حوادث المرور
مناصر سهيل
تعد الحوادث المرورية متسببة بالدرجة الأولى من طرف الإنسان, حيث تصاعدت وتيرة الحوادث في الآونة الأخيرة ولكن للدولة الجزائرية دور كبير في التصدي لهاته المكروهات.
إن حوادث المرور خبر فظيع حين يدق شفاه المرء, بل وفي حالنا تزايد وتيرة اقتناء العائلات لأكثر من سيارة في كل بيت متكون من والدين و أبناء دون الحاجة لسيارة أخرى ما يسبب كذلك في تصاعد حوادث السيارات مما يدلي بضحايا حوادث المرور وليس عامل تزايد اقتناء السيارات عامل يبرر عامل اقتناء السيارات وإنما للمرء دور في الحفاظ على حياته بالدرجة الأولى. وبالدرجة الثانية أولي الأمور علينا فعليهم بأداء مهمة الحفاظ على أرواحنا.
تعد أكثر الحوادث المرورية حوادث متسببة إثر السرعة الزائدة عن حدها أو حتى تجاهل الإنسان أهميته في المجتمع حيث سخرت الجمهورية الجزائرية في البرنامج الخماسي عديدا من سبل التقليل من الحوادث المرورية الفظيعة فعلى سبيل المثال تكثيف رجال الأمن في الطرقات وكذلك الأجهزة الأمنية الحديثة مثل الرادارات, ساعدت بشكل أو بآخر على التقليل من حوادث الطرقات بصفة عامة.
إن عدنا إلى أرشيف الضحايا لوجدنا كم من أسماء رفاق البراءة, أهل الجنة, الأطفال ضحايا لا ذنب لهم سوى رغبتهم في قطع طريق سريع لعدم توفير المعنيين جسرا معلقا للمارة المشاة وكانت عاقتهم بالرغم من ذلك حسناء فالجنة مصيرهم لا محال رغما من أن من خلفوا من وراءهم كمن زاد على النار البنزين.
إن الحوادث المرورية أو بالأحرى حوادث الطرقات بصفة عامة, من تصادم السيارات لرحيل الأشقاء و الأحباء وحتى الآباء, شيء فظيع فبقلم طفل في طريقه للنهضة العربية بأدب ومواهب الطفل, نخاطب نحن الأطفال عالمنا و أولي الأمر منا وحتى الكبار علينا أن ينظروا إلينا نظرة تشفي غليل البشرية فكم من ضحايا كبارا و صغارا رحلوا عنا فالتحقت أسماءهم لأسماء المنسيين..
ما تزرعه تحصده
ما تزرعه تحصده مصطلح ليس كغيره, فبحكمة وفطنة لفظه من كان إذا ما زرع عملا حصد منه شيئا ومن أعماق الحضارات والدول استخلص فحمله جيل بعد جيل ليضرب مثلا لهم فخير مثال لمن حمله, جيل الثورة التحريرية الجزائرية حيث زرعوا حب الوطن في أعماق أفئدتهم فاستشهد منهم مليون ونصف المليون شهيدا وذلك في مدة 8 سنوات فكان ما حصدوه الاستقلال فنطقوا قالوا للجيل القادم ما تزرعه تحصده, فبالعزيمة والجد والمثابرة يكون ما تزرعه تحصده وان كان هذا المصطلح حمل جيلا بعد جيل فهل مصير الحفاظ على هذا المصطلح الحكيم في استقرار؟ لا, لأنه إذا ما تعمقنا في أعماق بعض المجتمعات رأينا قوما يزرع الحسد في برعم كان ليكون هو مبدأ جيل, فان كان البرعم قد حفظ ف قلبه الحسد فما بالك أن يحصد خير ما زرع لا بل وان صح التعبير يحصد شر ما زرع وبذلك يكون ما تزرعه تحصده فالبرعم هو مبدأ جيل إذا ما زرعنا في الحسد والشر هو بذاته زرع الحسد والشر في ذات براعمه بعد أن كان هو البرعم وهاهو الآن هو القوم فالعاقبة تكون النصيحة بما تزرعه تحصده بعد ندم وعاقبة سوداء.
وان درسنا هذا المصطلح الحكيم متعمقا تجد أنه قد سطر تاريخ أمم لا زال العالم يذكر ما زرعت بشر ما حصدت متوخيا عواقب زرعه فتكون نصيحته لبني الجيل غدا حذار فان ما تزرعه تحصده.