سكوت العالم على أحكام الإعدام في حق قيادات جماعة الإخوان في مصر وعلى إبادة سنة العراق
سكوت العالم على أحكام الإعدام
في حق قيادات جماعة الإخوان في مصر
وعلى إبادة سنة العراق
محمد شركي
السكوت ثلاثة أنواع : سكوت على فائدة يحسن السكوت عليها كما يقول النحاة ، وسكوت يعني الرضا كسكوت الغادة البكر حين تستشار في الزواج ، وسكوت الشيطان الأخرس ، وهو سكوت يدل على الضلوع في الظلم والفساد . فمن أي أنواع السكوت سكوت العالم على أحكام الإعدام الصادرة في حق قياديي جماعة الإخوان المسلمين في مصر ، وعلى إبادة سنة العراق ؟ لاشك أنه سكوت الشيطان الأخرس لأن القضية تتعلق بظلم صارخ نال جماعة الإخوان ، وسنة العراق . وعندما نتأمل الجناية التي تلفق للإخوان في مصر أو للسنة في العراق نجدها جناية التمسك بالشرعية . فالإخوان في مصر دخلوا السياسة من بابها الشرعي الواسع حيث كونوا حزبا سياسيا قانونيا معترفا به ، و هو حزب العدالة والحرية ، وخاضوا اللعبة أو التجربة الديمقراطية محترمين قواعدها ، وفازوا فوزا مستحقا لا مغمز ولا طعن في مصداقيته ، ومع ذلك سكت العالم على الانقلاب العسكري على شرعيتهم وعلى الديمقراطية التي يتغنى بها هذا العالم بدوله العظمى والدول التابعة لها والمقلدة لها تقليد ببغاء لا يعي ما يقلد . وسكوت العالم على الانقلاب العسكري ، وعلى ما نزل بالإخوان المسلمين من تقتيل واعتقال وأحكام بالإعدام هو سكوت على ظلم كبير في حق الشرعية . وأما سنة العراق فقد ثاروا ضد غزو بلدهم من طرف الحلف الأطلسي بزعامة الولايات المتحدة بذريعة كاذبة مفادها أن العراق يملك أسلحة دمار شامل ، وأنه يأوي الإرهاب ويدعمه ، وقد تبين فيما بعد أن الذريعة كانت محض فرية لا أساس لها من الصحة ، وأن الهدف كان هو الوصول إلى ثروة العراق البترولية بسبب أزمة اقتصادية عصفت بالغرب . ولقد غزا الغرب العراق وجاء معه بفلول الطائفية المتعصبة الحاقدة على ظهر الدبابات ومكن لها وأطلق يدها في البلاد والعباد لتعيث فيهما فسادا ، وسمح لها بشنق الرئيس الشرعي صدام حسين المجيد صبيحة عيد الأضحى كتعبير عن الحقد الطائفي الدفين والذي يتغذى من عقيدة فاسدة مؤسسة على أساس أساطير وخرافات وأوهام ، ومظلمة تاريخية ملفقة تلفيقا فاضحا لتبرير الحقد الطائفي والعرقي المنبوذ في شريعة السماء ، وفي كل الشرائع الوضعية المستقيمة . ودمر الغزو الأطلسي دولة العراق الشرعية ، وأحل محلها دولة طائفية متعصبة وحاقدة بل سمح لدولة إيران الطائفية الحاقدة استباحة حمى العراق . والملاحظ أن القاسم المشترك بين جماعة الإخوان المسلمين وبين سنة العراق هو الشرعية فلا أحد منهما افتقد هذه الشرعية ، وفي المقابل لا شرعية للانقلاب العسكري في مصر، ولا للحكم الطائفي في العراق . ومن أجل الاعتداء على شرعية الإخوان في مصر عمد الغرب الأطلسي إلى مؤامرة ما سمي ثورة مضادة لثورة يناير الشرعية التي أسقطت الحكم العسكري بعد عقود طويلة من الاستبداد والفساد ، وهي الثورة التي أنهت عهد الحكم العسكري المقيت ، وفسحت المجال للحكم المدني الديمقراطي لأول مرة في تاريخ مصر ، وكانت الثورة المضادة التي جندت لها طوابير خامسة مأجورة لتبرير للانقلاب العسكري بذريعة الاستجابة لهذه الثورة الوهمية ، وهو انقلاب حبك بخبث في عواصم غربية ، وتم تمويله من قوى إقليمية مسلوبة الإرادة تأتمر بأوامر الغرب ولا تملك أن ترفض له طلبا . ومن أجل الاعتداء على سنة العراق عمد الغرب إلى مؤامرة ما سمي " بداعش " وهي عصابات إجرامية من صنع المخابرات الغربية نشرت من أجل التمويه على إبادة سنة العراق بذريعة محاربة هذه العصابات الإجرامية المختلقة . وتحت غطاء محاربة عصابات " داعش" الإجرامية تم تنفيذ خطة إبادة سنة العراق عن طريق حشود طائفية حاقدة وعن طريق فرق للجيش الإيراني وعصابات كردية حاقدة أيضا ، علما بأن عصابات " داعش " الإجرامية وهي صناعة مخابراتية ساهمت أيضا في إبادة سنة العراق وتناوبت مع الحشود الطائفية على سنة العراق. والمفارقة الغريبة العجيبة أن العالم الذي سكت سكوت الشيطان الأخرس على الظلم اللاحق بشرعية الإخوان في مصر ، وشرعية السنة في العراق لم يسكت عن ظلم الشرعية في اليمن بل استصدر قرارا في مجلس الأمن من أجل مواجهة المعتدين على الشرعية من عصابات الحوثيين الطائفية الحاقدة ، ومن عصابات نظام علي عبد الله المنهار. ومع أنه لا فرق بين الطائفية الحوثية في اليمن والطائفية السيستانية والصدرية والحكيمية والإيرانية في العراق من حيث الحقد على أهل السنة فإن العالم الذي أدان عدوان الطائفية الحوثية على الشرعية في اليمن سكت سكوت الشيطان الأخرس على عدوان الانقلاب العسكري في مصر على شرعية الإخوان ، وعلى عدوان الحشود الطائفية على شرعية سنة العراق ، فما أتعس عالم يكيل بمكيالين .