أين أرشيف الرئيس ياسر عرفات

عملت وكالة وفا وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية علي نشر كل ما يتعلق بالشأن الفلسطيني الرسمي منذ قرار تأسيسها من أخبار ونشاط ومعلومات حول تحرك القيادة الفلسطينية .. وما من شك بان الوكالة كانت رسل للاعلام الفلسطيني في مراحل نضالية متعددة لا يمكن تجاهلها او القفز عنها .. وفي هذا النطاق لابد من الإشارة وبشكل واضح الي أهمية عمل الوكالة في نطاق نقل الحدث الفلسطيني الي العالم سواء الخبر او الصورة لما لذلك من توظيف سياسي هام له مدلولات واسعة علي صعيد محيط الاعلام الرسمي العربي ..

وبعد مرور عامين علي ذكري رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عملت الوكالة علي شطب وحذف كل المعلومات التي تتعلق بالرئيس ياسر عرفات بدل من ان تقوم ببناء موقع خاص له وربط كل ما صدر عنه من خطب سياسية وصور وأنشطة وفعاليات وكتابة السيرة الذاتية للرئيس ياسر عرفات .

نلاحظ اليوم بان وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية لا وجود لسيرة الرئيس ياسر عرفات علي شاشتها ، ندرك ان هذه الحقيقة صعبة ولكنها حقيقة واضحة أردت ان أسجلها بكل مسؤولية حتى يمكن إصلاح الخلل ـ ان لم يكن مقصودا ـ والعمل علي عودة أرشيف ياسر عرفات الي الوكالة الرسمية وفا لما لذلك من أهمية علي صعيد صياغة التاريخ وكتابة المواقف للباحثين والإعلاميين والمراجعين فإننا نقف إمام تاريخ فلسطين لا يمكن لأحد ان يتجاهله فكيف لنا ان نتجاهل تاريخنا في الوقت الذي يتزاحم فيه العرب والعالم علي افتتاح مواقع للرئيس ياسر عرفات او إطلاق ميادين عالمية باسمه ونحن نفشل حتى في إحياء المتحف الخاص به  وتسجيل تاريخ قائد الثورة الفلسطينية بعيدا عن الشكليات التي حصرت مؤسسة الرئيس ياسر عرفات نفسها فيه وبالإطار الضيق للرسميات والبروتوكول كما أرادها الأخ ناصر القدوة ضمن مفهومة الشمولي لعمل مؤسسة ياسر عرفات فإننا بحاجة الي تبني تاريخ قائد الثورة وتفعيل العمل علي صياغة أسس واضحة للعلاقة التاريخية للرمز ياسر عرفات الذي هو بين أحضان وفي قلوب الملايين ولا يحتاج الي شهادات من أي احد , فهذا التاريخ لا يمكن تجاهله  كما لا يمكن اختزاله في إليه عمل وكالة الانباء الفلسطينية وفا ضمن توجهها الحالي او المستقبلي فإننا ندعو الي إعادة تقيم المرحلة السابقة والى ضرورة إحياء تراث الرمز ياسر عرفات وتخليده والعمل علي ترجمة إبداعاته الثورية وتجميع تراثه الفكري والمادي وخطاباته السياسية وكل ما من شانه الحفاظ علي مكانة الزعيم الخالد ياسر عرفات التي تشكل بالنسبة للفلسطينيين والعرب وقادة الفكر الإنساني التحرري العالمي مرجعا مهما في الثورة العالمية المعاصرة ..

إننا هنا عندما نشير الي أهمية وكالة الانباء الفلسطينية وفا في الحفاظ علي ارث ياسر عرفات التاريخي والنضالي كون هذه الوكالة هيا واجهة فلسطين أولا وأخيرا وهيا المرأة العاكسة التي يجب ان تعكس الحقيقة وان تكون المرجع الوطني الشمولي لكل ما يمكن ان يريده أي باحث عربي او فلسطيني عن فلسطين خاصة وان عباقرة الاعلام الفلسطيني سارعوا في دمج وكالة الانباء الفلسطينية وفا مع الهيئة العامة للاستعلامات وبالتالي أصبحت المسؤولية المباشرة عن نقل صورة فلسطين وتبيان الحقائق تقع علي عاتق الوكالة فهل للوكالة اليوم وقفة تقيميه شاملة تجاه الخبر الفلسطيني والمعلومات وكل ما يتعلق بفلسطين إعلاميا حتى تكون الوكالة نبراسا يسترشد منه الآخرون كما عهدناها دوما فهل لها ان تضع خطة شاملة تعكس شمولية الهدف الفلسطيني وان تحافظ علي وحدة الموقف الوطني وارث ياسر عرفات التاريخي والشهداء القادة الإبطال وان تكون حقا وكالة انباء لفلسطين الدولة المستقلة والقدس عاصمتها .

فحان الوقت لكي تحسم الوكالة هدفها وان تحدد منطقاتها لتواكب التطور التقني والمعرفي عربيا ودوليا وان تعيد ارث ياسر عرفات وتحمي أرشيفه الوطني والتاريخي والنضالي لأنها هيا الجهة الأولي المسئولة عن ذلك فلسطينيا قبل أي شخص اخر ..

إنني عندما اكتب عن هذا الموضوع الهام لواثق من انه سيأخذ الاهتمام الكافي من القائمين علي وكالة الانباء الفلسطينية وفا ويأخذ زمام المبادرة  فورا بإلحاق أرشيف الرئيس ياسر عرفات بموقع الوكالة وتوفير كل المعلومات المتعلقة بكفاح ونضال قائد الثورة ياسر عرفات ومعلن الدولة الفلسطينية  فهذا اقل ما يمكن ان نقدمه الى رجل النضال الوطني الأول بان نكون الأوفياء للرمز ياسر عرفات بعيدا عن حسابات الربح والخسارة وبعيدا عن أملاءات أوسلو او غيرها وبعيدا عن مواقف وتطلعات البعض لان حماية ارث ياسر عرفات والحفاظ عليه هيا مهمة وطنية كبري وموقف شمولي بكل المقاييس وهذا شرف كبير لنا بان نكون الأوفياء لمفجر وقائد الثورة وباني الدولة الفلسطينية الفدائي الأول ياسر عرفات .