تحية طيبة لهذه الفتاة

إبراهيم خليل إبراهيم

إبراهيم خليل إبراهيم

[email protected]

طالعتنا الصحف خلال الفترة الأخيرة بجريمة بشعة هزتني هزا بل أبكت قلوب الآباء قبل الأمهات وأشعلت الدم فى عروق الشرفاء .. فقد قام ثلاثة من السفاحين  .. وللأسف ينتمون لجيل الشباب .. باعتراض فتاة تبلغ من العمر 18 سنة واصطحبوها إلى عمارة تحت الإنشاء بالهرم من أجل اغتصابها إلا أن هذه الفتاة قاومتهم وبشدة ولم تمكنهم من اغتيال شرفها وكرامتها فقاموا بطعنها عدة طعنات بلغت 43 طعنة وفاضت روحها إلى بارئها .

وماهى إلا سويعات حتى تمكن رجال الشرطة من القبض على أولئك الذين تجردوا من كل القيم الدينية والإنسانية .

ومن هنا .. ومن منبر هذا ومن خلال سلاحي ( قلمي ) والذي لا أملك سواه  .. أتوجه بالتحية والرحمة لروح هذه الفتاة البريئة والتي آثرت الموت على العيش بدون كرامة وشرف .

 فهذه الفتاة إذا هان عليها عرضها وشرفها أصبحت من عداد الذين اختاروا الموت المعنوي فكم من أحياء يرزقون ولكنهم موتى .

تحية إلى روح هذه الفتاة لأنها أيقنت تماما أن الشرف إذا ذهب فلن يعود فى يوم ما فقد ذكر لي احد الحكماء :

 أن العلم والثروة والتعاسة والشرف قد اجتمعوا يوما فى مكان وقبل أن يغادروه قال العلم :

من يطلبني يجدني في الجامعة .

وقالت الثروة  :

وأنا في ذلك القصر الفخم .

وقالت التعاسة :

وأنا ف ذلك الكوخ الحقير .

أما الشرف فبقى ساكنا .. فقالوا له :

نحن الآن سنفترق فأين نجدك ؟

فقال :

من يتركني لا يجدني بعد ذلك أبدا .

تحية إلى روح هذه الفتاة التي دافعت عن حق من حقوقها والتي كفلها الإسلام لها ولجميع البشر وأوجب حمايتها وصيانتها وهى  .. الحياة وصيانة المال والعرض والحرية والمأوى والتعليم وإبداء الرأي .

تحية إلى روح هذه الفتاة التي دافعت عن شرفها وعرضها ونفسها فكتبت لها الشهادة

روى الإمام أحمد والترمذي وأبو داود والنسائي عن سعيد بن زيد واللفظ للترمذي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد.

قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح وبعضه في الصحيحين.

قال العلماء : لأن المؤمن محترم ذاتاً وديناً ومالاً وأهلاً فإذا اعتدي على شيء من ذلك جاز له الدفع عنه فإذا قتل بسببه فهو شهيد .

ولذا أطالب بإعدام هؤلاء الشباب الذين ارتكبوا هذه الجريمة التي هزت الشعب المصري باجمعه ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه الإقدام على ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة والخسيسة .

أيضا أطالب كل أسرة بالاهتمام والحرص على تنشئة أولادها على تعاليم ديننا السمح وقيمنا المصرية والشرقية الأصيلة لأننا يجب أن نعلم يا سادة  أن من كان في جحر الأفاعي ناشئا غلبت عليه طبائع الثعبان .