من المسئول
مريم السيد هنداوي
إلى متى ستظل الحالة الاقتصادية تزداد سوء بعد سوء وغلاء وقسوة لقد كنا نتمنى بالأمس القريب أن يختفى هذا الغلاء ونأمل تحسن فى الظروف أما الآن نتمنى ونصرخ أن يتوقف إرتفاع وغلاء الأسعار.
لقد مزق قلبى حزنا على إمرأة عجوز فى سن الستين تقف فى طابور الخبز....
ومزق قلبى لأجل طفل صغير لم يتجاوز سنه سبعة أشهر يريد أن يحبو فتمسك به المربية فى الحضانة وتلقى به بكل إستهتار وقسوة على كرسى صغير فيعاود الصغير وينزل ليحبو ويمارس فطرته فى مرحلة من مراحل نموه وتعاود المربية قسوتها وغلظتها بمسكه من عنق ملابسه وتلقى به على الكرسى وتمنعه، لقد ذهبت أمه للعمل وكذلك أبوه ليتعففوا ولا يسألون الناس الحافا ويستطعوا أن يوفروا لأبنائهم لقمة العيش الحاف فأين الحنان الذى تلقاه هذا الطفل؟!! وأين الرعاية؟!! ومتى يجد الحنان ويشعر بالآمان؟!!.
وأب آخر يأتى بابنته نائمة على كتفيه مريضة درجة حرارتها مرتفعة ويلقيها فى يد المربية ويقول لها: أسف خالى بالك منها لأنها تعبانة ويهرول إلى عمله والأم أيضا سبقته ايضا للعمل، رأيت الطفلة وهى تجلس وسط الأطفال يرتعد جسدها من الألمولا تستطيع أن تشتكى.
من المسئول
من المسئول عن موظف بمرتبه البسيط يحتار فكره كيف يدبر به حاله هل سيدفع الإيجار أم الفواتير أم كيف يوفر الطعام أم مصاريف المدارس والدروس أم المواصلات أم.....و......الخ؟!.
من المسئول عن أم لأطفال يتامى يغلق عليهم الباب -إذا كان فيه باب- لا يدرى بهم أحد أهم جياع أم مرضى أم محتاجون أم أنهم يصرخون من شدة الحاجة صرخات مكتومة من يحملهم ويأمن لهم غدر وقسوة الحياة والمعاش لا يكفى شىء؟!.
من المسئول عن آلاف الشباب التى تذلهم البطالة ويقتلهم الفراغ فى الشوارع والمقاهى وغيره فيهربون إلى الهجرة الغير الشرعية فلا يجدوا سوى البحر مأوى لهم؟!.
من المسئول عن عنوسة الشباب من الجنسين فكلاهما يريد العفاف فى زمن الإباحية والعرى باسم التقدم والحرية ومن يوفر لهم إمكانيات الزواج من سكن وغيره فى ظل هذا الغلاء وقسوة الظروف؟!
من المسئول عن ارتفاع نسبة الإغتصاب والزواج العرفى والزنا والشذوذ الجنسى وغيره؟!
من المسئول عن آهاتهم وصرخات مكلومة لأناس لسان حالهم يبتهل حسبنا الله ونعم الوكيل؟!
من المسئول عن هرب ممدوح اسماعيل بعد أن قتل ألف نفس فى غرق العبارة؟!
من المسئول عن القطارات التى حرقت، بل والتى خرجت عن مسارها بسبب سوء الطرق؟!
لقد أصبح الشغل الشاغل للمواطن المصرى توفير الضروريات ومحاولة مسايرة الغلاء وقسوته وتطبيق أكتر من فترة عمل.
هل من من مجيب ؟!!
هل من قلب واع يدرل أنها لو دامت لغيره ما وصلت إليه فالكل ذاهب لربه لايأخذ معه غير عمله وسوف يسأل ويحاسب عن كل كبيرة وصغيرة، ألا يقتدى حكامنا بسيدنا عمر والذى كان يخاف من المسئولية ومن حساب ربه بالرغم من كونه الفروق، أليس لنا فى قولته المشهورة القدوة العملية " أخاف أن سألنى ربى عن بغلة تعثرت فى العراق لما لم أمهد لها الطريق.
هل المسئول هو الحاكم أم الحكومة أم الشعب الذى عاش ويعيش فى سلبية دائمة ولا يعمل للحياة الكريمة.
من المسئول فيهم؟؟؟؟؟؟؟؟