في ذكرى تفجيرات نيويورك
الإمبريالية إلى زوال
محمد هيثم عياش
صادف هذا اليوم الثلاثاء مرور ستة أعوام على تفجيرات مركز التجارة الدولي في نيويورك ، ففي يوم الثلاثاء من 11 أيلول/ سبتمبر 2001 ارتطمت طائرتين بذلك المركز كما وقعت ايضا عملية عسكرية استهدقفت وزارة الدفاع الامريكية / البنتاجون / وتحطمت طائرة ركاب اخرى جراء عراك بين المختطفين ورهائنهم حسب تقارير المخابرات الامريكية التي زعمت بأن الشخصية اللغز المصري محمد عطا قاد احدى الطائرتين كما ان حوالي 19 سعوديا كانوا على متن تلك الطائرتين أيضا كما وتؤكد تقارير صحافية بأن السعوديين وركاب الطائرة كانت أفواههم مكمومة وأيديهم وأرجلهم مربوطة أيضا وان احد الطائرتين كانت بلا طيار . حوادث 11 أيلول/ سبتمبر 2001 لن تمحى من تاريخ الانسانية الحديث كما أن حقائقها والجهات التي كانت وراءها لن تظهر الى العلانية الى ما بعد أجبال وربما ستبقى في أروقة المخابرات الدولية المجهولة . لقد كانت تلك الحوادث وراء قيام التحالف الدولي ضد الارهاب الذي أدى الى التدخل العسكري في افغانستان وبعد ذلك في العراق .
الا ان التدخل العسكري في العراق لم يحظى بتأييد دولي فقد عارضت حكومة المستشار السابق جيرهارد شردر التدخل الامريكي في ذلك البلد وقادت برلين زمام المعارضة الاروبية ضد هذه الحرب ، هذه الحرب أدت الى انشقاق كبير للسياسة الخارجية للاتحاد الاروبي وأعادت الولايات المتحدة الامريكية الى عهد هزائمها جراء مغامراتها العسكرية في فيتنام وامريكا الوسطى وفي كوريا تلك المغامرات التي كانت تهدف الى وقف انتشار الشيوعية اما الحرب الحالية في افغانستان والعراق والتهديد بتوسعة رقعة الحرب لتشمل ايران وغيرها فهي تهدف الى وقف جماح نشاطات الحركات الاسلامية تحت شعار ارساء الديموقراطية والحريات في دول منطقة الشرق الاوسط وغيرها . وأكد عضو شئون السياسة الخارج في البرلمان الالماني وزير البيئة السابق يورجين تريتين بندوة دعا اليها معهد هاينريش بول للدراسات والمساعدات الانسانية في العاصمة برلين صباح هذا اليوم / الثلاثاء 11 أيلول/ سبتمبر 2007 / ان الولايات المتحدة الامريكية التي تقود الامبريالية الحديثة تعاني من مشاكل كثيرة فقد أوقعت حلفاءها في افغانستان برمال متحركة من الصعب الخروج منها كما أدى تدخلها العسكري في العراق الى فقدان هيبة واشنطن كقوة عسكرية رئيسية في العالم وأصابت اقتصادها بجرح كبير من الصعب التئامه من جديد مشيرا بأن الولايات المتحدة الامريكية حملت لواء الامبريالية من بريطانيا ودول اوربية اخرى مثل فرنسا والمانيا واسبانيا وهولندا باحتلالها لدول كثيرة في افريقيا والشرق الاوسط وآسيا الا ان هذه الدول خرجت صاغرة منهزمة وستخرج امريكا من العراق صاغرة أيضا .
كان على الدول التي تشارك بفرق عسكرية كبيرة في افغانستان لاحلال السلام والقضاء على الارهاب واعادة تلك الدولة الى المجتمع الدولي وبناء مرافقها الحيوية من جديد أن تصرف الاموال الباهظة التي أنفقتها والتي وصلت منذ تشرين ثان/نوفمبر من عام 2001 الى وقتنا هذا الى حوالي 5 مليار و 734 دولارا امريكيا الى مساعدة الشعوب الفقيرة في العالم وخاصة الافريقية منها ومحاربة الارهاب بالحوار السياسي والتربوي بدل العمل العسكري الذي لم يؤدي الى أية نتيجة ملوسة فالارهاب قد ازدادت قوته وخرج الارهابيون من الحروب منتصرين أكثر من ذي قبل . ان الحرب ضد الارهاب والتدخل العسكري في العراق لم يكن من اجل الديموقراطية وارساء الحريات بل من أجل إعاد السيطرة على شعوب تلك الدول التي كانت تعيش سيطرة الاستعمار الاوربي من جديد ووضع مواردها الطبيعية تحت مراقبة الامبريالية الحديثة على حسب قول عضو شئون السياسة الخارجية في البرلمان الاوروبي / السياسي الالماني / دانيال بينيديكت كوهين .
وعزت زعيمة منظمة العفو الدولية في المانيا السيدة باربرا لوخبيلر المشاكل المالية التي تعاني منها بعض المصارف الدولية مؤخرا الى تمويلها للحروب معلنة الى ان الدول التي تشارك في الحرب ضد الارهاب قد عانت ايضا من مشاكل مالية في اواسط القرن الماضي جراء استعبادها للشعوب التي سيطرت على خيرات بلادها معتبرة افغانستان كبش الفداء لخروج الامبريالية من مشاكلها المالية والعسكرية التي تعاني منها مضيفة ان الحرب ضد الارهاب ساهمت بازدياد الحنق على الغرب وتوسعة الهوة بين الاسلام والمسيحية وتدعو الى دق طبول الحرب بي الثقافات جراء انتهاك حقوق الانسان وكرامته اذ ما وقع في سجون ابو غريب وافغانستان واتقال الابريال في جوانتينامو دليل واضح على أن الامبريالية الحديثة في طريقها الى الانهزام مؤكدة أن لحوار السياسي والتربوي أساسا اوليا للقضاء على هذه الظاهرة على حد قولهم .