الرابعة منهن خائنة
محمد الرمادي
فينا - النمسا
نُشر بداية هذا الشهر (أبريل 2010م) دراسة عن ممارسة النساء الجنس خارج مؤسسة الزواج أو خيانة الرفيق الذي تعاشره المرأة معاشرة الأزواج دون الحصول على حقوق مدنية/قانونية؛ فقط للحصول على المتعة واللذة/ الإشباع.
الدراسة شملت 4000 أربعة آلاف امرأة من القارة الأورُبية، آحدى نتائج الدراسة تبين أن « الرابعة » الأوربية منهنَّ تخون زوجها/ رفيقها ولو مرة واحدة إثناء دوام العلاقة وصحتها.
يمتاز الغرب العلمي ـ وليس أصحاب الأقلام في الجرائد الشعبية التي تريد التشهير والفضيحة وهي لها زبونها الدائم وترتفع نسبة مبيعاتها عند الفضائح ذات الوزن الثقيل ـ الغرب يمتاز بقدرته على فتح ملفات شائكة سواء تعلقت بالكنيسة وأسسها/ طبقات هرمها أو رئيس الدولة/ الحكومة ومن يحمل حقائب وزارية والساسة أو رجال الأحزاب/ الأعمال.. بتعبير آخر كل فئات المجتمع، ثم يعمل أهل التخصص والخبرة في التعمق في الدراسة مع اعتبار عامل الدقة بالسلب والإيجاب. ما اعلمه أنهم يعطون لنتائج البحث +/- 10% ، فالنتيجة التي توصلت إليها أي دراسة تحتمل الخطأ في إدخال المعلومات التي جمعت والتعامل معها في حدود النسبة المذكورة، فيعمل أهل التخصص والخبرة على واقع الدراسة لإستخراج المحاور الأساسية التي يراد لها المعالجة والعمل على تصحيح صورة أو تحسين آخرى فيعمل علماء الإقتصاد/ الإجتماع/ النفس وجيش من العلماء كل في مجال تخصصه على سبر أغوار المسألة/ المشكلة والوصول لتوصيات وإيجاد حلول ناجعة للموضوع المبحوث والتي ترفع لأصحاب القرار لإتخاذ اللازم.
كل المجتمعات الساكنة على المعمورة لها احتياجاتها وقضاياها ومسائلها/مشاكلها، والسؤال ليس هل يوجد مشاكل!!؟ بل السؤال الحقيقي : كيف تحل هذه المشاكل!!؟.
مجتمعات الدرجة الثالثة ـ وفق التقسيم الغربي المعمول به حتى كتابة هذه السطور، وإن تحسنت التسمية وفق التعبير الدبلوماسي : الدول/ الشعوب النامية ـ هذه المجتمعات تفتقد آلية طرح المسألة/ المشكلة بحجمها الطبيعي على طاولة البحث؛ وظاهرة البرادعي مثال، مرشح "وهمي" وفق الدستور المصري المعمول به حتى هذه اللحظات ولم تتغير المادة ذات العلاقة كما أعلن الحزب الحاكم، وهو "لاعب" / "خصم" خيالي في الإنتخابات الرئاسية القادمة كألعاب الكمبيوتر سواء سباق الدراجات/ السيارات أو الحروب الوهمية، وهذه من مساوئ الكمبيوتر : بيع الوهم، فيظن كاتب (مثلي!!!) أنه صاحب عمود أو مقال يومي/ أسبوعي، أو يكتب تخاريف يظنها خواطر أو شخبطات على حائط حروف الأبجدية العربية يسميها قصيدة شعرية، وكذلك الحالة البرادعية ليست خطوة في الطريق الصحيح، أقول هذه المجتمعات تفتقد آلية طرح المسألة/ المشكلة بحجمها الطبيعي على طاولة البحث ثم إيجاد فريق عمل متخصص (في الغرب يوجد فريق عمل يقود الحملة الإنتخابية لمرشح ما، وعمل الدعاية الإنتخابية اللازمة وتغيير بعض المصطلحات والتعابير وفق آراء الجمهور وعمل إستطلاع دائم عن مدى تأثير الناخب الفعلى على رجل الشارع؛ أي الناخب) وليس جمهور كرة قدم أو جنرالات المقاهي الشعبية يقوم بأستعراض حدود وأبعاد المسألة/ المشكلة ووضع نقاط محورية والتباحث في الحلول الناجعة، وليس كما نرى فوضى خلاقة في عدة نواح كــقضية فلسطين/ العراق/ أفغانستان أو الملفات السياسة (انتخابات العراق/ السودان) والملفات الإجتماعية، حتى مسألة الهوية والإنتماء ومن هو صاحب الصلاحيات أصابتها الفوضى الخلاقة (تعبير وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة) أو حالة من التنفيس عن ما بداخل النفس البشرية المكلومة، إذا نحن لا نضع الأصبع على جوهر وأساس المسألة/ المشكلة بل نبحث فروعها وما يصاحبها من أعراض تدل على اصل المشكلة ووجودها.
نعود للدارسة التي نشرت في الغرب : هل نسمي النتيجة : خيانة أم تعدد (بالنسبة للمرأة تعدد الرجال)؛ أهل هي آحدى نتائج الفوضى الجنسية التي يعيشها العالم بآسره حتى الإسلامي منه والشرقي /العربي، أم هي مسألة قديمة جديدة، والنتائج الحديثة تؤكد صدق المعلومات القديمة، وهل « التعدد/ الخيانة » مشكلة أم حل!؟، ذلك أن إحسان عبدالقدوس؛ المصري في ستينات القرن الماضي كتب رواية أسماها " أرجوك أعطني هذا الدواء" ليقراءها مجتمع مصري رجعي/ متحفظ، القصة تدور حول امرأة يعمل زوجها في دول البترول منذ شهور/ سنوات ولها إحتياجات ضرورية تريد إشباعها، فتنصحها زميلة لها أن تمارس الإشباع (المحرم وفق الديانات الإبراهيمية الثلاثة: المصطلح الحديث لإتمام الفوضى الخلاقة على النمط الأمريكي) مع زميل لها في العمل أيضا متزوج، هذا المجتمع الذي يرى البغايا والمومسات في الطريق العام، وتصدر وزارة التجارة نبيذ جانجليس الممتاز، والمبيعات تعتبر دخل قومي، وبنوك الدولة تتعامل بالربا، والقائمة تطول ونقول المادة الدستورية تقول دين الدولة الإسلام، إنه الدجل السياسي من رجال الحكم والساسة والأحزاب السياسية الدينية المعارضة أو المسيسة، ولعل قليل من الفاسد السابق يصلح معدة المجتمع!!؟ إنها مهزلة!!.
إذن نحن الآن أمام ظاهرة قديمة جديدة : « التعدد/ الخيانة » كلٌ يسميها وفق المصطلحات التي تروق له دون قدرة علمية/ فقهية على العرض ومقارعة الحجة الواهية بالحجة القوية، أو غياب صوت العقل خلف حشرجة الضعف البشري.
بداية لا أميل إلى التقسيم المعمول به في كثير من الكتابات، إذ يقسم السادة الكُتَّاب مسألة التعدد إلى ما قبل الإسلام وما بعده، إذ استشعِرُ أن الكاتب/الباحث يدافع عن آية كريمة وردت في كتاب القرآن الكريم، هذه واحدة، أما الثانية فهي محاولة وضع الإسلام باحكامه في قفص الإتهام محاولة خبيثة ومردودة على قائلها، لوجود التحدي الأزلي وهو مازال قائما، فمَن مِن البشر يملك تعديل/ تحسين/ إلغاء آيات الذكر الحكيم ( على سبيل المثال وليس الحصر : سورة النساء آية 3 و آية 129 ) وصاحب الكتاب سبحانه وتعالى يقول في محكم التنزيل:" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له حافظون" ونصيب من الآيات القطعية الثبوت وفير ونصوص نبوية شريفة غزيرة وصحيحة تعتبر أحكاماً شرعية لمعالجة مسائل/ قضايا/ مشاكل/ حالات.
يمكنني أن أقسم البحث هذا إلى فصول:
1.) حياة الإنسان البدائي، وكيف توصل بطبيعته إلى التعدد : "تعدد الزوجات"،
2.) ما رواه المؤرخون القدماء،
3.) ما ذهب إليه علماء الإجتماع،
4.) آثار تدل على التعدد،
5.) تاريخ التعدد لدى الدول الشرقية القديمة المتحضرة، وموقفها من التعدد،
العرب قبل الإسلام
6.) دول الغرب :
6. 1.) الرومان
و
6. 2. ) اليونان في القديم،
السبب الذي من أجله انصرفوا عنه،
7.) الديانات:
7. 1. ) اليهودية
7. 2. ) المسيحية
اباحته بدون شرط
7. 3. ) الإسلام
8.) العصر الحديث والتيار الغربي