لماذا نتهم بالإرهاب
عبد الله االيوسفي
تتعالى أصوات من حناجر الأعداء الألداء فوق المنبر الإعلامي وتهتف إرهابيون .. فوضويون .... متخلفون ... متطرفون... قتلة... مجرمين
فتصل الهتافات وتقرع آذاننا . وتقشعر أبداننا من هذه الإتهامات التي تجرح مليار قلب مسلم . فيزداد الأعداء إساءة لنا . فيقتلوننا ويدمرون بيوتنا وينتهكون مقدساتنا وأعراضنا. .ويستعمروننا عسكريا واقتصاديا وفكريا وسياسيا وأخلاقيا... فننحط إلى مستوى الحضيض . ونخر ساجدين خاضعين للغرب ولا نستطيع أن ندافع عن أنفسنا ونرد التهم التي تشوه ديننا الحنيف .
لكن هل نحن إراهبيون ؟؟
هذه أول تهمة وجهت للعالم الإسلامي عامة وللمسلمين خاصة في زمن الذل والإنكسار. وحتى لو سلمنا للغرب ولأعدائنا أننا إرهابيون . فهل من المنطقي أن نتهم بالإرهاب ونحن المعتدى علينا ؟ وإن كان الإسلام إرهابيا أو المسلمون إرهابيون . فهل نحن من سجل علينا ا لتاريخ أننا سفاكين للدماء . قتلة مجرمين ؟ هل نحن من أبدنا الهنود الحمر ؟ هل نحن من أقام المحاكم التفتيشية في الأنلدس ؟ هل لطخنا أيدينا بالدماء في الحرب العالميتين الأولى والثانية ؟ هل نحن من أقام مجازر الفلبين والبوسنة والهرسك ؟ هل نحن من دمرنا القرى عن بكرة أبيها ؟ هل نحن من غزونا العالم واستعمرنا ه؟ أليست مقدساتنا وأراضينا مغتصبة تحت الإحتلال الغاشم ؟ ألم تحتل ثرواتنا وبلادنا وحتى فكرنا وعلمنا ؟ ألم يباد المسلمون في مجازر دير ياسين وشاتيلا وقانا وغزة.. ألم يبيدونا في البوسنة والهرسك والشيشان والعراق وأفغانستان والصومال ؟ ألم تقتل الشيوعية الإلحادية مسلمي الإيغور في الصين ؟ هل يوجد دين على الأرض يحاصر ويقتل أبنائه كما نحاصر نحن ونقتل ونشرد ؟ ألم تقتل عنصريتهم " مروة الشربيني" شهيدة الحجاب " في ألمانيا أمام مرأى ومسمع من الناس . لأنها ارتدت الحجاب ؟ ألم يساء للرسول صلى الله عليه وسلم ؟ ألم يعذبونا في أبو غريب وغوانتناموا والسجون السرية ؟ إذن من الإ رهابي الآن ؟ نحن أم الغرب ؟ ومن المعتدي ومن المعتدى عليه ؟ هل نكون إرهابيون بمجرد أن نرفع صوت آذاننا في سويسرا أو النرويج أو السويد....؟ هل نكون إرهابيون بمجرد أنم نتقلد ونتمسك بحجابنا وديننا ؟ هل نكون إرهابيون بمجرد أن ننشر إسلامنا في قلب الشيوعية والماركسية ؟ أنكون إرهابيون بمجرد أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ؟ أليس أبناؤنا مقمو عون في سجن غوانتناموا وأبو غريب والسجون السرية أخرى .؟؟
إذن ما هذه الإتهامات التي نحن بريئون منها ؟ ماذا يريد الغرب منا ؟ أيريد أن نرجع إلى الجاهلية الأولى عندما كان آباؤنا وأجددنا يتقاتلون ويتطاحنون في ما بينهم ؟ أيريد الغرب أن يشتت الشمل والصف الإسلامي حتى يتمكن من تحقيق هدفه ونشر فساده في الأرض ؟
كل هذه الإتهامات التي يعاني منها المسلمون . تأتي في ظل أزمة التناحر والتمزق في الصف الإسلامي . ويأتي هذا تزامنا مع اقتتال المسلمين بعضهم البعض . فيمدنا الغرب بالسلاح ويتفرج علينا ويضحك . ؟ إذن متى يتعانق الحوثيون مع حكومتهم اليمنية والسعودية ؟ ومتى يتعانق الفرقاء العراقيون من السنة والشيعة الوطوائف ؟ ومتى يتعانق الفتحاويون والحمساويون ؟ ومتى يتعانق المسلمون مع بعضهم البعض ؟ متى يألف الله بيننا كما ألف بين الأوس والخزرج ؟ بهذه التفرقة وهذا التشتت يستطيع الغرب أن يتهمنا بالإرهاب . ولو أن الإرهاب لا دين له . فيقوم الغرب بغزو بلادنا وتمزيق شمل أهلها . ويقوم العملاء الخونة بتمديدهم بشتى الوسائل . فنخسر كل شيئ . نخسر ثروتنا وبنائنا وأماهتنا .
والطامة والصاخة التي لا يصدقها عقل الإنسان . أن ترى إسرائيل تقصف المنازل على أهلها وتمطر عليهم القنابل الفسفورية . وترتكب المجازر التي لم يشهدها تاريخ البشرية من قبل . ثم تقول للعالم أنها تدافع عن نفسها . وعندما يقوم طفل الحجارة برشق الدبابت الضخمة . يقول لنا الغرب والعالم إرهابيون متطرفون فوضويون . ! فهل من المنطقي أن يأتي الإسرائلي فيخرج أهل البلد من منازلهم وبيوتهم . فيركلهم للشارع . ثم يشردهم ولا أحد يسأل عنهم؟ وهل من المعقول أن يفاوض العرب في قضية السلام مع إسرائيل وأراضينا مازلت تحت قيد الإحتلال . ومقدساتنا مازلت تدنس وتهدد بالردم والهدم والخراب ؟ فعلى ما ذا يفوض هؤلاء العرب ؟ أأفواض على الدم الذي سفك ؟ أم على الأراضي التي اغتصبت ؟ أم على الأسرى الذين اختفوا في غياهب السجون ؟ أم على ما ذا ؟ مالذي دهى العرب حتى جعلهم يتفاوضون مع الأعداء وأراضيهم وممتلاكتهم مغتصبة بلا حق ولا عدل . ثم يقولون لنا إرهابيون . أيريدون أن يقولون لنا اقلوا بأسلحتكم وسلموا لنا أنفسكم ثم اتركونا نفعل ما نريد ؟ أم يريدون أن يقولون لنا دعونا نعلم لكم الحضارة التي فقدتموها . وهي حضارة القتل والإجرام وسفك الدماء والظلم والجور . مالذي يريد الغرب منا ؟ ماذا فعلنا لأمريكا حتى تغزوا بلادنا ؟ وماذا فعلنا لإسرائيل ؟ بل ما الذنب الذي اقترفناه حتى تغلق مساجدنا في أروبا ويطوق حبل الخناق علينا . فيضايقوننا . حتى لا نستطيع أن نرفع شعار الإسلام أو ندعوا له ؟ لكن أين الخلل ؟ وأين المشكل ؟
لا يجوز لنا أن نقول أن المشكل في أمريكا أو إسرائيل أو حتى الغرب . وإن قلنا ذلك فقد نكون أغبياء . لأن الغزو الأمريكي والإسرائيلي والغربي لم يأتينا اعتباطا بدون أسباب . إنما هناك عوامل ساعدت الغرب على تحقيق كثير من أهدافه . فتخاذل العرب وتطاحنهم على الكراسي والأراضي والزعامات القومية. وتغافل المسلمين عن وحدة الصف وجمع الشمل هي من الأسباب التي جعلت الغرب يطرق أبوابه بل يفتح هو الأبواب بنفسه ليغزوا البلاد . ولا نكون واهمين إذا قلنا أن العرب هم الذين زينوا الطريق وزخرفوها لأمريكا والغرب ليغزوننا . فلم يكن بد لأمريكا أن تغزوا العراق لولا خيانة البلدان المجاورة . ولم يكن بد لإسرائيل أن تستوطتن وتسيطر على الأراضي العربية والفلسطينة لو لا تخاذل العرب وتقاسعهم عن المقاومة .
إذن العيب ليس في الغرب إنما العيب فينا . والذي يجعلني أقف متحيرا . هو أن يقال المسلمون منتصرون على عدوهم . فعندما تدمر لبنان وترجع خمسين سنة للوراء . تقوم المقاومة اللبنانية لتقول للناس انتصرنا على إسرائيل وحققنا النصر العظيم ... ثم تدمر غزة عن بكرة أبيها وتحرق .فيقوم المقاومون ومن معهم من الواهمون ليقولوا للعالم انتصرت غزة..... وهذا كله قياسا على ما يجري في العالم من تذبيح المسلمين ومضايقتهم وعدم تركهم ليمارسوا دينهم ومعتقدهم في أمان وسلام واطمئنان . وأنا لم أرى دين يحاصر ويضايق مثل الدين الإسلامي الحنيف . لأنه دين الحق.
ولذلك عندما يقوم المسلمون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى السلم والسلام والإسلام . عند ذلك يقال لنا إرهابيون . وعندما يقوم المسلمون بممارسة دينهم في الغرب ويرفعون صوامعهم وآذانهم . عند ذلك يقال إرهابيون....
كيف ننفي عنا هذه التهمة التي نحن بريئون منها ؟
لا بد لنا أن نوحد الصف ونجمع الشمل ونتوحد تحت راية القرآن . ونكسر الحدود . ويتعانق الفرقاء اليمنيون واللبنانيون والفلسطينيون والعراقيون . ويعانق الجزائري المصري . ثم نعتصم بحبل الله المتين والنجدد علا قتنا مع ربنا . ثم ننطلق في ارجاع ما سلب منا وتحرير ما أخذ منا غصبا بالقوة .عند ذلك يمكن لنا أن ننفي التهمة . ولا نكون إرهابيون بالمعنى الغربي . إنما نكون كما قال الله عزوجل " وأعدوا لهم ما ستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله ....." فلا بد من الإستعداد ولا بد من إرهاب العدو . حتى تكون العزة لنا ولله ولرسوله وللمؤمنين.