إنهم يقتلون الطيور في كردستان
د. محمد رحال /السويد
[email protected]
ان من اكبر الجرائم في السويد والبلدان الاوروبية هو قتل الطيور بدعوى اصطيادها ،
وهي قضايا تتشابك فيها النزعة الانسانية والجمالية والبيئية ، ومع ذلك فان هناك
اجماعا كبيرا في هذه البلدان على ان قتل عصفور واحد هو قمة الاجرام الانساني نحو
طيور جميلة وبريئة عملها في الحياة هو الغناء للبشرية وتنقية البيئة من حشراتها ،
ولهذا فقد احترمت المجتمعات الغربية هذه الطيور وامتنعت عن صيدها او اصطيادها
وقتلها وعد ذلك جريمة كبرى ، وهو مالم يحصل ابدا في امة نهى نور الايمان فيها عن
قتل نملة فضلا عن العصافير التي تصطاد وتقام على اثرها حفلات شواء بوهيمية لكروش
لاتشبع ولايكفيها عصافير الشرق كلها ، وتتلذذ بقتل تلك العصافير الجميلة وتنتف
ريشها الزاهي وتقلع عيونها الكحلاء بلا شفقة ولا رحمة .
اخر هولاء الطيور الذين حزنت عليهم وادمى قلبي مقتله هو الطير الكردستاني سردشت
عثمان والذي تناولته ايدي الصيادين المتخصصة باغتيال الطيور في كل انحاء العراق
وخاصة في مدينة الموصل كنوع من انواع حسن الجوار ، والذي قتل بنفس طرق الصيد
المنظمة والتي تقام لدى حكام الاجرام في شرقنا الظالم لابهدف الاصلاح وانما بهدف
القتل ، وهي نزعة من مجموعات من الحزم الاجرامية لدى هذا العفن مما يسمى حكاما ،
والذين صنفهم ضمير العالم بالقتلة واللصوص ، وهم الطبقة المختارة من قطاع الطرق
الذين صنعهم الاحتلال والصهيونية ليصبحوا حكاما لشرقنا الدامي والذي اريد له ان
يسبح في برك الدم ، وذلك انتقاما من رسالة النور في شرقنا الخالد ، وقتلا لكل روح
انسانية .
لقد قرأت لسردشت عثمان ماكتبه وما سطرته يمينه من كلمات كانت قمة في الابداع في
كتابة المقال والذي اوجد من خلاله اسلوبا جديدا في الطرح ، منتقدا فيه وبمرارة
الانسان الذي يعيش اوضاعا مخزية طبل لها الكون وزمر على انها الاوضاع المثالية في
الدولة البرزانية والتي تشبه والى حد كبير العيش في فردوس الملكوت الاعلى ، ولهذا
فقد كانت مقالات الشهيد سردشت مقالات تجاوزت وبكثير الخطوط الحمر التي وضعها عملاء
الصهيونية ممن ورثوا حكم الامارات الكردية عن طريق القرصنة وبدعم من الاحتلال
المتعدد الاشكال في العراق وفي كردستان خاصة .
لقد صور الشهيد مأسي الشعب الكردي والذي اراد له حكامه اللصوص سلب هذا الشعب من
تاريخه ، ودينه ، وقيمه وتحويله الى مجرد عبيد لاسر حاكمة بيدها المال والسلطة
ورصاصات القتل واقبية التعذيب ، ووحده وقف هذا الصحفي الفقير ، وحده وقف امام عتاة
المجرمين ليصرخ ومن خلال صحيفة يتيمة ، وشرح وفند فساد هذه القاذورات الحاكمة ، مما
جعلها تنقض عليه وتختطفه من بين اصحابه ، ثم يعذب ويقتل في حملة تصفية منظمة ،
ويحمل جثمانه ويلقى في بلدة الموصل ليقال ان قائمة الحدباء في الموصل ، وشعب الموصل
هم من قتله ، وليطالب القتلة بالقصاص من اهل الموصل التي قطعها الاحتلال الى قطع
صغيرة ، ومزق جمالها السدود الاسمنتية والحواجز الكونكريتية والتي خططت لها
الصهيونية لعزل الاخ عن اخيه ، وفرضت على المدينة اشد انواع الاحكام العرفية قسوة ،
وابشع ماعرف العالم عن التمثيل بالسجناء في سجون البيشماركة وسجون المالكي .
انهم يقتلون الطيور في كردستان ، كما قتلوا الطيور الجميلة المغردة في الفلوجة
وسامراء والعراق كله ، وشاركوا في عمليات الخطف والتفجير ، والقاء جسد الشهيد سردشت
عثمان في الموصل يحكي ويشرح تماما السلوك الاثم لهذه العصابة التي مكانها المحاكم
الجنائية ، والتي تستحق ان تكون الحبال المدلاة اطواق اعناقهم بدلا من تلك القصور
التي سرقوها وبنو مداميكها من اجساد واشلاء ابناء امتنا في العراق وكردستان ولونوا
قرميدها بدمائهم ثم مشوا في جنازات قاتليهم .
لقد كان من المفرو ض ان يكون مقالي لهذا اليوم عن اغتصاب فلسطين والتي تحولت الى
ذكرى يحتفل بها في المحافل العربية وتنتفخ الاوداج لذكرها دون فائدة ، ولكني اثرت
هذا اليوم في هذا المقال ان اعزي العالم بمقتل عصفور كردستان وارثيه كلمات ودموع ،
فأنا اكره قتل العصافير ، وخاصة منها تلك التي تعيش في شرقنا الاسير.
لقد احزنني مقتلك ايها الطير المبدع كما احزن اهلك واقرباؤك واصدقاؤك ، فان من
قتلك اشترك في جرائم متوالية ، وقتلوا فيك طيرا صداحا ، وجنائن ورود واعدة نحتاج
اليها ونحن ننتظر هطول الامطار بعد ان ابرق قلمك ، فرحمة الله عليك ايها الثائر
الكردي الحقيقي ، ورحمة الله على كل من قضى على يد قاتليك .