الحرب الباردة ضد الإسلام

الحرب الباردة ضد الإسلام

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين / /‏12‏/02‏/10/ يرى خبراء الاسلام في معاهد الدراسات الدولية في المانيا ان احتدام المناقشة حول الاسلام في اوروبا وخاصة في المانيا قد تؤدي الى وقوع حرب باردة من نوع جديد لا تكمن هذه الحرب بسباق التسلح ومحاربة ما يُطلق عليهم بتنظيمات الارهاب الدولية  وغيرها ، فانهيار الانظمة الشيوعية في اوروبا بعد توحيد الالمانيتين وانهيار جدار برلين أدت الى بحث الغرب عن عدو جديد فرأى بعض مفكري اوروبا بالاسلام ضالتهم المنشودة ليتخذوا عدوا لهم لمحاربته .

ويؤكد خبير شئون الاسلام واستاذ مادة العربية في جامعة هامبورج جيرنوت روتر ان استمرار المناقشة حول الاسلام في اوروبا سيؤدي الى تحقيق تنبؤات قائد حلف شمال الاطلسي / الناتو / السابق جون كالفين الذي اعلن عام 1988 انتصار / الناتو / على حلف / وارسو / وان الغرب سيشعل نار حرب جديدة تكمن بتجديد عداوته لعدوه الاول وهو الاسلام بعد اما استطاع الغرب محاربة الشيوعية بلا هوادة بالتعاون مع المفكرين وزعماء العالم الاسلامي بمحاربة العقيد الشيوعية وبالتالي فان هذه المناقشات ستؤدي ايضا الى تحقيق نظرية المفكر الامريكي صموئيل هونينغتون بأن حرب الثقافات والتي تكمن الحرب بين الاسلام والمسيحية قد اندلعت بالفعل منذ حوادث 11 سبتمبر عام 2009 .

ويعتقد روتر بندوة دعا اليها مبرة كونراد أديناور / التي يشرف عليها الحزب المسيحي الديموقراطي / مساء يوم الخميس من11 فبراير الحالي  ببرلين ان تصويت الشعب السويسري ضد بناء المئاذن كانت القشة التي قصمت ظهر البعير اذ ساهم الرفض ظهور العداوة للاسلام في اوروبا بشكل جلي بعد أن كانت منحصرة ضمن مناقشات السياسة . وأكد روتر   ان الغرب مصاب بمرض نفسي جراء شوقه للحروب فهو كان وراء اندلاع الحربين العالميتين اللتين كادتا ان تهلك الحرث والنسل ويتطلع الى حرب جديدة ضد العالم الاسلامي .

ويؤكد استاذ مادة الاسلام والعربية في جامعة مدينة لايبتسيغ ايبرهارد شولتس مسئولية حكومات الغرب بالتعايش السلمي مع الاسلام والمسلمين في اوروبا فالحرية لها حدود فهي سمحت للصحافي الدانماركي بنشر صور السخرية / الكاريكاتور/ التي استهدفت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم واهاجت العالم الاسلامي ضدها وان من يحاول الاساءة للاسلام فيجب عليه تحمل نتائج الاساءة فالاعتداء الذي استهدف الرسام الدانماركي مؤخرا له دوافعه منتقدا هو وخبير منطقة الشرق الاوسط الصحافي كلاوديوس سايدل بعض الصحافيين الالمان ولا سيما الالماني من اصل بولندي هنريك برودر  الذي لا يزال يثير بمقالاته في / شبيغل/ وغيرها العداء للاسلام واصفا هذا الدين بأنه عنصري والعدو الاول للغرب .

ويؤكد برودر ان المسلمين عنصريون لأنهم يريدون تحكيم الشريعة التي تعتبر معادية للمسيحية واليهودية والديموقراطية والحريات الفكرية وغيرها التي تتحلى بها اوروبا فالاعتداءات على مركز التجارة الدولي بنيويورك 11 سبتمبر عام 2001 استهدفت الاقتصاد الدولي الذي تتحلى به اوروبا والولايات المتحدة الامريكية والاعتداء الذي طال رسام الكاريكاتور/ السخرية / مؤخرا يعتبر اشارة واضحة معاداة المسلمين للحرية .

ويعتقد سايدل ان المطالبين بالنظام العلماني / بفتح العين واللام /  من المسلمين يعتبرون العضد القوي والطابور الخامس للمعادين للاسلام في الغرب مثل الكاتب السوري صادق جلال العظم الذي يطالب الغرب بشن حرب لا هوادة ضد من يطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية والايراني علي كريمي الذي يعتقد بأن فصل الدين عن الدولة ضرورة ملحة في ايران والعالم الاسلامي كوسيلة رئيسية لانهاء الخلاف بين الاسلام والغرب وعلاقات عادية وقوية بين الدول الاسلامية والكيان الصهيوني اضافة الى فتاوى بعض علماء الدول الاسلامية مثل شيخ الازهر سيد طنطاوي الذي اعلن معارضته لارتداء المرأة المسلمة / البرقع / ومفتي سوريا احمد حسون الذي اعلن مؤخرا معارضته للنبي محمد صلى الله عليه وسلم اذا ما أمره بمعاداة موسى وعيسى عليهما السلام واصفا هذه التصريحات قوة  رئيسية  يستمدها المعادين للاسلام في اوروبا .

ومن اجل الحيلولة دون استمرار ظاهرة الحرب الباردة ضد الاسلام رأى نائب البرلمان الالماني فولفجانغ تيرزيه ضرورة قبول الاوروبيون الاسلام كدين عادي في قارتهم فهو ليس بجديد على اوروبا وقدمه راسخة في تاريخ اوروبا منذ ظهوره كما ان الاسلام لا يعتبر الدين الوحيد الذي يدعو الى العنف فالحروب التي وقعت في اوروبا على مدى تاريخها الطويل وبالتحديد منذ القرون الوسطى وبداية الحروب الصليبية كان الدين وراءها فالصراع على القوة والنفوذ بين الاسر الملكية التي حكمت اوروبا يعتبر الدين مصدرها الرئيسي كما ان قيام دولة لليهود على ارض فلسطين لا تعتبر فكرة سياسية بحتة بل فكرة دينية والحوار بين الاسلام والمسيحية واليهودية يجب استمراره معربا عن رأيه ان يكون هناك حوار  مباشر بين المعادين والمؤيدين والمدافعين عن الاسلام حتى يستطيع كل منهم تبيين حججه بشكل يقيني على حد أقوالهم .