعتداء ، على النساء كما الأطفال ، بالسلوك أو باللفظ ، حيثما وجدوا وأينما كانوا ، لكنني  ، أرى غير هذا  الرأي ، فالتحرش ، من وجهة نظري ، على الأقل ، قد يعني ، الاعتداء على حقوق الآخرين ، في الكثير من مناحي الحياة .

وإلا ، كيف تفسر ، رغبة العديد من الشباب ، في الإفطار الجماعي ، خلال شهر رمضان ، المقبل ، علانية وفي واضحة النهار ، باسم الحرية والتقدم و التطور ،

أليس ، هذا ، قمة " التحرش الديني " ؟ا

فإذا ، كانت مجموعة من النساء الفاعلات في العمل الجمعوي  ، قد طالبن ، بتفعيل قانون ضد التحرش ، وقد نجحن في ذلك ، للحد من الظاهرة و الضرب ، على يد من حديد ، ضد المتحرشين بهن وبالأطفال جنسيا ، فقد ، كان حريا ، الوقوف وبصرامة ، ضد " الفوضى "  باسم الحرية ، وضد " العبث " باسم التقدم والتطور .

المجتمعات المتحضرة ، وصلت إلى حيث هي ، ليس لأنها ، تنكرت للدين وبالمنتسبين إليه ، ولكن لأن أفرادها ، قد وضعوا حدودا بين الحرية  الفردية والاعتداء على حق الآخرين ، عرفوا ما لهم وما عليهم ، بالدراسة ، العلم  والبحث العلمي ، وليس ، لأن شبابها ، كان كل همهم ، أن تتصدر أخبارهم وصورهم ، الصفحات الأولى للجرائد والمجلات ، الباحثة عن الإثارة و إثارة الكثير من الجدل  والنقاش ، في مواضيع ، لا قيمة لها و لا تفيد الأمة في شيء ، لأن الحديث فيها  كعدمه ، لا تساهم في أي تنمية أو تقدم أو تطور ..

و " ....." الطالب الجامعي ، الذي كان وراء تصميم ، الموقع الاجتماعي " الفايس بوك " ، الناجح ، كان ، يهدف ضمن مشروعه ، خلق المزيد من التواصل و التفاعل ، بين الطلبة فيما بينهم وليس إلى خلق التفرقة والفتنة ، ولو كان يعلم ، أن هناك ، في قارة ما ، في مجتمع ما ، شباب ما ،  يفكرون ، في خلق " الشتات " عبر موقع ، هو وجد في الأساس ، لربط الصلة والتلاحم ولبس إلى التباعد والتنافر، لكان له رأي آخر،غير الذي أخد منه الجهد والتعب والكثير من السهر  .

" والتحرش الجنسي " ، ضد الأطفال كما النساء ، حين وجد العديد من المعارضين له ،  كان طبيعيا ، أن يجد "التحرش الديني " الكثير من الرفض وعدم القبول ، لتسلل الكثير من الدماء الفاسدة ، إلى شرايين الأمة ، باسم " الحرية الجنسية " ، " المثلية " و" السحاق " ، وغيرها ، من الاتجاهات " المغرضة " التي تقود الأمة ، إلى الطريق المسدود ، وإلى مزيد من سنوات الضياع .

الشبكة العنكبوتية ، أو" الانترنيت " ،المصطلح الأكثر، تداولا لدى الكثير من شباب اليوم ، وجد لتسهيل البحث والتواصل والدراسة و تسهيل أمور الحياة ، وليس إلى كونه ،" خزان " المكبوتات والنقص والعقد النفسية والأمراض التي تفشت في زمن انعدمت فيه الأخلاق والقيم والمبادئ و المروءة .

فأصبحنا ،  أمام " أشباح " ، لا تتحرك إلا في مناسبات " روحية " كالحج ،عيد الأضحى ، رمضان و الصلاة ، لتغرد خارج السرب ، بحثا عن " الشهرة " و " الأضواء الزائفة " .

" أشباح " تدعو إلى "الحرية " الجنسية   و " الفوضى " في  العلاقات  ، و إلى ارتكاب الفواحش والمنكرات ، بأسماء  عير التي تعنيها .

ومن ، هنا يبدأ التحرش ، الذي يجد الدعم والمساندة  والاحتضان ، الحاقدين على الإسلام والمسلمين ، الدين لا هم ، لهم ، إلا أن تعيش ، أمتنا ، في " الزمن الضائع " وخارج التاريخ.