دبابير الانترنت

وليد شلاعطة سخنين

وليد شلاعطة سخنين

[email protected]

بداية أتمنى أن يقوم دبابير الأنترنت بنقل هذا المقال تحت توقيعي, وليس تحت توقيعهم كما يفعلون غالبا. فأنا لا أخاف من أحد الى من الله, ولا حاجة لاختبائي تحت اسماء مستعارة.

سمحت لنفسي بعد تفكير كثير ومستفيض أن أكتب هذه الكلمات وانشرها فالغضب الذي أشعر به عندما أرى دبابير الانترنت يسرقون القصائد والمقالات وينشرونها في المنتديات والمواقع المختلفة بتوقيعهم لهو أمر " عيب", مستهجن ومرفوض.

  السرقة الأدبية كانت في العصور الماضية, على الأقل منذ عهد الجاهلية, لكنها كانت تحدث بعد موت الكاتب, أما اليوم ففي وضح النهار وبلا خوف أو خجل وأحيانا من قبل دبابير تعرفهم ويعرفونك.

انتشرت في السنوات الاخيرة الماضية ظاهرة استعمال الانترنت بشكل كبير, ف "الشبكة العنكبوتية" كما تسمى جعلت من العالم قرية صغيرة, أو ربما كما نقول في العامية "ديوانه", وسهلت الطريق امام الباحثين, الكتاب, المبدعين, الفنانين وغيرهم بعرض نتاجهم في المواقع والمنتديات المختلفة بسهولة, خصوصا الشباب منهم.

فأصبح المبدع الشاب الذي ما زال يحطو ببطء نحو عالم الابداع يرى بالشبكة العنكبوتية طريقا أسهل وأسرع للوصول الى الجمهور باختلاف اطيافه. ولكن كون هذا المبدع في بداية الطريق واعماله متواضعة مقارنة مع عمالقة العالم العربي, جعله لقمة سهلة بين أفواه دبابير الانترنت.

 فكثرت " الحرمنة" والسرقات المختلفة, وخصوصا بعد ولادة المنتديات والتي تتيح للشخص بالدخول الى المنتدى باسم مستعار ولقب يكون غريبا في معظم الأحيان, هذا التستر وراء الالقاب المختلفة وبغياب القانون الذي يراقب شبكة الانترنت  أتاح الفرصة للكثير من السارقين والمتسلقين بسرقة نتاج غيرهم وحذف اسم الغير واضافة اسمهم المستعار مكانه, والأدهى من ذلك أن تصل الجرأة بأناس يدعون الكتابة ويطلقون على أنفسهم القابا مختلفة مثل شاعر كذا وشاعر كذا أن يقوم بسرقة قصائد لزملاء له من موقع معين ونشرها بموقع وبمنتدى آخرلا تعرف احيانا اين مصدره.

كم يشعر المبدع بالغضب الشديد حيال ذلك, لكنه لا تستطيع فعل الكثير, فلا قانون ولا رقابة ولا رادع ولا ضمير. كم كنت أتمنى أن تتحول هذه المنتديات لحلقات فكرية وثقافية تبني وتنمي, وأن يتحول هؤلاء الدبابير لنحل ينقل الرحيق ويخلط العسل ببعضه.

أخيرا اود التوضيح أن هنالك من المنتديات المحلية والعالمية الراقية والمحترمة. والتي تثري وتزيد من معلومات وأدوات المشتركين بها. وهي أداة للتواصل الحضاري.

ولكل هؤلاء الدبابير أقول: من يبحث عن شيء ما بداخله وعن مديح الغير له وعن غاياته الفقيرة والمريضة أن ينظر الى وجهه في المرآة  جيدا خصوصا اذا كان كبير السن وشائب الرأس ويقرأ ما يلي:

انظر لعيونك لا ترمي

العيب وتخرج مما أنت

جاهر بالحق ولا تخفي

وجهك عن شاشة انترنت

وارفع كلماتك لا تهمي

واشمخ بالشعر كعنتر نت...

وانقل أصداء مشاعرك

واحصد من ليلك

ها قد مت...

 وقع باسمك

مما تخاف؟

كنت تفكر

وها قد بنت...!!

مهموس أنت

 تعاني الكبت

وحين وصلت لحقل النت

أصبحت

دبور الانترنت....!