قراءة مختصرة في أدبيات الأحزاب الكردية في سوريا

    الحلقة الثالثة: *

قراءة مختصرة في أدبيات الأحزاب الكردية في سوريا

(حول عوامل الاختلاف والاتفاق، وبعض المقترحات)

محمد قاسم (ابن الجزيرة)

[email protected]

بعد أن استعرضنا في الحلقة الأولى العلاقة بين السياسة والمصلحة باختصار وبينا ظروف تكوين الحزب الكردي الأول وملابساتها،قمنا في الحلقة الثانية بمحاولة تحديد الاختلافات والتوافقات بين هذه الأحزاب،وهل يبرر ذلك هذه التعددية المفرطة بينها؟

وها نحن نحاول تقديم مقترحات لعلها تكون ذات جدوى –إذا اتبعت-في ترميم الخلل القائم في الحالة الحزبية الكردية،وإيجاد حالة يمكن أن تجمع طاقاتها النضالية في إطار مؤثر وفاعل في السياق النضالي الهادف. ولعلنا نكون قد أثرنا الانتباه إلى أهمية مراجعة شاملة للواقع الحزبي الكردي ،وإعادة تحديد رؤاه ومنهجيته بما يتوافق مع متطلبات المرحلة الحساسة والخطيرة أيضا،آملين إدراك الذين يتبوؤون قيادة هذه الأحزاب أن يدركوا الخطورة الأخلاقية والتاريخية لمسؤولياتهم تجاه شعبهم،ويعلموا أن للتاريخ لعنة تلاحق المقصرين والمتلاعبين..

مقترحات :

ولذا فإننا نقترح، كنوع من المخرج، وعلى الرغم من الهزات المحتملة باعتبار الانتقال (التطوير) الفكري يحتاج إلى وعي واستيعاب وقدرة على التكيف، وهذا ما لا يتلاءم مع طبيعة الفكر السكوني الذي يغلب في حياة المجتمعات المتخلفة ومنها الكرد، نقترح :

1- إلغاء وظيفة (الأمين العام أو السكرتير العام..)هذه الوظيفة التي ما أن تستحدث حتى تبقى محصورة بشخص أول من يشغلها إلى أخر حياته –إن لم يورثها أبنه أيضاً– وعلى كل فهذه الظاهرة ليست كردية فحسب، بل تبرز لدى كل الأحزاب السياسية والتي خضعت لقواعد لعبتها، وخاصة في الأحزاب الشمولية ذات المرتكز الماركسي أساساً –سواء تم التوافق في الفكر معها أو لم يتم .

2- تحديد حق السكرتير في مركز إدارة الحزب بما لا يتجاوز من6 -8-10 سنوات ومهما كانت الأسباب.

 على أن تستحدث وظيفة (منصباً) مركزاً، دوراً ...الخ، تكون في مستوى عال، يحال إليها تلك القيادات ذات الخبرة، وكذلك الكوادر المختلفة الفاعلة، وتكون هذه الوظيفة أو المركز, استشارية وعملية، تليق بموقع وإمكانيات الكوادر الحزبية العليا من جهة (مستواها الثقافي والخبراتي) ومن جهة (حاجة العمل النضالي السياسي إليها) وبالتالي يكون هذا الموقع (الوظيفة) مناخاً صحيحاً لعطائهم، وعلى مختلف الأصعدة، ولحياتهم الكريمة أيضا.ً  على أن لا تصبح هذه الوظيفة سداً (عائقاً) أمام انبعاث قوى وطاقات جديدة دوماً من خلال بروز جديد لكوادر قد تتميز عن الكوادر السابقة، بمعاصرة الواقع المتجدد ومفاهيمه المتطورة باستمرار  وكذلك  بمرونة التعامل مع هذه المعطيات، لج! ! علها في خدمة القضية ربما بشكل أفضل (مؤسسة منتدى تعطي توصيات أو التعاون في صياغة القرارات ضمن ظروف مدروسة وواضحة).

3- ربط الترشيح للمراكز القيادية بتوفر خصائص ومؤهلات وإنجازات (عملية وثقافية واجتماعية...) تحدد مواصفاتها مسبقاً، تكون معايير للتفاضل في الأهلية إلى المركز الذي يترشح له مع مراعاة المرونة المناسبة لصيغة الربط هذه.

4- تخصيص وتحديد المسؤولية للأعضاء القياديين – وفي مختلف الهيئات الحزبية- واحترام حقوق أو صلاحيات هؤلاء الأعضاء فيما يتخذونه من مواقف وقرارات (نوع من اللامركزية) ويبدو أن حزب الوحدة الديمقراطي –وربما غيره-قد حقق شيئا من هذا.

 وإذا دعت الضرورة – للمصلحة العامة – تعطيل مثل هذه القرارات أو تجميدها أو تأجيلها، فليكن بصيغ (آليات ) ديمقراطية ينص عليها النظام بوضوح كاف، هذا النظام الذي ينبغي أن يضعه (يصوغه) أناس مختصون ومن ذوي الخبرة العملية، ويدركون الأسس النفسية والاجتماعية والسياسية، لمثل هذه الحالة .مع مراعاة وضع أسس مدروسة لهذا التحديد والتخصيص من جهة، وللعلاقة بين المراكز العليا والدنيا (ضمن الأطر القيادية ) في هذا التخصيص، بحيث يحتفظ كل شخص باستقلالية شخصية من ناحية (كفاءة، صيغة تنظيمية).

ومن ناحية أخرى : ينفذ العضو الحزبي –أيا كان- ما تلزمه به هذه النظم (القوانين) الحزبية، بحيث لا تلغى الصلاحيات الممنوحة للأعلى، مبادرات وصلاحيات الأدنى فيتحول الحزب بذلك، إلى مؤسسة تفعيل لكل المنتمين إليها، بتكليفهم بما يشغلون به لصالح مؤسستهم الحزبية بكل مكوناتها وأهدافها، والاستفادة من الطاقات والخبرات التي تكون لديهم (الأعضاء من خلال أدائهم لمناشطهم (مناط تكليفهم) أي تقليل المركزية الشديدة بما يتلاءم مع ظروف المرحلة النضالية.

(في 18تشرين الأول 2002 في ندوة حول التقاعد مع د.جاك الحكيم، د.فاطمة الجيوسي، ومدير عام التأمينات والمعاشات في سوريا، كان الحوار حول مثل هذا المعنى في حالة التقاعد – المحافظة على كرامة المتقاعد والاستفادة من خبراته، التلفزيون السوري) وبالتالي عدم حصر التصرف المطلق بالشخصية الأولى في الحزب (خلق حالة من الاتكال من جهة الأعضاء, والاستئثار بالقرار من جهة الشخصية الأولى سواء أكان سكرتيراً أو سكرتيراً عاماً أو أميناً عاماً أو غير ذلك من التسميات. ونذكر هنا بحادثة مشهورة تاريخياً وهي عزل الخليفة الثاني ((عمر بن خطاب)) رضي الله عنه الصحابي المشهور (خالد بن الوليد) رضي الله عنه، خشية افتتان الناس به والاتكال عليه في الحرب (التعامل النفسي والعملي) وكذلك نذكر برد "خالد" هذا المشهور بالانصياع للقرار في أوج قوته قائلاً إنما أنا جندي أحارب في سبيل الله فلا فرق إن كنت قائداً أو مقوداً (أو بهذا المعنى). فالنضال هو العمل من أجل مبادئ (قضية)! ! ولا يهم الموقع الذي نكون فيه لخدمة هذا النضال إلا بقدر ما يمكن أن يساهم الموقع في زيادة وتيرة الخدمة بكفاءة أكثر، وهذا التقدير يعود –عادة –إلى آليات الاختيارات والتي تعتبر الآلية الديمقراطية أنجحها حتى اليوم.

5- إيلاء الثقافة عموماً من حيث إنها وسيلة لبناء وصقل الشخصية بما توفره من معارف وقدرات، وإيلاء الثقافة الكردية خصوصاً باعتبارها – وإضافة لما سبق – تعطي الشخصية الكردية خصوصيتها، ايلائها الاهتمام الكافي وخاصة اللغة الكردية وكل ما يتعلق بها ونذكر آسفين بعدم معرفة عدد كبير من الكوادر القيادية، بالكتابة باللغة الكردية أو حتى القراءة بها، ناهيك عن الضعف الثقافي لديها بشكل عام (مشكلة في سعة الأفق واستشراف المستقبل).

6- ولكي يتحقق ذلك التثقيف وما يترتب عليه، فلابد من إيجاد مناخ ووسيلة.

فأما المناخ فهو: التشجيع والتحريض والحرص بكل الوسائل المتاحة والممكنة على تمجيد العلم والثقافة وإيجاد الصيغ العملية الملائمة والمكونة والمساعدة, والتي تجسده هذه الحالة. وكذلك محاسبة الذين يستهترون – قولاً وفعلاً –بالعلم والثقافة – ومهما كانت الدوافع والموقع الذي يشغله اجتماعياً وسياسيا.ً

وأما الوسيلة فهي : إيجاد مؤسسة أو مؤسسات تعني بشؤون الثقافة العامة والكردية الخاصة مدعومة بمساهمات حزبية على شكل:

 (1) – تشجيع معنوي.

 (2) - عون مالي.

 (3)-المساهمة في توزيع المنتوج الثقافي على اعتبار ذلك مهمة سياسية ملزمة، وليس تفضلا على الثقافة.

 (4)- مساهمة فكرية (كتابة ونقداً) ضمن المتعارف عليه في الوسط الثقافي المتزن. ودون تدخل من الأحزاب فيما تصدره هذه المؤسسة (أو المؤسسات ) الثقافية، ولا تتحمل المسؤلية المباشرة أيضاً.                      

 على أن ينضبط الجميع بأسس وقواعد تنظم العمل والعلاقات ولا تكون قيداً للحرية والعمل، وإنما تكون أطرا عامة مرنة للتحرك ضمنها في ممارسة الحرية وبأسلوب ديمقراطي ينحو نحو الرقي (والسمو) الإنساني (انظر العدد 8 من مجلة أجراس التي يصدرها الحزب اليساري الكردي (آزادي حاليا).  مقال: الصحافة الكردية في عيدها الذهبي ).

بعبارة أخرى : تحديد ما هو الهدف الذي يسعى الجميع إلى تحقيقه /حزبياً كان أو غير حزبي/ وتحديد الوسائل إلى تحقيق هذا الهدف –لاختلاف الاجتهادات طبعاً، ولكنها ليست بالضرورة ميداناً للصراعات.               

 أو تحديد ما هو قومي (عام) لا يجوز لجهة منفردة اتخاذ قرار مصيري فيه. أما ما هو ميدان للاجتهاد –الجزئيات- فلكل اختيار ما يراه الأنسب، مع الحرص الدائم على عدم التناقض –ما أمكن- وعدم الصراع وعدم هدر الوقت والجهد والمال، مما ينعكس ضعفا وتشتتا للطاقات النضالية.    

ونكرر- مرة أخرى- أهمية فكرة المجلس الوطني الكردي أو المجلس الوطني القومي أو أية صيغة أو تسمية على أن تناقش من قبل المجتمع كله (أحزابا وغير حزبيين):

**على قاعدة المصلحة القومية ذات الاستشراف الإنساني (ألأممي،أو الكوني) ودون الانحصار في رؤى ضيقة أفرزتها الحالة الحزبية المتأثرة بعوامل الانشقاق (الانقسام) وغيرها.

** وعلى قاعدة احترام مشاعر جماهير الشعب ومستوى وعيهم..

** وكذلك على قاعدة احترام الذات (أفراداً وأحزاباً) في اتخاذ المواقف والقرارات.

** وأخيراً على قاعدة وعي الظروف المحيطة والإيجابية إذا أحسن الكرد استثمار معطياتهم لتثبيت وجودهم في كل مناحيه.

ولمفهوم التجربة ونتائجها –محلياً و خارجياً – ما يشكل مناخاً ومعطيات يمكن أن نستوحي منها لصياغة صحيحة للنهج المتناسب مع الأهداف المحددة وضمن المناخ السائد، ولقاعدة (الإنسان المناسب في المكان المناسب) أيضاً؛ المخرج الصحيح للتخبطات والمشكلات وهذا جميعاً يستدعي دوماً التعامل مع الواقع بآفاق استشرافية تجعل السياق صحيحاً بين الخاص والعام.

ملاحظة هامة:

لست متشدداً في المصطلحات المستخدمة من قبيل"طبقة"أو "أيديولوجيا" أو غيرهما فكل هذه المفاهيم درجت بتأثير الفلسفة الماركسية أساساً ونحتاج إلى إعادة نظر في صياغتها ودلالتها ومدى ملاءمتها للواقع الكردي، أو على الأقل إعادة صياغة مدلولاتها......................................................نهاية الدراسة.

الحلقة الأخيرة-نشرت في موقع ثروة-سوريا إلى أين بعنوان وتاريخ:  3  - 3 July 29, 2000 /

هوامش وتعليقات :

1- تم الإعلان عن الانشقاق ( الانقسام ) الأول في العام 1965، وأصبح بموجبه جناحان للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا(البارتي) أشتهر أحدهما ب(اليمين) يقوده السيد عبد الحميد درويش– مع اعتراض المدعو باليمين على هذه التسمية- ، وأخر ب(اليسار) يقوده السيد صلاح بدر الدين .وفي محاولة توحيدية لم تنجح، وبتدخل من البارزاني الخالد بناء على رغبة من جناحي الحزب – في المؤتمر الوطني الأول/آب / 1970.  نتج عنها جناح ثالث باسم (القيادة المرحلية) يقوده السيد دهام ميرو، ثم باسم الحزب الديمقراطي الكردي ( البارتي ) ابتداء من المؤتمر الحزبي (الأول ) في/ أيلول/ 1972 . وكان دهام ميرو هو السكرتير حتى حين الاعتقالات .وبعد 1973 واعتقال رموز حزبية و سياسية :

(دهام ميرو-محمد نذير مصطى-كنعان عكيد-أمين شيخ عبدي-محمد فخري-خالد مشايخ-عبدالله ملا علي-أحمد عربو-حميد سينو(أخذت الأسماء من لقاء مع السيد محمد نذير مصطفى في   مجلة GELAWêJ عدد33-2007)

انقسم هذا الحزب إلى ثلاثة أجنحة ( أحزاب ) هي : حزب العمل الديمقراطي الكردي ، الحزب الديمقراطي الكردي السوري ، الحزب الديمقراطي الكردي (البارتي ) في سوريا ثم انقسم هذا الأخير إلى جناحين (حزبين ) تنازعا الاسم نفسه لفترة ، ثم اتجه أحدهما إلى محاولة توحيدية مع أجنحة أخرى (أحزاب ) هي ( الشغيلة ، اليسار ، الاتحاد الشعبي، العمل ) وشكل الجميع تجمعاً باسم القيادة المشتركة أولاً ،ثم انخرطت في حزب موحد سمي (حزب الوحدة الديمقراطي الكردي /يكيتي/)لم يلبث أن أنقسم على نفسه ،بقي احد الجناحين بالاسم نفسه بقيادة السيد إسماعيل عمر،في حين تسمى الجناح الثاني –وبعد بعض منازعة –حزب يكيتي الكردي في سورية بقيادة متناوبة بين السادة :عبد الباقي... –حسن صالح- فؤاد عليكو..مع تغير في أسلوب وشكل نشرته المركزية .وأما اليسار(الانشقاق الأول ) فقد أنقسم  على نفسه أيضا ليبقى أحدهما باسم  اليسار بقيادة السيد خير الدين مراد، والثاني ليصبح الاتحاد الشعبي بقيادة السيد صلاح بدر الدين، وفيما بعد انقسم كل منهما على نفسه أيضا ، فأصبح اليسار جناحين (حزبين ) بالاسم نفسه ، وقاد أحد الجناحين السيد  محمد موسى،في حين إن أحد جناحي (الاتحاد الشعبي). وبعد منازعة عدل الاسم – اندمج مع القيادة المشتركة التي أصبحت(الوحدة)  ثم انفصل مرة أخرى (أو حصل انقسام بينهما) ذكر أعلاه، وقد انبثق عن اليسار حزب باسم الاشتراكي الكردي بقيادة السيد صالح كدو.. ولكنه انضم في صيف العام 2002 إلى الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي بقيادة السيد عبد الحميد درويش،ما لبث أن انفصل عنه ثانية... وأما اليمين (الانشقاق الأول) فقد انقسم أيضا على نفسه! ، ! وبقي الجناحان يتنازعان الاسم نفسه، ثم انقسم أحد الجناحين على نفسه. .. ا تجه احدهما باسم( الحزب الديمقراطي الوطني..)بقيادة السيد طاهر صفوك، وبقي الآخر محتفظا باسم( الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي) بقيادة السيد عزيز داوي.  وكانت مجموعة أخرى قد انفصلت عن الحزب في الجزيرة وفي عفرين، انضم بعض إفرادها إلى حزب العمال الكردي ( p.k.k ) ومنهم من قتل ومنهم من ترك ومنهم من استمر...

واما (p.k.k ) والذي غير اسمه في السنتين الأخيرتين وبعد اعتقال الزعيم أوجلان ، وهو الآخر يعاني من مشكلات لم تتبلور تماما إلى حالة انقسام- إذا استثني انقسام/ أحمد شنر/ الذي اغتيل في القامشلي. ثم الوفاق،أما هو نفسه فقد تسمى ب(P.Y.D )                                                                       وهو حزب بدأ ماركسيا شرق أوسطيا، ثم كردستانيا، ويبدو انه ! ! انحصر الآن – أساسا – في كردستان تركيا، وإن كان لا يزال يحتفظ بأطراف له في الأجزاء الأخرى من كردستان لكل منها اسم خاص، مع مراعاة الخصوصية- كما أشيع عنه- ويخشى دوما من علاقاته مع الدول المجاورة –كما يجد عنتا في التكيف مع الأحزاب المحلية إلى درجة ما.. ولعله يتجه في المرحلة الحاضرة إلى تكيف افضل..

2- يذكرهم السيد – محمد ملا أحمد- في كتابه:( صفحات من تاريخ حركة التحرر الوطني الكردي  في سوريا) بأنهم المرحومون/ عثمان صبري- حمزة نويران- الشيخ محمد عيسى، إضافة إلى عبد الحميد سليمان درويش_ رشيد حمو –محمد علي خوجة- خليل محمد- شوكت حنان/. ولكن السيد / عبد الحميد درويش/ يذكر فقط اسمه واسم عثمان صبري وحمزة نويران كمؤسسين، واسم نور الدين ظاظا وجلال الطالباني كمساهمين في وضع البرنامج ومشجعين، ويمكن بهذا الشأن الإطلاع على كتاب/ عبد الجميد درويش وعنوانه: أضواء على الحركة الكردية في سوريا، ولا بد من الإشارة إلى محاولات إنشاء منظمات سبقت تأسيس الحزب الديمقراطي الكردي، منها مثلا: حزب خويبون وآزادي وجمعية وحدة الشباب الديمقراطيين الأكراد. بحسب السيد /محمد ملا أحمد/ والتي تأسست في 1953- وإن كانت المحاولات كانت في 1952- راجع بهذا الشأن الكتابين السابقين-.

3- فيما يخص الظروف الذاتية: حالة التخلف العام والجهل المتفشي... إضافة إلى التركيبة الإقطاعية- تجاوزا- السائدة، وهنا يميز الدكتور إسماعيل بيشكجي في كتابه:كردستان مستعمرة دولية ص:110

يميز بين الإقطاعي (رئيس العشيرة) المعارض للعدو، وبين الأغا الذي تتكون أصوله من قطاعات التجارة والزراعة وتربية الحيوانات... ولفئة الأغوات هذه تاريخ لا يمتد إلى أكثر من 150- 160 عاما. وأصبح نفوذ الإقطاعيين يتضاءل تدريجيا، كما أن نفوذ الأغوات يزداد قوة، وكانت الدولة ... تدعم سلطة الأغوات لسيطرتها أكثر فأكثر...، وهذا التمييز يبدو معقولا برأيي، ويضع عنوانا في ص 168 : 2- 10

((لا وجود لطبقة سائدة وإنما لطبقة من العملاء)) وفي ص 175 يقول (( تكشف دراسة هذه الظاهرة من خلال ربطها بوجود البرجوازية الكردية نتائج مقيتة. فأين يا ترى توجد في أرجاء العالم برجوازية تتنكر لهويتها القومية، وتسعى للترويج للقيم القومية للأمة السائدة؟)).                                                

 وفيما يخص الظروف الموضوعية، إضافة إلى الحالة الذاتية للكرد، فقد كانت الحالة السياسية في سوريا غير مستقرة،( كانت حديثة العهد بالاستقلال) وتتوالى الانقلابات فيها ، ولم تتبلور- بعد- الاتجاهات الفكرية والسياسية في صيغ واضحة محددة، وهناك التنازع الحاد في المصالح الدولية في المنطقة( الاتحاد السوفييتي، الولايات المتحدة الأمريكية، أوروبا...) كل ذلك من العوامل المربكة للحزب في نشأته وتطوره..  مما أفرز النتائج المعلومة...

4- التكية هي: حالة إيواء وإطعام مستمرة للوافدين على الشيخ- ومهما كانت الأسباب – وبشكل خاص أصحاب اللحى(الصوفيون) الذين يترددون دوما لتجديد التوبة، أو أداء خدمة ما. وكان الوافدون يجلبون كل المساعدات النقدية والعينية، لاستمرار أداء التكية وظيفتها.

وكان الأغوات يستغلون ذلك في كسب رضاء الشيخ لضمان السيطرة على الفلاحين من الشرائح المختلفة، بضمان سكوته، أو على الأقل تخفيف حدة لهجته في نقدهم.

5- على سبيل المثال في القامشلي ملا عمر آزاد، ملا أحمد نامي، ملا طاهر، ملا شيخموس(جكر خوين) وطبعا كان من بين هؤلاء من شغله الاهتمام السياسي والثقافي فمنهم من مثل حالة تجارية ربطت بينه وبين مختلف الشرائح وخاصة الأغا...وإذا لم نسمها(طبقة) فهي فئة لعبت دورا تنويريا بشكل ما، خاصة إنها الشريحة الثقافية الكردية الأساسية في غياب خريجي المدارس والجامعات من الكرد. أو قلتهم على الأقل.

6- إن التسطح في الأسلوب الإيماني الساري في العلاقات الاجتماعية – بعيدا عن الأسلوب العلمي- ومنها العلاقات السياسية، ساهمت في ارتباك الحالة  النفسية، وأصبح ذلك  سمة في الشخصية الكردية تكرس حالة من الشعور بالضعف( ضعف الثقة بالنفس) ومن ثم حالة تبعية، كان أسوأ تجلياتها في العلاقة الحزبية، وخاصة مع الشخصية الأولى التي أصبحت مثل الشيخ مقدسا.

7- نحيل إلى الهامش 3

8- بتقديري ، كان قصورا في الرؤية( بنويا) في خطأ تحليل القيادة الكردية لموجبات العمل النضالي، في طبيعة العلاقة بين الظروف والمصالح الكردية وبين الظروف والمصالح الدولية..مما أوقع الكرد دوما فريسة سهلة للسياسة الإقليمية(الأنظمة الحاكمة) والتي كانت تحسم الأمور دوما على حساب الكرد مع بعضها ومع الدول الكبيرة، كما كان قصورا، حصر أسلوب النضال الكردي بين الكرد ودوائر الأمن(أسلوب حائر ومتردد وينطوي على شعور بالضعف وربما الخوف أيضا..)..مما أفقد النضال زخما كافيا، وخاصة لدى غير الكرد(أحزاب، مثقفين، مستويات مختلفة..)

 ولا تزال هذه الحالة واضحة الأثر في أسلوب العمل السياسي الكردي- رغم البوادر الطيبة في السنتين الأخيرتين بشكل خاص.

9- التقدمية، مفهوم بلورته الماركسية كمقابل، للتخلفية وانتسبت إليه مختلف القوى السياسية ذات الطابع اليساري،وربما كانت تسمية الحزب الديمقراطي التقدمي لهذه الغاية- أو هكذا نفهمه على الأقل-

10- ربما طرح هذا الشعار بهدف استقطاب جماهيري، خاصة وإن الأمين العام للحزب(صلاح بدر الدين) في حل عن تبعاته تجاه السلطات، باعتباره في الخارج(أوروبا وأمريكا وكردستان العراق..)

11- جميع الأحزاب الكردية متفقة على الانتماء الوطني السوري، وعلى أن الظروف تستلزم عملا سياسيا كرديا سوريا(الجمع بين الخصوصية الكردية والوطنية السورية). وعلى أن الكرد في سوريا يعيشون على أرضهم التاريخية، وعلى أن لهم الحق في التعاطف القومي مع الكرد في الأجزاء الكردستانية.

12- جميع الأحزاب الكردية متفقة على أن شكل النضال يجب أن يكون سياسيا ووفق ما تضمنه الدستور( الكتابة، الإضراب، المظاهرة...) علما بأنها لم تمارس منها سوى الكتابة؛ والتي تضيّق السلطات على ممارستها، مما ينعكس سلبا على ظهور المطبوعات( معدل عددين للمجلة في السنة تقريبا) ولا توجد صحافة يومية، أو أسبوعية أو شهرية مستقلة(توجد نشرات حزبية شهرية، ونشرة وحيدة تخرج كل نصف شهر" الديمقراطي"). ولا تتجاوز صفحاتها الثمانية..سوى نشرة الوحدة(يكيتي) فهي 16 صفحة. والنشرة الكردية الوحيدة على شكل جريدة هي: طريق الشعب وهي حالة حديثة.(ثم عادت طريق الشعب إلى ما كانت عليه ولكن بزيادة في عدد صفحاتها بعد أن أصبح اسمها أزادي -على اسم الحزب الجديد- الناتج عن توحيد اليسار والاتحاد الشعبي).

13- نحيل إلى الهامش 10.

14- ربما كانت من الأخطاء التي لا يمكن أن تغتفر للقيادات الحزبية الكردية أنها لم تستطع- أو لم تسع كفاية- حتى الآن إلى  توفير الأرضية الصحيحة لتعلم اللغة الكردية وممارستها في التعبير- شفاها وكتابة- وفي صياغة للمطبوعات(للمنشورات) الكردية السياسية(منهاج، نظام،بيانات، جرائد...) باستثناء بعض الحالات الخاصة(نشرة نوروز من إصدارات حزب الوحدة)(وجزءا من مجلة أجراس) (وجزءا من مجلة الحياة"jin )(وفي الآونة الأخيرة تكتب الصفحة الأخيرة من نشرة الديمقراطي باللغة الكردية بالأحرف اللاتينية ولا ندري ه! ! ل ستستمر ام لا..)

وبعض المجلات(pirs, gulistan,  gelawej,…) وهي جميعا تصدر بما لا يتجاوز العددين سنويا إلا قليلا. مع العلم بان أول منهاج للحزب في تأسيسه 1957 صيغ باللغة الكردية تحت اسم  ريزان. وعلى يد المرحوم عثمان صبري. راجع كتاب محمد ملا أحمد صفحات من حركة التحرر الوطني الكردي في سوريا.! !

ولعل الأكثر ألما وأسفا هو أن بعض القيادات في الأحزاب الكردية في سوريا يجهلون اللغة الكردية قراءة وكتابة سواء بالحروف اللاتينية أو حتى بالحروف العربية.

15-لا مفر من الاعتراف بصعوبة ترجمة هذا الاقتراح وفق التصور الذي رسمناه في مجتمع غلبت فيه الانقسامات على مستويات عدة: سياسية (الانقسامات الحزبية) التشتت الاجتماعي(الحالة العشائرية والتخلف) الاختلافات الدينية والمذهبية( تصارع المذاهب أو الاجتهادات الصوفية والسلفية، السنية، الشيعية مثلا..). وعلى الرغم من وجود حالة قائمة باسم المجلس الوطني التحالفي، فإنه يحتاج إلى تعزيز من الأطراف الأخرى كما تحتاج إلى تطوير في أسلوب تشكيله وتكليفه بالمهام، ليكون أكثر فعالية، يكتسب الصيغة القومية بدلا من غلبة النزعة الحزبية. وفي كل الأحوال فعندما يسعى فرد أو جماعة إلى تبني مهمة، عليه أن يسعى بصدق إلى أدائها...والأحزاب جميعا مكلفة بضرورة المصداقية في ما تطرح من شعارات و أهداف. (في الآونة الأخيرة يرتفع الصوت من الجميع للتأسيس لمرجعية كردية نأمل النجاح فيها)

16- ويساهم في هذا الأمر بعض العلاقات مع أحزاب كردستانية من موقع الضعف أو الحاجة، أو المصلحة أو تحت تأثير حالة واقعية هي الحضور الأقوى والأفعل لتلك الأحزاب على الساحة السياسية بكل معطياتها .

17- هذه دعوة أساسية لإيجاد صيغة ديمقراطية في أدبيات وقوانين الأحزاب يمكن ترجمتها واقعيا لتساعد على علاقات تبنى على التكافؤ والاحترام بدلا من علاقة السيد بمسود أو متبوع بتابع، كما هو الحال غالبا في العلاقات الاجتماعية الكردية...ولا أدل على ذلك من كلمة ( أزبني) أي خادمك. والتي تبدو واضحة في أدبيات الحياة الاجتماعية، فضلا عن سلوكيات منسجمة مع مثل هذه الكلمات(تقبيل أيد، وقوف بذل، جلوس عند عتبة البيت...الخ) ولا تنسى أنها ظواهر تتجه نحو الزوال..ولكن يجب تسريع زوال كل ما من شأنه التسبب في (ضمور الشخصية ، أو الحد من تفتح الشخصية وانطلاقتها بتكامل وتوازن القوى فيها(دور التربية الصحيح).

ملاحظة:

معلومات من الكاتب ب.كاميران:

- 1965  الانشقاق الأول للحزب إلى يسار ويمين

- 1970 المؤتمر التوحيدي في حاج عمران

- 1972المؤتمر الحزبي الأول للقيادة المرحلية  :                

   1976انشقاق الشيخ باقي باسم الحزب الديمقراطي الكردي السوري.

  1981أو 1982 انشقاق الشيخ آلي باسم حزب العمل.

  1984 دحام وعمر (95كادرا) انشقوا دون إعلان حزب.

  1988 انشقاق حيث تم الانقسام بن السيدين  إسماعيل عمرو المرحوم كمال احمد آغا.

  1989 إعلان الحزب الديموقراطي الكردي الموحد في سوريا مؤلفا من: إسماعيل+عمل+

 قواعد اليسار(صديق).

  1998 انشقاق نصر الدين (أو انشقاق نذير)

  1992 إعلان حزب الوحدة(يكيتي) المؤلف من: الموحد+فؤاد عليكو+شغيلة.

ويذكر السيد فرج نمر في دراسة منشورة على الانترنيت،تحت عنوان :(التنظيمات السياسية الكردية في سورية) من عام 1956 وحتى عام 1986 ما يلي:

 التأسيس عصمان صبري وحميد درويش عام 1956 ثم انضم إليهم حمزة نويران،رشيد حمو،محمد علي خوجة،خليل محمد، شوكت حنان،وباستشارة كل من جلال طالباني و نورالدين زازا(ظاظا).

- إعلان تأسيس الحزب: 14/حزيران/ 1957 (الاتصال مع الشيخ محمد عيسى ملا محمود كان موجودا منذ البدايات).

- اعتقلت الحكومة معظم القياديين في: 12/آب/1960

- بذور الشقاق 1961

- انقسم الحزب إلى جناحين عرف أحدهما باليسار والآخر باليمين، في 5/آب/ 1965

- انعقد المؤتمر التوحيدي المعروف بالمؤتمر الوطني في ناوبردان  بإشراف البارزاني مصطفى في 26/آب/1970.

- دهام ميرو سكرتير للحزب 1972 (القياديون يعتقلون)

- بداية عام 1975 راجع كل من ملا محمود ملا صبري و جميل حاجو ؛ المرحوم البارزاني للمساعدة في حل مشكلة الحزب ولم يستفيدوا بسبب مشاكل البارزاني مع الحكومة العراقية ،وكان حميد سينو سكرتيرا  لجناح، جاء بعده ألياس رمكو. ثم كمال أحمد درويش في عام 1980.

- 1974/1975 صلاح بدر الدين سكرتير للحزب اليساري المنشق(كان صلاح في بيروت حتى الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 حيث عاد مع مرافقيه إلى سورية) وكان له صلات مع اتجاه جلال الطالباني.

- مؤتمرات اليسار(صلاح):    المؤتمر الثاني 1966

- المؤتمر الثالث 1973(تبنى الماركسية)

- المؤتمر الخامس (نهاية 1974 وبداية 1975) وفيه تبنى شعار حق تقرير المصير للشعب الكردي ،وتحول اسم الحزب إلى الاتحاد الشعبي الكردي في سورية.