لا إكراه في النشر

لا إكراه في النشر

بدر الدين حسن قربي*

[email protected]

الإخوة الكرام والأخوات الكريمات

بعد السلام والذي منه:

استجابةً لدعوة على الإيميل من الأخ أبي ثائر أدلي بدلوي، وأكتب رأيي.

كل فترة أسمع مثل هذا الاحتجاج على عدم نشر مقالات أخ كريم على موقع ما أو جريدة ما قد يكون ايميلاً وقد يكون مقالة احتجاج. 

أنا أزعم ابتداءً كما أن الأخ الكاتب غير مطالب أن يكتب إلا مايحب ومايهوى أو مايريد أو أن لايكتب مهما كان عذره، فكذلك الناشرون لهم ذلك مهما كانت طبيعة حجتهم وقوتها.

من طرفي وهذا ديني ومذهبي، فكل فترة أكتب إلى كل المواقع التي تنشر لي وإلى الصحافة العبارة التالية مرفقةً مع مقالي إليها للنشر:

لا إكراه في الدين ولا إكراه في الرأي ولا إكراه في النشر، لكم أن تنشروا أولا تنشروا فأنتم أعلم بشؤون موقعكم وصحيفتكم، ومع هذا فبعضهم ينشر كل شيء، وبعضهم لاينشر شيئاً، وبعضهم عوان بين ذلك رغم أن فيهم من نحب ونقدر وأنا منهم قريب كما هم منى قريبون.  ولكني في كل الأحوال أحترم رأيهم وعذرهم حتى لو جاء على طريقة الجار الذي أراد استعارة حمار جاره جحا، يوم اعتذر له جحا، والجار يصر على الاستعارة وكأنه صاحب الحمار. 

أتمنى من إخواني سماع وجهة نظر قالها ويقولها دائماً أخ كريم، أول حرف من اسمه الطاهر ابراهيم:

من نشر لنا شكرناه ومن لم ينشر عذرناه

وأنا أضيف عليها: وحتى لوكان مدير المركز الإعلامي إياه.

وأن نعمل حقيقة بما نقول ونلتزم وإن كنت أحس بصعوبة الأمر، ولكن تلك هي حرية الاختيار والرأي.

أن نكتب فهذا قرارنا، وأن ننشر فهذا خيارنا، أما أن ينشر الآخرون أو لاينشروا فهذا قرارهم وخيارهم، إلا تفعلوا تكن فتنة أو فساد كبير.

الأمر الأهم الذي أحب تذكير نفسي وإخواني فيه أن الكاتب يعبر فيما يكتب عن جهد عقلي وفكري خاص به وهو مسؤول عنه في النهاية. والمقال الذي يكتبه أحدنا ليس نطقاً أو تعبيراً رسمياً عن جهة ما ليلتزم المركز الإعلامي بنشره حتى وإن كانت الدوافع والبواعث قريبة لهذه الجهة أو تلك.

أنا لست مع إلزام أي جهة بنشر أي شيء بل أنا مع ترك الناس وما يحبون فهم أعلم بمواقعهم ومراكزهم.  أنا أعتقد  أن ليس كل مانكتبه على الآخرين وجوب قراءته ومن ثم وجوب نشره.

عليكم الكتابة ولكن ليس على مكان محدد النشر،  فللناشر دوماً قراءاته وحساباته وتلك بدهيات معلومة.

يمكن أن يكون للأخ موقعه الذي ينشر عليه ويكتب فيه مايريد، وسيجد نفسه أنه أعجز من أن ينشر كل مايأتيه مهما بلغت جودته فضلاً عن عدم موافقته عليه لسبب ما.

فأنا مع الأخ الدكتور خالد الأحمد في تقييمه لمقالاته ابتكاراً أو نقلاً أو تلخيصاً أو مسلسلات أو مصطلحات أو غير ذلك، ولكني لست معه ولا مع غيره في إلزام أي جهةٍ بنشر كل مايكتب مهما بلغت جودتها وبلاغتها وإن كان قصده مصلحة الشركة أو المؤسسة أو الجامع.  فالأمر ليس إيجاباً بحتاً فهو يحتاج إلى قبول الناشر وموافقته كائناً من كان.

إني لاأفهم على أي حال أن عدم نشر مقال ما له أو لغيره معناه أن المقال فيه مافيه من العلل والهنات وإن كان هذا وارداً ولكني أفهم أن الآخر مارس مسؤوليته وحريته واختياره في حدود اختصاصه وخصوصيته. 

أختم بما يقوله الأخ الطاهر: ومن لم ينشر عذرناه.   وأضيف لكن لاننشر فيه وعنه مقالات أو نطلب الدعم واستفتاءات

وأقفل بما يقفل فيه أخونا العزيز/ أبو خالد

واسلموا لودٍ واحترام

بدر الدين قربي

              

    * كاتب سوري