إلى قواعد الإخوان لا تحسبوه شرا لكم !!
علاء سعد حسن حميده
باحث مصري مقيم بالسعودية
تذكرت قول الله تبارك وتعالى في معرض التعليق على حادثة الإفك التي كانت ابتلاء وتمحيصا للمسلمين على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ( لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ) النور11 ، وأنا أتابع ردود شباب وقواعد الإخوان المسلمين وتعليقاتهم على أخبار تغطية انتخابات مكتب الإرشاد ، والأزمة التي واكبت ذلك والتي بدأت بوادرها مع تسرب أنباء عن استقالة المرشد ( الأستاذ عاكف ) في منتصف شهر أكتوبر – قبل شهرين تقريبا – ثم تصاعدت حدتها مع تصريحات الدكتور محمود عزت أمين عام الجماعة في برنامج ( بلا حدود ) على قناة الجزيرة مساء الأربعاء 15 / 12 / 2009 م ، والتي عقّب عليها الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام في اليوم التالي للجزيرة أيضا مؤكدا على أن إجراء الانتخابات في هذا الموعد – قبل 13يناير 2010م – يعتبر مخالفا للوائح الجماعة ولم يتم إخبار أعضاء مكتب الإرشاد به .. وتوالت ردود الأفعال والتصريحات والمقابلات والتغطيات الصحفية والإعلامية التي غطت وحللت وأدلت بدلوها في موضوع الأزمة الإخوانية ..
ولذا أجدني متوجها برسالتي إلى قواعد وشباب الإخوان بعيدا عن اللغط الدائر هنا وهناك ، فلست بصدد الخوض في تفاصيل تلك الأزمة أو مناقشة ما دار فيها .. ولا مناقشة تصريحات قيادات الإخوان ولا أدائهم ولا اختيارات مجلس شورى الجماعة ، وإنما أخصص رسالتي لمناقشة أداء الشباب والقواعد خلال تلك المرحلة من خلال التعليقات والردود التي رصدتها على مواقع ( إسلام أون لاين نت – جريدة المصريون الالكترونية – موقع جريدة المصري اليوم – موقع جريدة الدستور – الملتقى وهو أكبر منتدى لشباب الإخوان حول العالم ) ..
لقد رفضت أغلب تعليقات الشباب وردودهم تلك الأخبار جملة وتفصيلا ، ووصفت وسائل الإعلام المختلفة بعدم المصداقية واختلاق الأكاذيب ولصقها بالجماعة ، وتجاهلت الردود والتعليقات التي جاءت أغلبها انفعالية ومهاجمة لكافة وسائل الإعلام سواء كانت مستقلة أو إسلامية التصريحات الصوتية لقادة الإخوان على الفضائيات مقرة بالأزمة ، كما وردت على لسان الدكتور عزت والدكتور حبيب والدكتور عصام العريان ، وتفرغت فقط للطعن في مصداقية محرري الأخبار في المواقع المختلفة وهذا أنموذجا للتعليقات المنفعلة :
أقول للمخبرين بإسلام أون لاين علاء - 2009-12-19
أقول بالفم المليان لكاتب
المقال ولكامل طاقم المخبرين بإسلام أون لاين (قل موتوا بغيظكم)
لن تحرك هذه الشائعات شعرة من ثقتنا بالإخوان (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع
الناس فيمكث في الأرض) ولن نلتقي أي أخبار منكم والمرة الجاية حاقول لكم طظ فيكم ..
وهذه طائفة من عناوين التعليقات :
- اتقوا الله
- كفى نشرا لمذكرات امن الدولة يا من توصف بالموقع المحترم
- ما هى اهداف هذا الموقع ومن هوا صاحب المقال ؟
- ما هذا يا اسلام اولاين؟ حتى انتم دخلتم فى اللعبة!
- هذه أخبار كاذبة وملفقه
ومن موقع ( الملتقى ) تحت عنوان ( فوضى في انتخابات الاخوان ، ايه رأيكم ) بركن شذرات للموضوعات العامة كتب كل من : رجب الجداوي
إيه الخيابة اللي فيها الجرايد المصرية دي... والله خيابة وتفاهة ..
وقمري الحزين
أريد أن الفت نظر اخوانى الكرام أننا لانستقى أخبار الجماعة من وسائل الإعلام لنا منظومة داخلية تتيح لنا معرفة ما يدور داخل الجماعة فلذا احذر اخوانى من المرجفون ومثيري الفتن ومن القيل والقال لنصبر قليلا وستنجلي الحقائق واضحة ..
أما ناصح أمين نائب المشرف العام للموقع فقبل أن يغلق موضوع الحوار ويحوله لموضوع مغلق ، كتب يقول : لنوقف سيل النقل عن فلان وعلان ( صحافة أو كتاب ) ممن ليسوا صناع قرار في الإخوان أو في مراكزهم القيادية بل بعضهم يعمل من أجل أجندة خاصة ..
ومن هذا الرصد يمكننا الخروج بعدة حقائق وظواهر يجب التوقف عندها وقفة تأمل ومراجعة وهي إما حقائق عامة ، وإما إيجابيات أو سلبيات ..
أولا الإيجابيات :
1 – استمرار توجه الجماعة نحو العلنية الدعوية والتنظيمية ، فكل ما يجري داخل جماعة الإخوان أصبح مراقبا من الإعلام ، وهو وإن بدا أزمة من جهة ما ، فهو يؤكد من جهة أخرى على خلو الجماعة من السرية ، وأصبحت الجماعة مثلها مثل أي حزب سياسي معترف به – حكوميا – تمارس نشاطها علنا ودون حاجة إلى التخفي ، ولعل في هذا أبلغ رد على اعتبارها جماعة محظورة ..
2 – مثّل خروج مرشدها الأستاذ مهدي عاكف من قيادة الجماعة – باختياره الحر – سابقة فريدة في عالم التنظيمات السياسية والاجتماعية ، رسمية كانت أو تطوعية في عالمنا العربي ككل ، فهو أول مرشد لجماعة الإخوان المسلمين يلقب بالمرشد السابق في حياته .. وهي سابقة لم يسبق إليها في تاريخ مصر السياسي – للإنصاف - سوى - خالد محي الدين رئيس حزب التجمع - وهي مؤشر إيجابي بكل المقاييس .
3 – أضف إلى ذلك خروج النائب الأول للمرشد – بصرف النظر عن اسمه ومكانته – ولكن تغيير كل من المرشد والنائب الأول ليصبحا سابقين – على قيد الحياة – يؤكد على محاولة تغيير وتطوير حقيقية – بصرف النظر عن كل ما صاحبها من أحداث ، وأنه لا عصمة أو قداسة للأشخاص .
4 – ثقة الصف الإخواني بمنهجه وقيادته في كافة المراحل ، وعدم الاهتزاز الحقيقي تجاه الأحداث الراهنة ، بل والميل لدى القواعد نحو تكذيب الأنباء الإعلامية عن حدوث خلافات حادة بين أعضاء مكتب الإرشاد ، وداخل مجلس شورى الجماعة .
5 – وضوح حقيقة أن الاختلاف كله كان حول تفسير اللوائح ووجهات النظر الخاصة بها ، ولم يكن خلافا شخصيا ، ورغم الاعتراضات وربما الاتهامات ببطلان إجراءات لائحية ، لم تصل أبدا إلى حد التجاوز في حق الأشخاص ومكانتهم وتاريخهم ، ولم ينتقص أحد من مكانة الحب والإخاء .
6 – وجود مؤشرات حقيقية على تجاوز الأزمة في ظل من الأخوة ، بعيدا عن حدوث انشقاقات تنظيمية على مستوى تلك القيادات ، ولكن من الواضح عبر تصريحاتها الإعلامية أنها ستلجأ للمطالبة بإعادة إجراء الانتخابات ، وإن لم يحدث – وهو الاحتمال الأغلب وفق تصريحاتهم – فسيمتثلون للعمل في كافة مناشط الجماعة بعيدا عن المناصب الإدارية .
7 – أثبتت انتخابات مكتب الإرشاد أهمية الجماعة وما يجري داخلها على المستوى الإعلامي بما لا تدانيه أهمية أية انتخابات أو مؤتمرات حزبية أخرى على الساحة .
8 – توجه آراء لقيادات من الجماعة نحو الانفتاح في اختيار شخصية المرشد العام على الشخصيات العامة وتم بالفعل طرح أسماء ( المستشار طارق البشري – الشيخ القرضاوي-الدكتور محمد عمارة )
ثانيا الحقائق العامة :
1 – وجود أزمة – حسب تعبير الدكتور عصام العريان لقناتي الصفوة والجزيرة – تمر بها قيادة الجماعة ، وشرخ نفسي لدى بعض تلك القيادات نتيجة لها .
2 – هذه الأزمة تطرح اختلافا بين رؤى متباينة لدى قيادات الجماعة ، وأن هذه الرؤى ليست جديدة ولا وليدة اللحظة ، ولعلها كانت بارزة بشكل ما عند مناقشة برنامج حزب الإخوان قبل أكثر من عامين من الآن ..
3 – أن هناك تيارا أكثر اتجاها للانفتاح في مقابل تيار أكثر حرصا على التنظيم القوي المتماسك للجماعة ..
4 – أن هناك توجها عاما واضحا لدى قيادات الجماعة بتناول الشأن الإخواني الداخلي في وسائل الإعلام المختلفة .. وأن هذا التوجه العام ليس حكرا على مجموعة دون أخرى بل شمل رموزا من التيارين معا ( محمود عزت من جهة – حبيب والعريان والزعفراني وحشمت وأبو الفتوح من جهة أخرى ) ..
5 – أن هذا التناول الإعلامي العلني للشئون الداخلية للجماعة يؤرخ لبدء مرحلة جديدة في العمل الإخواني أهم ملامحها :
- الانفتاح أكثر نحو العلنية والانتهاء التام لمرحلة السرية الدعوية أو التنظيمية .
- التوجه المباشر بالطرح لقواعد الجماعة دون الحاجة إلى القيادات الوسيطة في النقل والتأويل .
- الانفتاح على آراء وخبرات النخب المختلفة في المجتمع المصري والاستفادة بمشاركاتهم وإسهاماتهم بصرف النظر عن انتماءاتهم التنظيمية ( وفيق حبيب – المستشار طارق البشري – الدكتور محمد عمارة مثالا على ذلك )
- طرح الأفكار والمبادرات والرؤى والاجتهادات المتباينة على المجتمع والجماهير لإثراء المشروع الإسلامي ككل ، والمفاضلة والاختيار والموائمة بين هذه الأطروحات .
- الاتجاه نحو تحريك جماعة الإخوان لتكون جماعة ملك الأمة ، وليست ملكا لقياداتها التاريخية وأعضائها فحسب .
6 – هذه الأزمة التي عانت منها القيادة على مدار الفترة الماضية أظهرت بما لا يدع مجالا للشك مدى الحيوية والديناميكية ، وقدر هائل من الاختلاف في الرؤى والتصورات ، لم تتوقف حول الرؤى في الشأن العام ، بل وجود اختلافات في تفسير اللوائح الداخلية ذاتها ، مما يستوجب على قواعد الجماعة وقياداتها الوسيطة جملة من الممارسات :
- الإيمان نظريا وتطبيقيا بالاختلاف في الرأي وقبول تعدد الآراء وعدم إقصاء أي رأي مهما بدا مخالفا ، والاستفادة بمجموع الأطروحات والاجتهادات وتشجيعها .
- مراجعة ركن الثقة في مقابل ركن الفهم ، فالثقة في الإسلام تبنى على البصيرة ، والبصيرة لا تكون إلا بالسؤال والتمحيص والمناقشة ومقارعة الحجة بالحجة ، والتبين والتثبت ، وإلا تحولت الثقة الواعية والطاعة المترتبة عليها ، إلى ثقة صماء وطاعة عمياء ، ولم يقدح في ثقة الصحابة رضوان الله عليهم مشاورة النبي صلى الله عليه وسلم في مختلف المواضع وسؤاله عن أوامره أهي وحي أم رأي ، واجتهادهم له وتقديمهم النصيحة والعون ، فعلى القواعد أن تفهم وتعي أولا ثم تقدم الثقة فالطاعة الحكيمة المبصرة ثانيا .
- استثمار حالة الحراك في القيادة لتحريك الرؤى وتطوير الأداء الدعوي ، وتقديم الأطروحات الفاعلة والدراسات الجادة نحو التطوير والتجديد .
- مراقبة ومراجعة ومحاسبة القيادة على كافة المستويات بعد سقوط نظرية تقديس القيادات باعتبارهم يفهمون ويعرفون أكثر وأن الثقة بهم ثقة مطلقة بلا فهم ولا مراجعة .
- استغلال هذه الحالة من الانفتاح والحراك ومطالبة قيادة الجماعة بالإعلان عن برنامج محدد المعالم بمثابة خطة خمسية للجماعة يتم تجديدها كل خمس سنوات ، وهي خطة التعامل مع الواقع المحيط بالحركة ( سياسة ومجتمع وعمل عام ) ، بخلاف خطة التطوير والانتشار الداخلي ( الدعوي ) .
- مطالبة القيادة الجديدة للجماعة بوضع آلية للخروج من حالة جمود الوضع الحالي ( الجمود الخارجي والتضييق الأمني والسياسي ) ، مع الاستغلال الأمثل لحالة الفراغ التي يمر بها النظام المصري بعدم الإعلان حتى اللحظة عن مرشح النظام لخلافة رئيس الجمهورية الحالي ، وحالة الحراك المجتمعي والانتفاضة الشعبية للمطالبة بالحقوق عبر وقفات احتجاجية واعتصامات ، ونشوء حركات احتجاجية مختلفة ، وانتشار مساحات إعلامية جديدة عبر الفضائيات والانترنت والصحف المستقلة ، مطالبة بالتغيير أو على الأقل كاشفة وراصدة للعديد من بؤر الفساد .. كل هذا المناخ ينذر بفرص لم تكن متاحة من قبل .. وإذا كان النظام مازال ممسكا بقبضته الأمنية الحديدية في مواجهة الجماعة ، فإن سقوط كثيرا من عوامل الدعم اللوجيستي يجب استثمارها الاستثمار الأمثل في الدعوة والحركة .
7 – إعادة الثقة – بما يعني ضرورة الانفتاح – على الإعلام المستقل ، ووسائل الإعلام بصفة عامة ، فلقد أثبتت الأحداث والنتائج :
- صحة التقارير الصحفية التي نشرت أولا عن حدوث أزمة داخل قيادات الجماعة بخصوص الانتخابات واللائحة .
- صحة النتائج التي أعلنتها وسائل الإعلام بخصوص تشكيل مكتب الإرشاد ، وخروج الدكتور حبيب والدكتور أبو الفتوح من المكتب ، وذلك قبل الإعلان الرسمي من المرشد للنتائج بثلاثة أيام كاملة .
- غياب شبه كامل لإعلام الجماعة – مواقع الجماعة على الإنترنت – عن متابعة الأحداث الجارية داخل الجماعة .
- حاجة قواعد الجماعة والمهتمين والمتابعين للشأن الإخواني لتغطية أخبار الجماعة من جهات إعلامية مستقلة عن الجماعة لتوضيح الصورة كاملة .
ثالثا السلبيات التي أفرزتها الأحداث :
1 – فقدان ثقة قواعد الجماعة في وسائل الإعلام المختلفة ، وعدم قبول أي حديث من خارج الجماعة يتناول شأنها الداخلي ، وهذا يعكس حالة من فقدان الثقة في المجتمع بصفة عامة .
2 – عدم تصور وإدراك من قبل قواعد الجماعة لحجم الحراك الفكري والمؤسسي الذي يحدث دخل المؤسسات القيادية ، وبالتالي عدم التجاوب مع هذا الحراك بالشكل المناسب .
3 – اعتماد أغلب القواعد على الوسائل التقليدية في تلقي الأخبار والبيانات بشأن الجماعة ، مما يعطي الفرصة لظهور كثير من التأويلات والتفسيرات التي تجهض حالة الحراك العالية في الصفوف القيادية ، وتفرغ كثيرا من مبادرات قادة الإخوان من مضامينها الفعلية .
4 – عدم تفعيل أفكار ورؤى وأطروحات قيادات الجماعة ومفكريها ( مثل أبو الفتوح – العريان – حشمت – الزعفراني وغيرهم ) بين الشباب لأنها تصلهم عبر الإعلام الخارجي بعيدا عن الأوعية التنظيمية ، ما يقتل هذه الرؤى الإصلاحية والنهضوية للخروج من مآزق كثيرة راهنة .
5 – كل ما سبق يؤدي إلى حالة ركود وجمود للفكر والنشاط الإخواني لدى الشباب والميل التلقائي نحو المحافظة في الفقه والفكر ، وعدم الانفتاح على التطوير والتجديد ، مع ملاحظة أن أغلب القيادات الميدانية والوسيطة تأثروا تأثيرا كبيرا بحكم فترة انتمائهم للجماعة ( منتصف السبعينات إلى بداية الثمانينات ) بمناخ السلفية الفقهية ، والقطبية الفكرية ، بالإضافة إلى سيطرة فكرة علنية الدعوة وسرية التنظيم ، مع احتكاكهم المباشر مع أقطاب الفكر التنظيمي داخل قيادات الجماعة .. مما يجعل معدل الحيوية في قيادة الجماعة أعلى بكثير من القيادات الوسيطة والقواعد .
6 – الرؤية الانفتاحية – بتعبير الدكتور العريان – أو الإصلاحية كما يصفها المحللون يحمل لواءها من تجاوزوا الستين من أعمارهم أو يقتربون ( الدكتور حبيب – الدكتور أبو الفتوح – الدكتور العريان – الشاطر – الزعفراني – حشمت .. وغيرهم ) وهي نادرة لدى الأجيال الشابة الملتزمة تنظيميا بالجماعة ، مما يعني أن الجماعة تعاني من هرم مقلوب في الحيوية والديناميكية .
7 – عكست نتائج انتخابات مكتب الإرشاد الدور الذي تلعبه القيادات الوسيطة في توجيه دفة الجماعة ، من خلال تأثيرها في انتخابات المكاتب الإدارية في المحافظات المختلفة ، والتي تقوم بانتخاب مجلس شورى الجماعة .. وهو ما عبر عنه الدكتور العريان بأن سبب خروج البعض آراءه الصادمة( أبو الفتوح ) ، والبعض الآخر بسبب لجوئه للإعلام (حبيب ) ، ورغم أن هذه الآراء والتصريحات مقبولة في مكتب الإرشاد ذاته ، فإنها تبقى صادمة لجيل القيادات الوسيطة التي بيدها المزاج العام لمجلس شورى الجماعة ( في أغلبيته ) كما أوضحت الانتخابات ، وليس كله بطبيعة الحال !
لعل هذه الظواهر العامة التي رصدتها تلك السطور ، أهم ما كشفت عنه الأزمة الأخيرة ، ولذا فإن حجم الإيجابيات الكثيرة المترتبة على تلك الأحداث واعدة ومبشرة ، وحتى تلك السلبيات التي كشفتها فإن ظهورها بهذا الشكل يعتبر خيرا لا شك فيه ، فتشخيص المرض أهم وأول درجات العلاج .. ومن هنا نرى أن ما مر بجماعة الإخوان يحمل لها خيرا كثيرا شريطة الاستفادة الحقيقية من المشهد ، وقراءته بوعي وعقلانية ، ومراجعة السلبيات ، وتصحيح الأوضاع وصدق الله تعالى إذ يقول ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) البقرة216