نشر الثقافة الأمازيغية

من الثقافات دعوة للتفكك الإسلامي والعربي

موسى بن سليمان السويداء / السعودية

[email protected]

 ... قال تعالى : (  إنا جعلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون ) [ الزخرف : 3]

... وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - : " تعلموا العربية فإنها تثبت العقل وتزيد في المروءة " .

 .... كنت في يوم من الأيام جالساً مع زميل عمل في المكتب الذي أعمل به فدخل علينا رجل من شرق آسيا جميعنا نعرفه فكان زميلي يحفظ بعض الكلمات بلغة هذا الرجل فكان يكلمه بها ثم سأله زميلي عن معنى كلمة ما - لا أتذكر الآن ما هي بضبط – فقال الرجل لزميلي : " ما الفائدة من معرفة لغتي ؟ الفائدة أن يعرف الإنسان اللغة العربية من أجل أن يقرأ القرآن الكريم ويعرف الأحكام الشرعية " فسكت زميلي مفحماً ولم يستطع أن يرد عليه بشيء .

... كان هذا الرجل الآسيوي حكيماً في قوله ففعلاً ما الفائدة أن يعرف شخص ما لغة أُناس بعيدين عن وطنه أو لغتهم شبه مندثرة أو حضارتها بسيطة لا تفيد إلا جزء يسير من الناس بينما يجهل لغة دينه ؟

 ... شاهدة في بعض القنوات الفضائية مقابلة مع امرأة أمازيغية يسألها الشخص المقابل لها فيقول : ما دينك ؟

 ... فتقول له : ديني الإسلام وربي المسيح !!

 ... وهذا بسبب الحملة التنصيرية في الجزائر وبركة تعلم اللغة الأمازيغية التي جعلت هذه المرأة تدين بدينين في وقت واحد – والعياذ بالله - .

... أغلب من دخل في الإسلام في الشرق والغرب والشمال والجنوب لهم لغات غير اللغة العربية ومع هذا اهتموا اهتماماً بالغاً باللغة العربية حتى علماء النحو وعلماء اللغة كان بعضهم من أصول أعجمية بل بعضهم رحل إلى الجزيرة العربية يدون اللغة العربية من أفواه أهلها من أجل معرفة بعض معاني الكلمات الغامضة في هذه اللغة التي نزل بها القرآن الكريم وقد ذكر السيوطي في " المزهر في علوم اللغة وأنواعها " عن الصاحب بن عباد وهو من علماء اللغة  قال : " حُكي عن الصاحب بن عباد أن بعض الملوك أرسل إليه يسأله القدوم عليه ، فقال له في الجواب : أحتاج إلى ستين جملاً أنقل عليها كتب اللغة التي عندي " فهذا القدر من المؤلفات يبين مدى الاهتمام باللغة العربية عند المسلمين لأن دينهم مرتبط بها ارتباط وثيق .

 ... وقال أبو منصور الثعالبي في مقدمة كتاب " فقه اللغة وسر العربية " عن فضل اللغة العربية : " فإن من أحب الله أحب رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن أحب النبي العربي أحب العرب ومن أحب العرب أحب اللغة العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب ومن أحب العربية عُني بها وثابر عليها وصرف همته إليها ومن هداه الله للإسلام وشرح صدره للإيمان وآتاه حسن سريرة فيه [و]اعتقد أن محمداً صلى الله عليه وسلم خير الرسل والإسلام خير الملل والعرب خير الأمم والعربية خير اللغات والألسنة والإقبال على تفهمها من الديانة إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين وسبب إصلاح المعاش والمعاد ثم هي لإحراز الفضائل والاحتواء على المروءة وسائر أنواع المناقب كالينبوع للماء والزند للنار .

ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها والوقوف على مجاريها ومصارفها والتبحر في جلائلها ودقائقها إلا قوة اليقين في معرفة إعجاز القرآن وزيادة البصيرة في إثبات النبوة الذي هو عمدة الإيمان لكفى بهما فضلاً يحسن أثره ويطيب في الدارين ثمره فكيف وأيسر ما خصها الله عزوجل من ضروب الممادح ما يكل أقلام الكتبة ويتعب أنامل الحسبة " .

 ... وجاء في مقدمة " معجم الأدباء " لياقوت الحموي عن سلمة بن قتيبة قال : " كنت عند ابن هبيرة الأكبر ، قال : فجرى في الحديث حتى ذكر العربية ، فقال : والله ما استوى رجلان دينهما واحد وحسبهما واحد ومروءتهما واحدة أحدهما يلحن والآخر لا يلحن إن أفضلهما في الدنيا والآخرة الذي لا يلحن .

قال : - فقلت أصلح الله الأمير – هذا أفضل في الدنيا لفضل فصاحته وعربيته أرأيت الآخرة ما باله فضل فيها ، قال : إنه يقرأ كتاب الله على ما أنزله الله والذي يلحن يحمله لحنه على أن يدخل في كتاب الله ما ليس فيه ويخرج منه ما هو فيه ، قال : قلت صدق الأمير وبر " .

 ... فكيف بالذي لم يحسن العربية أصلاً ثم يدعوا إلى تعلم لغات أخرى مثل الأمازيغية والفارسية والنوبية وغيرها ؟

 ... كان المسلمون يطعنون فيمن ينتقص العرب ويقلل من شأنهم ويسمونهم بـ" الشعوبية " لأنهم يفضلون الشعوب الأخرى على العرب أو لا يرون فضيلة للعرب على غيرهم من الشعوب بل حتى من يؤلف في العقائد من العلماء يطعنون عليهم ويرمونهم بالبدع قال حرب الكرماني من أصحاب الإمام أحمد بن حنبل في عقيدته الموافقة لعقيدة أهل السنة : " ولا نقول بقول الشعوبية وأراذل الموالي الذين لا يحبون العرب ولا يقرون بفضلهم فإن قولهم بدعة " وقد ألف أديب السنة ابن قتيبة في الرد على الشعوبية كتاباً سماه  " تفضيل العرب " ذمهم فيه والكتاب مفقود ينقل عنه ابن عبد ربه في " العقد الفريد " وللحافظ زين الدين العراقي كتاب في فضل العرب ذكر فيه أحديث في فضل العرب وقبائلهم سمه " محجة القُرب إلى محبة العرب " طبع في الرياض / السعودية في 580 صفحة .

 ... فكل من سار هذا السير في تفضيل غير العرب على العرب يفضي به الأمر إلى ما هو أخطر من البدع نقل الدكتور شوقي ضيف – رحمه الله – في كتابه " تاريخ الأدب العربي / العصر العباسي الأول "  عن بعض العلماء المتقدمين أنه قال : " إن عامة من ارتاب بالإسلام إنما كان أول ذلك رأي الشعوبية والتمادي فيه وطول الجدال المؤدي إلى الضلال فإذا أبغض شيء أبغض أهله وإن أبغض تلك اللغة أبغض تلك الجزيرة وإذا أبغض تلك الجزيرة أحب من أبغض تلك الجزيرة فلا تزال الحالات تنتقل به حتى ينسلخ من الإسلام إذ كانت العرب هي التي جاءت به وهي السلف والقدوة "  .

 ... وقد يقول بعض من يروج للثقافة الأمازيغية أو غيرها أني لا اكره العرب ولكني أريد نشر ثقافة هؤلاء الشعب من أجل أن يعرفهم الناس .

 ... فنقول له ولكن عملك هذا سوف يفضي بالأمازيغ إلى كره للعرب والبعد عن الدين الإسلامي فالمتأمل في حال الثقافة الفارسية الموجودة اليوم التي تعتز بالأصل والعرق يجدهم قد أفضى بهم الحال إلى معاداة العرب و اللغة العربية بسبب الافتخار بما ليس فخراً وكذلك الأتراك عندما أجبروا العرب على تعلم لغتهم بسبب افتخارهم بتركيتهم كان سبباً لمعاداتهم للعرب ومعاداة العرب لهم حتى تحالف العرب ضدهم مع الأوروبيين في إسقاط خلافتهم .

 ... فالاجتماع على اللغة والدين الإسلامي سبب في قوة المسلمين ومن أكبر الأسباب المفرقة بين المسلمين هو اختلاف اللغة والدين فلا أمازيغية ولا فارسية ولا حبشية ولا نوبية ولا تركية ولا غيرها من الثقافات واللغات أنما عربية قرآنية محمدية إسلامية.