صلاة الشيوعي باطلة
صلاة الشيوعي باطلة !
أ.د. حلمي محمد القاعود
تركت منظمة " فتح " قضية التحرير الوطنى التى قامت على أساسها وصنعت منها هدفاً وغاية ، وتفرغت للقتال ضد منظمة " حماس " والتشهير بها ، والسعى لاستئصالها ، وفقا للإرادة الاستعمارية النازية اليهودية ، ومع أن المنظمات الفلسطينية خاضت عملية الانتخابات التشريعية على أساس ديمقراطى ، فإن منظمة " فتح " بقيادة الدحلانيين وأشباههم لم يرتضوا بالنتائج التى التهت إلى فوز " حماس " بالأغلبية الكبيرة ، وأخذوا على عاتقهم مشاركة أعداء العرب والإسلام من حكومات الغرب الصليبى الاستعمارى ، وقاعدته الاستعمارية النازية اليهودية فى فلسطين المحتلة ، حصار الحكومة الشرعية ، وتجويع الشعب الفلسطينى ، ومنع أمواله المستحقة لدى الغزاة ، والمساعدات التى ترد إليه من الدول العربية ، بقصد إسقاط حكومة حماس والقضاء على وجودها السياسى والعسكرى .. صحيح أنهم وجدوا دعماً غير خلقى وغير وطنى وغير إسلامى من بعض الحكومات العربية ، شجعهم على الاقتتال ، واستفزاز أفراد حماس للدفاع عن النفس ، ومع ذلك فلم يستجيبوا للنصح ، ولم يقبلوا بالوساطات ، ولم ينفذوا الاتفاقات ، وارتضوا أن يكونوا " حصان طروادة " الذى يختبئ بداخله العدوّ النازى اليهودى ، وهو ما اضطر " حماس " إلى تصفية بؤر الفتنة ، وتطهير أوكار الخيانة ، وعرض الوثائق الدامغة التى تثبت بيعهم للقضية من أجل ملايينهم التى يستثمرونها داخل فلسطين المحتلة ، وخارجها !
ومع أن غزة صارت أكثر أمنا وأماناً بعد تطهيرها من الخونة والبلطجية وتجار المخدرات واللصوص ، فإن ذلك لم يرق لآية الله محمود رضا عباس ميرزا ، رئيس ما يُسمى بالسلطة الفلسطينية المحدودة ، وأشار عليه العملاء بإثارة الشغب من جديد ، وتعكير صفو الأمن فى غزة ، وإطلاق الشائعات على الحكومة الشرعية ، وذلك من خلال إقامة صلاة الجمعة فى الميادين العامة دون المساجد الجامعة التى اشترطها الفقهاء .. وللأسف فقد كان صاحب الفكرة شيوعى ملحد لا يؤمن بالله ولا رسوله ولا القرآن ، ولا يعرف عنه أنه أدى الصلاة فى يوم ما . والغرض من الصلاة فى الميادين العامة ، أن يتجمع الموالون لفتح ، ويُحوّلوا الصلاة إلى مهرجان خطابى استفزازى يشتبك مع القوة التنفيذية لحماس ، ويرى الناس على شاشات التلفزة صورة العراك بين الطرفين ، وهو ما يؤدى إلى لفت الأنظار بعيداً عن جرائم الغزاة النازيين اليهود ، وتوغلاتهم فى قطاع غزة ، وقتلهم للمدنيين والمقاومين ، وتدمير المبانى والورش الصناعية ، واستهداف قيادات حماس ، ومؤخراً استطاعوا أسر قائد القوة التنفيذية ليكون ورقة رابحة فى أيديهم عند المساومة على الجندى اليهودى الأسير " جلعاد شاليط " .
صلاة الشيوعى فى الميادين العامة باطلة بحكم قواعد التشريع الإسلامى الخاصة بصلاة الجمعة ، وتؤكد على خيانة الشيوعيين بصفة عامة . وموالاتهم للأعداء من النازيين اليهود الغزاة ، فقد وقفوا إلى جانبهم قبل عام 1948م بحجة أنهم مضطهدون فى العالم ، ونددوا بالجهاد ضدّهم فى عام 1948 بعد قيام الكيان الغاصب وتوحشه وطرده لالآف الفلسطينين وتدميره لقراهم ، وذبحه لأعداد كثيرة منهم ، بحجة التضامن معهم لأنهم طبقة عاملة ، والشيوعيون لا يؤمنون بأن القدس مقدسة ، وأن الخليل مقدسة ، وأن فلسطين مقدسة .. إيمانهم يتركز فى استئصال الإسلام والقضاء عليه خدمة لمقولات " كارل ماركس " اليهودى الأفاق الذى ملأ الأرض خراباً ودماراً ودماءً .. صلاة الشيوعى الفلسطينى إذاً باطلة بكل المقاييس ..
وإذا كان آية الله محمود رضا عباس ميرزا ، قد تماهى مع الغزاة النازيين ، وصار ابناً مطيعاً لهم ، يأتمر بأوامرهم وينفذ مطالبهم ، ويُسمّى منظمات المقاومة بالمليشيات ، ويسعى بوساطة مساعده الأمريكى المدعو " سلام فياض " إلى نزع سلاح المقاومة ، وتجريد الشعب الفلسطينى من كل أداة للمقاومة ، فاعتقد أنه واهم ، وأنه يحرث فى البحر حتى لو حقق نجاحاً نسبياً أو مرحلياً من خلال إطلاق سراح بعض الأسرى الذين تعهّدوا بترك المقاومة ، أو بعض الأفراد الذين سلّموا اسلحتهم ، أو تدريب قوات الأمن التابعة له بوساطة أمريكا والعدو النازى اليهودى وبعض الدول العربية للقضاء على المقاومين ونزع أسلحتهم .
لقد سلّم محمود عباس ، الأسير اليهودى الذى أسرته فى جينين قبل أسابيع سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الفلسطينى ، كما سلم من قبل أحمد سعادات رئيس الجبهة الشعبية ، ولقى ثناء من المجرمة اليهودية " تسيبى ليفنى " التى نوّهت بتفوق قوات الأمن الفلسطينى على قوات المقاومة .. وظن عباس أنه بذلك سيجد مقابلاً وطنياً يتكافأ مع تسليم ورقة رابحة ، كان يمكن أن يُساوم بها لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين ، ولكنه وجد المقابل الوطنى سريعاً فى تصريح للمجرمة ليفنى أيضاً ، حين قالت إن عودة اللاجئين الفلسطينيين لا تعنى كيان الغزاة النازيين اليهود ، ولكنها تعنى الدولة الفلسطينية الموهومة !
بل إن آية الله محمود رضا عباس ميرزا ، وهو يلتقى بسادته الغزاة النازيين اليهود ، لم يجد دليلاً واحداً على رغبتهم فى المصالحة بمفهومها القانونى والدولى ، فلا قدس ، ولا حدود ، ولا دفاع ، ولا استقلال .. ومع أنه كان يتصرف وفقاً للرجل الجنتلمان ، وقبّل عجوزاً يهودية من خديها يوم 10/9/2007م فى مقر القادة الغزاة بالقدس الغربية المحتلة ، فإن نتائج مفاوضاته مع الغزاة تتحدث عن إخفاق ذريع فى الحصول على أى شىء ، بل تم تكليفه بتنفيذ الرغبات النازية اليهودية ، ضد حماس ، وضد شعبه ، وبينما كان يُقبّل العجوز اليهودية فى القدس المحتلة ، كان جنوده يضربون طلاب جامعة الخليل ويقمعونهم فى مشهد بشع بثته شاشات التلفزة العالمية والعربية واليهودية !
إن الارتماء فى أحضان العدو النازى اليهودى ، والانبطاح أمامه لن يثمر شيئاً ، ولن يغطى عليه تجييش كتائب السفلة والرعاع على شبكة الانترنيت ليشتموا الناس بأحط الألفاظ وأقذعها ، ففلسطين لا يُحررها خائن ، ولا موال للعدو ، ولا خائر القوى محلول العزيمة فاقد الإرادة .. وكان على عباس ورفاقه الدحلانيين أن ينتبهوا إلى أن التاريخ لا يرحم من يفرط فى المقدسات والأوطان ، وإنى لناصح لمن يعنيهم الأمر أن يقرءوا التاريخ ، وخاصة تاريخ الحروب الصليبية التى ضاعت فيها فلسطين والقدس وأراض عربية أخرى ، وكيف كان بعض الحكام العرب آنئذ يستنجدون بالصليبيين الهمج الغزاة ، ضد إخوانهم العرب المسلمين ويشون بهم ، وينقلون إليهم أسرارهم .. فكانت عاقبتهم هى أنهم صاروا فى أسود صفحات التاريخ ، وحلت عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين !
لقد كان من المضحك أن يدعو آية الله محمود رضا عباس ميرزا شعب غزة إلى الإضراب ، ويستغل بعض الفصائل الشيوعية لتحقيق دعوته ، وتحريكها لتدعو حماس إلى الاعتذار . واسأله عن أى شئ تعتذر حماس ؟
هل تعتذر نيابة عن عباس ورجاله الذين وفّروا المعلومات للعدوّ كى يغتال الشهداء : أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسى ، وصانعهم الأول ياسر عرفات ؟ عدا العشرات من القادة الميدانيين ، والمواطنين الأبرياء ؟
هل تعتذر حماس عن مشاركة عباس ورجاله فى حصار الضفة والقطاع مع العدوّ ، وإسقاط الحكومة الشرعية التى انتخبها الشعب الفلسطينى ، وإغلاق المعابر ، وخاصة معبر رفح ، فى وجوه الداخلين والخارجين إلى غزة ومنهم المرضى والضعفاء والفقراء ؟
إن عباس ورجاله حين يرتمون فى أحضان العدوّ ، ويرفضون الحوار مع شعبهم ، سيدفعون بالوطن الفلسطينى إلى الهاوية ، وساعتها لن يرحمهم التاريخ ، فضلاً عن حسابهم الآتى لا محالة أمام رب العباد.