الحروب القادمة الكونية إسرائيلية
الحروب القادمة الكونية إسرائيلية :
فمن المستفيد؟
م. الطيب بيتي العلوي
مغربي مقيم بفرنسا
باحث في الانثروبولوجيا الدينية والثقافية بباريس
كان علينا أن ننتظر أكثر من خمسة وعشرين عاما لتصبح مقولة"George ORWEL جورج أورييل- لمقولات العبثيات واللامعقول"التي نطق بها عام 1984-حقيقية معاشة اليوم،وهي :إن السلام هو الحرب،..والحرية هي الاستعباد..،والجهل هو القوة..،ونضيف بأن الخديعة هي الحقيقية .
سوسيولوجيا الحروب :
طغت لذة الكتابة في الآونة الأخيرة في العالم بأسره عن الحرب القادمة في الشرق الأوسط ،وعن احتمالات الهجمة الثلاثية (الإسرائيلية-الأمريكية-الأوروبية)على إيران-ومنهم من يضيف أطرافاإقليمية عربية-،اقتداء بالهجوم الثلاثي التآمري(الإسرائيلي-البريطاني-الفرنسي)على مصرعام 1956،وعن الضربة القاضية المحتملة لحزب الله،وربما التفكيرفي مناوشة سوريا،والعمل على محاولة استنباث ثورات مخملية داخلها،...
وتفننت معظم المواقع اليهودية في فرنسا في عرض الحرب عرضا توراتيا :صراع داوود وجالوط،وصراع الحق ضد الباطل والنبيل ضد الحقير،..وفي مواقع جادة أوروبية يُتبارى فيها في التفنن في طرح السيناريوهات المحتملة والأسلحة المفاجئة الفتاكة الحاسمة الغيرالمسبوقة،والمراهنات على الغالب والمغلوب،باعتبارأن الحروب الحاسمة لها عدتها المناسبة(ولكل مقام مقال)،..وفي الإعلام العربي أصبحت الحرب القادمة، مشغلة المحللين الستراتيجيين والعسكريين الجادين،ودردشة العاطلين والمتفرجين،وملاذا للمفزوعين والمرتعبين على السواء،
وأما الإعلام الغربي الرسمي،.. فقد حسم موقفه منذ البداية باستعمال لغة التجديف والتضليل والأراجيف بالانحيازالسافرعلى غرارحربي الخليج ،بالتركيزعلى تصريحات القادة السياسيين الأوربيين،والإسرائيليين والأمريكيين"الطيبين"وذكرالتحركات السرية والعلنية لبعض المسؤولين من العرب"المعتدلين"العقلانيين ،وهكذا ارتفعت الوتيرة وتصاعدت النغمات،والكل ينقرعلى وترة نغمة الحروب"الذكية"التي استُخدمت آلياتها الجهنمية في حربي الخليج ولبنان وغزة،التي بشرتنا بها أطروحات"المباعد"،وهي نفس الأطروحات التي أوصلت الغرب الىأعتاب مشاريف نهاية البشرية في كل مرة يتحرك فيه هذاالغرب"العقلاني"،عبرهذاءات مشروعيه"الحداثيين"،الوليدين لحضارته وكأكبرانجازاته"التنويرية-العقلانيته-الإنسانيته الحداثيه"وهما :الولايات المتحدة منذ قرابة خمسة قرون،وإسرائيل منذ حوالي قرن،ليكمل الغرب بذلك مسيرته المظفرة نحومساره النهائي التي هي :"الحضارة الأوحد" فأصبحت مقاول العالم المتفرد المستفرد بترهيب البشر–حسب تعبير"جاك لندن"Jack Londonوما على باقي الحضارات والثقافات،إلا أن تستحيي وتنزوي وتزورعن الوجود ..والى الابد !
غيرأن هذين الوليدين الشرعيين المُمثلين"للأم العجوز"التي شاخت ملحماتها واهترأت أطروحاتها وخطاباتها وفلسفاتها..،يصارعان اليوم لحظات حشرجات احتضارهما الأخيرة، محاولتان جرالعالم،إما الى الإمتثال والإذعان،أوالدماروالطوفان،قبل أن يلفهما التاريخ في غياهيب عتمات"المابعد"أوالإندثار،كما حدث للأمبراطورية السوفياتية بالأمس القريب التي ذوت وحيدة ،وتشظت مثل النيازك،رغم وهج وقوة وثورية أسس إيديولوجيتها الماركسية-التي هي الوجه الآخرللغرب المتمردعلى المجتمع الرأسمالي البورجوازي الحديث، للنصف الثاني من القرن التاسع عشروقيم معتقداته( الحداثية-الليبرالية–الرأسمالية- الإمبريالية)
فالأحداث الجارية اليوم في العالم،وهول تسارع وقائعها المذهلة-في منطقتنا بالذات-،أحداث تذكرنا بالأجواء السابقة القاتمة المنذرة لحربي 1914و1939العبثيتين وما تلاهما من أنواع العدوان على المنطقة منذ الاعتداء على مصرعبد الناصرعام 1956،الى محرقة عزة عام 2008، تلك الحروب الغاشمة التي كانت تِكراراً مجسَما للإخفاق الراديكالي للغرب نفسه وغبائه ووحشيته،والنتيجة النهائية لتخبطات كل أنواع فوضاه"السينيكية"(الفكرية،الإيديولوجية،الإقتصادية ،الإجتماعية والأخلاقية)التي يفرزها عشية كل مساء فترات تحولاته ومراحل انتقالاته،بسبب فقدانه-في كل مرحلة- للبوصلات الموجهة الى المخارج المشرقة،والحلول الحكيمة،والحوارات العقلانية، فيصاب بالشلل الدماغي الفجائي،وينحشربسبب الإرباك داخل الطرق المسدودة ،ليقود البشرية في-كل مرحلة انتقالية-الى النهاية بمعناهاالتوراتي...،
" براديغم" (1) خلفيات الحروب في الغرب في مراحله الإنتقالية :
تعد -1760- 1875-هي الطورالحاسم في أطوار"براديغم Pradigme"الحروب العصرية في الغرب،والمرحلة المؤصلة لدوافع وحاجيات الغرب الأساسية–الظاهرية- للجوء الى الحروب الطاحنة الملزمة للتصنيع،والتنقيب عن مصادرالموادالخام في الدول المستعمَرة لتحريك "الآلة الإنتاجية الاستغلالية التدميرية الجهنمية الأكثرهولا للأعراق،المجتمعات،الأفراد،الفضاء،الطبيعة،الغابة،باطن الأرض،.. ليصبح كل شيء منتجا إنتاجا مدفوعا الى طاقته القصوى.." حسب التعبيرالحرفي للأنثربولوجي"بييركلاستر"Pierre clastresثم البحث عن أسواق تصريف المنتجات،بترغيب وتنصيرأقل،وترهيب و"تحديث"أكثر،...وتبقى مع ذلك دوافع الحروب أكثرإبهاما،وأبعد منالا،وأشد تعقيدا بمنظورسوسيولجيا العنف،وعلم النفس السياسي،وسيكولوجية أعماق الجماعات والحضارات،خارج المقاربات(الإثنو-أنثربو-تاريخية) بالمنظورالمركزي الغربي-كما يقول كبيرالأنثروبولوجيين"جيلبيردوران".بينما كانت المجتمعات التقليدية لحضارات الشعوب القديمة في الشرق،وشعوب القارتين الأمريكيتين،والقبائل البدائية المتخلفة في أدغال إفريقيا،وسهول آسيا،وأرباض صحاري نيوزيلاندا وأستراليا،تتعامل تجاريا،وتمارس أشكالامن التبادل الذكي المنسجم مع حاجياتهاالأساسية بدون الحاجة الى الحروب-إلافيما نذر-
ومن ثم،فقد كان لكل مرحلة انتقالية في الغرب حربها المدمرة،أو ثورتها الدموية،أوحداثتها المصادمة في كل مراحل تحولاته الرئيسية –التي يسمونها ب"التغيير"-ذلك المصطلح الهلامي"الثعلبي"التي نوجزأهمها في ما يلي :
1-مرحلة(الإمبراطورية-المسيحية)من القرن الثامن الى ما بعد القرن الثاني عشر،التي ولُدت العالم المسيحي(الذي لم يولد في الشرق-في فلسطين-الذي رأى فيه النور)بل عن طريق حروب طاحنة لاستعباد القبائل الساكسونيية الهمجية الجرمانية،وحروب تغريب الحدود الشرقية ضدالسلاف(القيصريين)،وتأمين الحدود الجنوبية باعادة فتح إسبانيا التي قامت بدورها بتغريب أمريكا الجنوبية لاحقا
2-(الإمبراطورية–العالم)Empire-Monde - السريعة الزوال-، للملك كارلوس الخامس الإسباني،بعد موت"العالم المسيحي"،منذ بدايات القرن الخامس عشر،وما تلاه من تغيير خارطة العالم بعد الانقضاض على أمريكا اللاتينية، واستأصال معظم سكانها باسم "التنصيروالتحضير"
3- نظام"الدولة–الأمة"البونابارتية Etat-Nationصاحبة الحروب العبثية الإستأصالية للملكيات من برشلونه الى فنلندا،وصولا الى موسكو،والحملة المظفرة على مصر وبيت المقدس-ودائما قصد "التغيير والتثويرو التنويروالتحضير"-تلك الحملات التي أصلت فيما بعد لثقافات وفلسفات المنقبات الكولونيالية،وفرض أنظومةعبء الرجل الأبيض"ل"جول فيري" التنويري-الحداثي"ورجل الدولة الفرنسي العلماني"الإنسانوي" ووزيرالتعليم، وصاحب نظرية التوسع الاستعماري الفرنسي في المغرب العربي وإفريقيا وبلادالشام،
وابتداء من عام 1800،وخلال قرنين من الزمان استطاعت أوروبا ابتلاع هذه الكعكعة الهائلة –ودائما بالحروب والتدمير ليسيطر-نظريا- على 55بالمائة من اليابسة ويستغل –عمليا على 35 بالمائة من المساحات المستعمرة ليصل فيما بعد إلى مرحلة ما يسمى ب :
4-الاقتصاد العالم–Economie- Monde-بعدتفكيك الإتحاد السوفياتي واحتلال العراق( ويرتعب المرء من تذكركيف تم ذلك)
وهاهوالغرب يعيش اليوم من جديد في عام 2010 في عهد (أوباما –ناتانياهو-ساركوزي-براون–ميركل) ما يسمى "بمرحلته الإنتقالية الجديدة"عبرنتائج مكاسب دك العراق،والفشل الذريع في تدمير لبنان،ومحرقة غزة، كما رسمها جيدا دعاة نظرية"براديغيم"المفهوم البيولوجي للنظام الدولي الجديد"كمعطىعلمي"(وكم يتبجح الغرب ويخرب باسم العلم)،
وفي هذا الإطاريعلل الخبير"وليام هايلاندwilliam HAYLAND"وأمثاله بأن"التاريخ الإنساني لم يعرف أبدا الإستقراروالإنسجام،-حسب المحلل- سواء تعلق الأمربالصراعات أو بالحروب"حيث استعارمروجوهذه النظرية في علم الاجتماع التاريخي ،نظرية "الهدم الخلاق"الفيزيائيةCreative destruction(3)(وللتذكيرفمفهوم"التاريخ الإنساني"لايقصد به-غربيا في قواميسه- سوى التاريخ المركزي الغربي- وأما تواريخ كل الأمم فما هي إلا ذيول للتاريخ الغربي و"ليست التاريخ"
واختصارا..، فإن الحروب الكبرى والصغرى التي عشناها منذ القرن الفارط بقيادة الغرب،لم تسقط من حالق،بل كانت إفرازات لتراكمات عصر سياسي ساخن،وفوضى عبثية عارمة،نتيجة للفلسفات الغربية التالية : الرأسمالية،الاستعمار،العنصرية،الصهيونية،الفاشية،النازية،النفعية،البراغماتية،ومشاريع الغزوالعسكري الجديد،ومشاريع"التغريب"المتسرة وراء التحديث والتنمية والتصنيع،وقذارات المحرقات"المعقلنة"على شعوبه في أوروبا،وعلى شعوب كافة البشرية خارجها، والحرب الباردة،ومشاريع تصديرالإخفاقات الغربية وهذياناته وهستراته(على جميع المستويات) الى المتبقين من الشعوب من غير"المتحضرين".
ولن ندخل في مهاترات كلامية،في ما إذا كان التاريخ يعيد نفسه أولايعيده،الا أن الغرب-يقينا- يعيداليوم نفس أخطاءه التاريخية الغبية الفادحة،منذ تنويره وحداتثه وعقلانياته ولا عقلانياته، تجاه نفسه وتجاه البشرية،وهويحشر العالم اليوم من جديد، في كوابيس الحروب الكبرىالقادمة،استجابة لأطروحات ("اللاءات"و"المابعد"الإيديولوجية والسياسية والثقافية الفكرية والفلسفية)،ولخطابات("النهايات"والإبادات المقدسة "للأغيارالتوارتية"على هدي الخرافات اليهودية،التي بدأ الغرب يرددها اليوم وفي عام 2010–بغباء وبحبورجنوني مشبوهين-وراء زعماء إسرائيل،بعد التصريحات التلمودية الأخيرة لناتانياهو،وتهديدات"ليبرمان"النارية،على هدي تقاليد"ياهو"(الإله البركاني التوراتي)،رغم سعة وشمولية ثقافة هذا الغرب وعلمانياته المتطرفة،ورفضه"للمقدس"بالإعلاء من شأن"المولث"والتنظير للتهتك والعربدات،والدعوة الى ثقافات الانغماس في"الإيروسيات"و"فلسفات اللذات الهيدونية والأبيقورية" بينما يسقط هذا الغرب(العقلاني-التنويري-اللاديني)والمتفسخ حتى الثمالة-،في"احترام المقدس التوراتي"،بالترويج للتفاسيرالغنوصية (للاإسرائيليات) في مكتباته العمومية والوطنية وجامعاته، لفهم الكون والعلم والعقل،واجتهاداتهاالأنثربولوجية التي قعد لها"نبي الأنثروبولوجيا المعاصرة"اليهودي الفرنسي"ليفي ستراوس"في جامعات باريس وتل أبيب،الولايات المتحدة ،كندا اليابان،أمريكا اللاتينية، لعلوم رموز"الخفائيات"اليهودية وأسراراها وتفوقها الروحاني الكوني
كما يثار اللغط متى ستكون الحرب؟ وهل هي آتية لا ريب فيها؟أم مجرد جعجعة بدون طحين؟ وهذه التساؤلات مثل سؤال الأعرابي لرسول الله عن متى قيام الساعة،الذي جه عقل الأعرابي وتفكيره الى ماذا أعد لها،ولذا فما أعددنا لهذه الحروب العدوانية (الاسرائيلو-أمريكية) المحتملة ،سواءعلىإيران،أولبنان،أوسوريا، فإن لكل الحروب المحتملة أسرارها، وكل الحروب التاريخية كانت عبثية في نشوئها ومسبباتها
ومن هذاالمنظور،فلايمكن تفسيرأحداث التاريخ ونشوب الحروب بالرجوع إلى تبسيطات الكراسات المدرسية، أوقراءة التاريخ من آخره،إذا لم نقرأالأحداث القادمة بمنظور"قانون التناتج"لـ"جاك بانفيل" :
فحرب 1914 -1917 حركتها انتشاء الغرب وصلافة وصوله الى شكل"الإدراة الإستعمارية الأوربية الجديدة الكاملة"المزهوة بعهدها الجميل لمطلع القرن العشرين، حيث كان الرجل الأبيض يرتكزفي تعاليه،على ضعف المستعمرين(بفتح الميم)
بينما لم يكن لحرب 1938-1944نفس مغزى ولا نفس دوافع حرب1914،فقد زالت هيبة المستعمر(بكسرالميم)في النفوس،ودخلت الدول المقهورة في حروب التحرر،وأَنهكت القوي الإمبريالية القديمة نفسها بحروب اقتسام كعكعة العالم في ما بينها،حيث ورثها"غرب جديد"،في شكل الدولة الإمبريالية الجديدة-الولايات المتحدة-الذي جدد شبابه بحمامات الدم على القارة الأمريكية ليرث عن كفاءة الميراث الاستعماري القديم
وأما الأحداث التي قادت الى الحرب العالمية الثانية،فكان وراءها ظاهرة خصوصية إسمها"نازية أودولف هتلر"الذي كان يشكل في تلك المرحلة "عقدة"ما يسمى بالضد،Anti( أي ضد كل الإيديولوجيات الأوربية السائدة) ،فقد كان يريد الحرب الكونية أن تكون"حربه هو"،لأنه كان يرى أنه على حق،قبل أن تكون حرب "الشعب الألماني"الذي يمثله"هو"،وهو كان يعتبرمعاهدة فرساي'1919 إذلالاً له"هو"ثم بالتالي تحقيرا ًللشعب الألماني الآري في صورته "التفوقية"العنصرية النازية الصاعدة التي قعدها"هو"،ومؤمنا بأن وراء تلك المعاهدة عدواه الرئيسيين" :اليهود المشردون الرًبويون الجشعون"و"العرق السلافي الدوني المدجن"أي الروس
ومن أكبرالمفارقات،أن التمويل المالي والتشجيع المعنوي لفاشية موسوليني ونازية هتلر،كان أمريكيا،حيث كانت تقاريرالسفارة الأمريكية-زمنها- تصف"زحف موسوليني على روما"بالثورة الفتية الرائعة"وحظيت حكومة موسوليني بمعاملات مميزة من طرف"تيودورروزفلت"في أداء الديون المترتبة على موسوليني الذي يصفه رووزفلت"بالرجل النبيل الرائع"،حيث تدفقت نحوإيطايا الاستثمارات الأمريكية بسخاء(كما صورها جيداأحدأفلام "أنطوني كوين"الرائعة في السبعينات) حيث كان روزفلت يعتبرالفاشية الإيطالية بأنها"تلك الثورة الفتية الرائعة وروح إيطاليا"
وعن طرق أموال الدولة الأمريكية وأبناكها اليهودية(وخاصة مجموعة أبناك روتشيلد وجمعيات روكفلر) تم تمويل صناعة الأسلحة المرعبة بألمانيا،وتزويدها بكل حاجياتها من البنزين والطاقة(فألمانيا لا تملك قطرة بنزين واحدة) لتحريك الماكينة الألمانية الفتاكة من غواصات ودبابات وطائرات لقصف وتدميرأقصى الجناح الشرقي لأوربا(فارصوفيا وموسكو)الى أقصاه غربا(باريس ولندن)وحيث اشترطت الولايات المتحدة في مساعدة الحلفاء ألاتُقصف المدن الصناعية الكبرى لصناعات الأسلحة الثقيلة مثل مدينة "هامبورغ"حيث كان هلع"امتداد الخطر السوفياتي"يسود أوروبا الغربية،فلم تتردد الولايات المتحدة–باسم الحرية "و"حرية الباب المفتوح"أمام الرغبة في التوسع اللامحدود، في الإعتمادعلى أبشع الفاشيات،
كما أن أمريكالم تتدخل ضد نازية هتلر،إبان الحرب العالمية الثانية،التي امتدت من 1938الى 1945،إلافي شهرينويو ل :1944،وذلك بعد أن استنزفت النازية كل قوتها وطاقاتها،في أول هزيمة نكراء لها في ينايرعام 1944في ستالينغراد،ولم تعد،بالتالي،نافعة ولا قادرة على تنفيذ الخطة الأمريكية، في إيقاف المد الشيوعي،فكان ما كان من مهزلة الإنزال الأمريكي التاريخية، في نورماندي على الساحل الشمالي لفرنسا، بعد الإملاءات القاسية والمذلة لدوغول،وبعد إغراق أوروبا في الديون الربوية بما يسمى ب"خطة مارشال"لتركيعها للإملاءات الأمريكية لاحقا،أوالتهديد باستنباث"فاشيات جديدة"اذا لم ترضخ أوروبا لهيمنتها،.حيث كتبت الفيلسوفة الفرنسية–رفيقة دوغول في المقاومة "سيمون فيي" SimoneWeil"إن أمركة أوروبا بعد الحرب،خطرماحق،التي ستهيئ بدون شك،أمركة الكرة الأرضية ...وستفقد الإنسانية ماضيها"..ولقد تم ذلك وتمت أمركة العالم..،وهكذا كانت الولايات المتحدة وهكذا ستبقي الى أن تستكمل الدورة الزمنية دورتها فيحق عليها القول لتدفع أقساطها
وبالمقارنة البسيطة،وبعيدا عن تعالي التعقيدات الأكاديمية،أوأدبيات وحذلقات وشطارات(الستراتيجيات-الانشائية) فلسنا بحاجة الى عبقرية أنشتاين أوعرافة النبي دانيال عليه السلام،لنعتبرمن أن مطلب الحرب"هوإسرائيلي تلمودي"-مبدئيا-والتمويل والدعم (أمريكي-أوروبي)- فالغرب لا يمكنه التخلي عن ابنه الشرعي وقرة عينه-،والمشاركة عربية معتدلي المنطقة،والمستفيدون هم اللوبيات الدولية والإقليمية المتنوعة(المالية والسياسية والفكرية والدينية)المتصارعة إما لإقتسام الكعكة أوإرضاء الأسياد،ولتصفية حسابات "شخصانية"مع أفراد من المقاومات أونكاية بسوريا لأسد،أواستصال التأثير"الشيعي الصفوي"
التكهنات والحسابات :
لا يمكن لأي أحد،التكهن بحتمية قيام الحروب أوعدمها، استناداالى"عقلانيات"استنباطات العلوم الرياضية والاستدلال المنطقي،أومطارحات تكهنات علوم الرمل وعـِرافات التنجيم والفلكيات..فلقد كانت وراء الحروب الكبرى دوما–بالاستقراء التاريخي-أسبابا معقدة لاطاقة للعقل المجرد بحصرها،ولم تكن أية حرب عقلانية في أسباب نشوئها،أوانسانية وأخلاقية في مطالبها ومعناها وأهدافها ..
ومن هذه الزواية،يمكننا التأكيد على أن التوليفة الجديدة : الإسرائيلية-الأمريكية-الأوروبية-العربيةالمتصهينة) قد انحشرت في الزاوية والنفق المعتم تترجمها ضرورة حتمية الحرب للخروج من المآزق وذلك لأسباب بسيطة جدا هي كما يلي :
أولا- إن معظم الحكام والساسة العرب ونخبهم ومنظريهم ومثقفيهم ومحلليهم ومستشاريهم وإعلامييهم ومبدعيهم وفنانيهم، قد زلزلوا وارتعبوالهول مفاجآت التغيرات المنتظرة في المنطقة،والهلع من يقظة شعوبها، ومن الغد المظلم،والتخوف من أن تميد بهم الأرض من تحت أقدامهم وهم ينظرون، فتراهم يتسارعون ويتراكضون الىالتطبيع في السرباللقاءات، وإمضاء الإتفاقيات للضمانات المعيشية لمرحلة "المابعد"، وفي العلن بالمؤتمرات"الحضارية والثقافية-الأورومتوسطيةالمشبوهة"ويستكثرنخبهم "وحداثيوهم"من الظهورعلى القنوات"الشيك والمودرن"داخل المنطقة وخارحها،.من اللقاءات السرية مع "الأسياد"و"أرباب العباد" في تل أبيب وواشنطن وعواصم أوروبا،و يمنعونا حتىمن مجرد التفكيروالتحليل وطرح الفرضيات تحت ذريعة إصابتنا بلوثة"هوس حبك المؤامرة"أوالتطرف أو التخلف
ثانيا :إن الغرب لا يملك في جعبته اليوم، سوى سيناريواواحدا،في مواجهة أزماته الوجودية،كما كان الشأن في مساره التاريخي الطويل عند رغبته في"التغيير"والإنتقال من مرحلة إلى أخرى سوى بالحروب،التي هي من طبيعة ثقافته المنبثقة عن أزماته المتجددة مع نفسه ومع"الآخرين"،وخاصة وأنه يستفيق اليوم على حقائق مرة وخطيرة،ألا وهي احتمال أن يتساوى مع العوالم الدنيا التي كانت تحت رحمته وسيطرته في الماضي القريب،ممايعجل باستنباث المزيدمن مشاريع اجتثات الجذوربالحروب الأكثرضراوة ،وسيتم البرمجة لها بالطرق الموغلة في العنف الوحشي، كماتم ذلك في العهد البوشي،وإما بالطرق"الهوليودية"-"الهاي تيك"الجديدة التي هي قيد الإختبار،والجواب ما ستراه أعيننا لا ما تسمعه آذاننا