البحث عن قيادة لأهل السنة: واجبُ مَن!؟
عبد الله عيسى السلامة
أهل السنة ، اليوم ، قطعان حائرة ، ممزّقة ، تفترسها ذئاب الأرض ، جميعاً ، وضباعها ، وثعالبها ، وخنازيرها .. المحلّي ، من هذه الوحوش ، والمستورد !
وقد ملّت البكاء ، على نفسها.. والنواح ، على حاضرها القاتم ، ومستقبلها الغامض ، المهدّد بالضياع !
والمطلوب ، اليوم ، ليس الاستمرار، في النواح ، بل ، البحث ، عمّن يقود الأمّة ، ويحميها : شعوباً وأو طاناً !
والمؤهّل الأوّل ، للبحث ، هو النخب الإسلامية : السياسية ، والثقافية ، والدينية ، والاجتماعية ..! هذه النخب ، ليست مؤهّلة ، بذاتها ، لقيادة الأمّة ! فإذا عجزت ، عن أن تكون مؤهّلة ، للبحث ، عن قيادة - سواء أكانت هذه القيادة ، على مستوى حكومة ، أو دولة ، ممّا هو موجود ، أو ممّا يمكن إيجاده ، في وقت قريب - .. إذا عجزت ، عن هذا ، فكلّ منها ، يتحمّل مسؤوليته ، أمام ربّه ، وأمام أمّته ، عن تقصيره .. إذا كان مقصّراً !
وإذا وجَدت قيادة مؤهّلة ، ظنت فيها خيراً ، فعليها أن تعلن استعدادها ، للتعاون معها ، على مستوى الحركات الإسلامية ، ومِن ثمّ الشعوب الإسلامية .. في العالم كله !
وإلاّ فلا يلومنّ أحدٌ ، شياطينَ الإنس ، والوحوش البشرية : - بأزيائها المختلفة ، وألسنتها المتباينة -.. على ماتفعله ، بأهل السنة ، من عبث ، وانتهاك ، وتدمير!
وغنيّ عن البيان ، أن البحث ، عن قيادة للأمّة ، لايحتاج إلى صفات رسمية ، من رئيس ، أو وزير، أو سفير، أو نحو ذلك .. بل ، يكفي فيه ، أن يكون الباحث ، ذا صفة شخصية رفيعة ، في العلم، أو الثقافة، أو المنزلة الاجتماعية، وأن تكون له صلة ما ، ببعض المسؤولين الرسميين ، في دولة ما ، أو مع بعض صنّاع الرأي ، في دولة غيرها ! وهنا، يأتي ، في المقدّمة، دور الهيئات العلمية ، مثل : اتحاد علماء المسلمين ، هيئة وأفراداً .. وغير هؤلاء ، من الواجهات الثقافية والاجتماعية !
ونحسب هذا الواجب ، اليوم ، أهمّ الواجبات ، الملقاة على عاتق النخب ، في الأمّة ، بل ، هو واجب الوقت ، المقدّم على كل واجب ، عداه ؛ وإلاّ ، فسيل النيران ، سيلتهم الجميع ، ولن ينجو منه أحد ، من أبناء الأمّة !
وسبحان القائل : وإن تتولّوا يَستبدلْ قوماً غيرَكم ثمّ لايكونوا أمثالَكم !