مُعلّقات الفساد على أبواب قصور الأسياد

م. هشام نجار

اعزائي القراء

 في برنامج بلا حدود الذي يديره الاستاذ احمد منصور على قناة الجزيره , إستوقفتني مؤخرآ حلقه كانت بعنوان" كيف تحول الفساد في مصر إلى بنية مؤسسية متكاملة؟" مستضيفآ الدكتور عبد الخالق فاروق والذي امضى سنوات من عمره وهو يتابع هذا الملف الهادم لكل مفاصل الأمه بدءآ من قوانين وسياسات إفساد مجلس الشعب وعلية القوم من الحزب الحاكم إلى قضية الصناديق الخاصة وأساليب إفساد القضاء وإنتهاءآ بقضايا بيع الشركات وإهدار المال العام وجريمة بيع الغاز المصري إلى إسرائيل

وحتى اكون منصفآ اكثر فإني أقول ان ما طفى على السطح  من شبكات الفساد في مصر هو مثال ينطبق على معظم دولنا العربيه

اعزائي القراء

 الفساد لا شك هو مرض عالمي,ولكن معظم الأنظمه العالميه اوجدوا له دواءآ ناجعآ وهي قوانين صارمه قابله للتنفيذ لاتستثني رئيسآ ولا عائلته ولا أصدقائه ولا اركان حكمه بينما القوانين في بلادنا العربيه فهي مجلدات مركونة على رفوف علاها الغبار لا يمكن بأي حال من الأحوال ان تطال قريب لمتنفذ حتى الدرجه العاشره في القرابه, وكذلك لا تطال غريبآ إن هو دفع ما عليه من معلوم يتناسب مع درجة فساده وإفساده

  إخوتي وأخواتي

هذا اولمرت رئيس وزراء الكيان الصهيوني يتعرض لإستجوابات قاسيه لإتهامه بتلقي رشاوي بقيمة 3,5 ملايين شيكل (700 الف يورو) حين كان رئيسا لبلدية القدس بين 1993 و2003 .

هذا المبلغ المتواضع يعادل مليون دولار تقريبآ. اعزائي انا متأكد بل انا على  يقين من ان هذا المبلغ هو ميكروي القيمه ( 1 ميكرون= 1000/1 من الملليمتر ) نسبة الى ما يحصل عليه رجالات الانظمه العربيه من رشاوي وعمولات وقروض بنكيه بلا ضمانات الى آخر سلسلسة الفساد  

 وهذه قضية اخرى من شركة ديلمر الألمانيه والتي تملك مرسيدس بنز , فقد وجه المدعي الأمريكي إليها إتهامآ يتعلق بالتآمر وإنتهاك قوانين مكافحة الفساد والرشى الأمريكيه في ممارسات دفع رشاوي لمسؤولين رسميين كبار في بعض الدول الأجنبيه وورد اسم مصر فيها . وقد تم تغريم الشركه مبلغ 185 مليون دولار لتسوية هذه المخالفه مُقسّمة بين غرامات جنائيه وغرامات مدنيه

اعزائي القراء

 الراشي نال جزاءه... لماذا ؟ لأن الإدعاء علي الراشي كان في دولة تحترم نفسها فلا كبير ولا صغير ولا حاكم ولامحكوم ولا خيار ولا كوسا امام القانون, اما المرتشي فهو قابع في بلادنا بل متنفذ فيها وفلوس الفساد مازالت تستريح في حساباته المتضخمه والمتورمه حتى الإنفجار

وهذا آخر خبر قرأته لكم اليوم : تم الكشف على دخل الرئيس الأمريكي باراك اوباما هذا اليوم  15 نيسان / إبريل وهو آخر يوم لتقديم البيان الضريبي فلقد بلغ دخل الرئيس اوباما خمس ملايين ونصف دولار حقق معظمها من بيع كتبه تبرع منها حوالي مليونين لجمعيات خيريه ,دفع  ضرائب بقيمة مليون وثمانمائة الف دولار للحكومه الفيدراليه ومائه وستمائة الف  دولار  ضريبه لولاية إلينوي , اما الباقي الصافي له ولعائلته فسأترك للساده المتنفذين العرب   ان يحسبوها ويخبرونا بصافي دخله, ام ان هؤلاء الساده  متخصصون بحسابات الأرقام الكبيره فقط؟

   إخوتي واخواتي

 إننا نعيش في غيبوبة كامله...غيبوبة اخلاقيه... وغيبوبة وطنيه... وغيبوبة إقتصاديه... وغيبوبة أمانه... وغيبوبة ضياع الهويه. فكيف نستطيع اعزائي القراء ان نُخرج هذه القيم من غيبوبتها إذا لم تنتهي صحوة الديكتاتوريه المسيطره على حياتنا والمنومه لقوانينا والمغلقه لأفواهنا وهي الصحوه الوحيده مع الأسف الناشطه في حياتنا اليوم

مع تحياتي