رسالة إلى ضمير العالم
عزة مختار
900 طفل تعرضوا للاعتداء الجنسي بالإسكندرية بمديرية الأمن والمؤسسات العقابية ما بين سن 12 سنة و 17 سنة لمجرد رفعهم شارة رابعة أو تواجدهم بالمسيرات المطالبة بالحرية
أسماء البلتاجي عروس الميدان ماتت أسماء الطفلة الجميلة لمجرد تواجدها في ميدان رابعة
هالة أبو شعيشع طالبة جامعية قتلوها لأنها خرجت في مظاهرة تطالب بحريتها
حبيبة عبد العزيز قتلوها لأنها كانت تحمل كاميرا تسجل بها همجية العسكر
أسماء صقر كانت تداوي المصابين يوم الفض
رمضان اليتيم ، أتذكرون ذلك الفتي الذي يقف ينادي علي أمه الميتة ، اصحي يا أمي بالله عليك ، اصحي ما تموتيش ؟ ، فقد رمضان أمه لا لشيء إلا أنها اشتاقت لأن تعيش الحد الأدنى من الإنسانية
أحمد عاصم ، صحفي شاب صور قاتله لمجرد أنه يحمل كاميرا
مصعب الشامي قتلوه لمجرد حمله كاميرا
الشرطة المصرية تقتل بنات لمجرد حملهن علم بلادها ، أو لأنها ترفع أربعة أصابع لتعترض علي قتل الآلاف في رابعة
10 ألاف شهيد قتلوا لمجرد مطالبتهم بالحرية
40 ألف معتقل
155 أستاذ جامعي وعالم داخل السجون
وأصبحت التهمة الجديدة في مصر ، هي الجهر بالصياح ، هي أن ترفع صوتك تطالب بالحرية ، هي أن تعترض علي عدم وجود كهرباء ، أو وجود ماء أو دواء ، هي أن تطالب بأن تكون إنسانا ككل البشر
أكثر من 200 سيدة وفتاة داخل السجون تعرض بعضهن للاعتداء الجنسي لمجرد أن طالبن بالحرية
أتدرون أين كل ذلك ؟
إنه هناك
في شمال أفريقيا
دولة اسمها مصر
لمدة 60 سنة عاشت تحت حكم العسكر
وفي يوم الخامس والعشرين من يناير قرر الشعب المصري أن ينتفض من أجل حريته
الحرية
تلك الكلمة الساحرة التي تاقت إليها الشعوب في نهاية القرن العشرين بعدما طحنتها حكوماتها فعاشت تحت ذل الفقر والجهل والاحتياج
وفي الخامس والعشرين من يناير قال الشعب المصري كلمته ، قرر أن يسقط النظام ، فخرج الصغار والكبار ، الأولاد والبنات ، الرجال والنساء ، لم يحرق مبني واحد ، لم تهدم مؤسسة ، في سليمة أعجزت العالم ، ودون وقوع حادثة أخلاقية واحدة ظل الشعب المصري في الشارع لمدة ثمانية عشر يوما حتى أسقطوا النظام
واستكمالا لمشهد الحرية
خرج الشعب المصري محتفلا بانتصار ثورته في خمس استحقاقات انتخابية ، ليختار من يمثله من دستور وأعضاء مجالس تشريعية ورئاسة جمهورية
واختار الشعب رئيسه لأول مرة في تاريخ مصر
الرئيس الحر المختطف الدكتور محمد مرسي الرئيس الشرعي لمصر
وفي خلال فترة حكمه القصيرة تآمر العسكر عليه بمحاولة إفشال كل خططه للخروج بمصر من عصر الفقر والجهل إلي قافلة التنوير والانتقال ببلاده إلي مصاف العالم الحر
وانقلب العسكر علي رئيسه في حاثة من حوادث العصور المظلمة ، يردون أن يعيدوا العالم لعصور الظلام مرة أخري ، في عالم لم يعد مكان فيه لطاغية أو ظالم أو مستبد أو انقلابي
فانتفض الشعب المصري مرة أخري علي العسكر
ولأكثر من عام يمضي الشعب المصري في ثورته رغم بشاعة الجرائم التي ارتكبها النظام بسلمية أدهشت العالم
وها هو قائد الانقلاب المصري يتحدث أمام ضمير العالم كله ليعلن أنه مستمر في سياسة القمع ، واعتقال الأحرار وقتل الشباب ، وضمير العالم يصمت وهو يري ويسمع
ها هو الشاب محمد سلطان يموت ببطء علي مسمع وبصر العالم بعد إضراب عن الطعام لمدة 240 يوم دون أن يحرك العالم ساكنا
ها هي فتيات مصر ترفع أربعة أصابع ، ليس أربعة قنابل ، وليست أربعة ديناميت ، أربعة أصابع تستنجد بها بضمير العالم الأصم أن يتحرك ويطالب ويستنكر ويقاطع ذلك الانقلابي الذي دمر تاريخ مصر وسمعتها فأعادها لمئات السنين من التخلف والفقر والجهل
ها هم أطفال مصر يصرخون ، ويبكون في محاولة لمخاطبة ضمائر الأحرار في العالم كله ، أن ذلك العالم مسئولا عنهم ، وأنه ما عاد مجالا للسكوت ، وأن كل يوم نصمت فيه يموت فيه أطفالا ونساء وأحرارا خلف القضبان لمجرد الإدلاء برأي
والآن يا أحرار العالم ، إلي متى الصمت ؟
إلي متى الاستسلام لانقلابي يعيد الإنسانية لعصور القهر ؟
إلي متى السكوت علي قاتل الأطفال والنساء ؟
إن أحرار مصر يبلغونكم رسالتهم الأخيرة
لن نعود ولن نستسلم ولن نخرج عن سلميتنا حتي نستعيد حريتنا
فأين انتم أيها الأحرار منا