على عتبة الخائن يعقوب
أ.د. حلمي محمد القاعود
[email protected]
قبل أن ندخل إلى عالم الخائن الطائفي "
يعقوب حنا " ( 1745 – 1801 م) ، يحسن أن نرشد السادة الإرهابيين الطائفيين إلى
جريمة أخرى اقترفها رجل من القرن الثامن عشر الميلادي اسمه الشيخ عبد الرحمن
الجبرتي ( 1754 - 1822 م ) ، صاحب التاريخ المسمى باسمه ، وإن كان
عنوانه الأصلي " عجائب الآثار في التراجم والأخبار "ويبلغ ثمانية أجزاء في الطبعة
الجديدة ، وأربعة مجلدات في الطبعة القديمة. فقد قامت الهيئة المصرية العامة للكتاب
بنشر كتاب الجبرتي الذي يتناول ضمن صفحاته سيرة الخائن الطائفي يعقوب حنا ، ويذكر
سلوكه الخياني الإجرامي ضد شعبه وقومه ، وتمرده على الأغلبية الإسلامية والنصرانية
في بلاده، وانحيازه إلى الغزاة السفاحين الفرنسيين الذين عبروا المتوسط ليذبحوا
الشعب المصري المسالم ، وينهبوا ثرواته ، وينتهكوا حرمة مقدساته ويغتصبوا نساءه ،
ويربطوا خيولهم في الجامع الأزهر الشريف!
يستطيع الإرهابيون الطائفيون أن
يتقدموا بالبلاغات إلى النائب العام ، ويرفعوا القضايا أمام المحاكم المصرية
والأجنبية ضد الهيئة المصرية العامة للكتاب ، لأنها بددت أموال دافع الضرائب
الطائفي في نشر كتاب الجبرتي الذي ينال من الخائن يعقوب ، ويفضح سلوكه المشين قبل
اكثر من قرنين من الزمان ، ويمكن للإرهابيين الطائفيين أن ينصبوا حلقة ذكر واسعة في
مواقعهم الخيانية على الشبكة الضوئية ، وعبر القنوات الطائفية وغير الطائفية ،
ويجندوا أنصارهم ممن يستفيدون بالمال الطائفي في صحف السيراميك والتعري وأحزاب
الحكومة الورقية ، وأعضاء ما يسمى مؤتمرات المواطنة والتمييز والكتاب الماسون
والمارينز واليسار المتأمرك؛ ليقولوا للكونجرس وأوباما وكارتر وهيلاري كلينتون
وخافيير سولانا : إن الجبرتي " المتأسلم " نشر كتابه في مشروع حكومي واسع الانتشار
اسمه " مكتبة الأسرة " عام 2003م ، بعد أن كان منشورا في طبعات محدودة أومختصرة ؛
أصدرتها دور نشر خاصة أو مؤسسات حكومية مثل " دار الشعب " التي أصدرته في طبعة
رخيصة جدا في الستينيات من القرن الماضي ، وكان ثمن الجزء الواحد منها خمسة قروش
فقط – هل تعرفون قيمة القرش ؟
بالتأكيد فإن الحكومة المصرية الوهابية
المتشددة المتعصبة – وفقا لتسميات خونة المهجر – سمحت للإخوان " المتأسلمين "
باختراق دار الشعب قديما وهيئة الكتاب حديثا ؛ لينالوا من الخائن القبطي " يعقوب "،
الذي يعده خونة المهجر رمزا لاستقلال مصر " القبطية " عن الإسلام في ظل الاستعمار
الفرنسي الدموي ، وصاحب أول مشروع في التاريخ ينقل مصر من مستعمرة مملوكية عثمانية
إلى دولة ذات سيادة في ظل الدولة الفرنسية الكبرى ، أو دولة إنجلترا العظمى ، وفقا
لكلام المدعو" سكالاريس " حبيب الخائن يعقوب ، وتوءم روحه ، وعشيقه الذي بكاه بالدم
بدل من الدموع !
يستطيع الإرهابيون الطائفيون ؛ بعد أن
انتصروا في موقعة " ذاكرة الكتابة " ، وأرغموا رئيس هيئة قصور الثقافة على الاعتراف
بذنبه ، والندم على ما فرط منه في نشر كتاب " أحمد حسين الصاوي " – رحمه الله ،
وإعلانه أنه لن ينشر مستقبلا أي كتب تسيء إلى الذات النصرانية المصرية ، مثلما أعلن
وزيره ندمه واعتذاره لليهود الغزاة القتلة من أجل اليونسكو، أن يقيموا الأفراح
والزينات والليالي الملاح ، ويعلنوا انتصارهم على العرب البدو الحفاة الذين يسمون "
المسلمين " وأنهم مع أقليتهم الضئيلة ( أقل من 5% من السكان ) ، تمكنوا أن يفرضوا
إرادتهم ونفوذهم على الأغلبية الساحقة ، وأن يقطعوا ألسنة من تسول لهم أنفسهم أن
يتعرضوا بكلمة حق ضد الخيانة الطائفية ، وأن يحرموا الأغلبية بأسرها من قراءة
القرآن الكريم أو تدريسه في المدارس أو الجامعات ، بحجة أنه يزدري النصرانية ويسيء
إليها .
وكان من علامات هذا النصر هو التحول
العظيم ورجوع زمن البركة إلى مصر ، ورد كل شيء إلى أصله كما تنبأ الكتاب المقدس ؛
حيث يخبرنا بذلك غلاة الإرهابيين الطائفيين في مواقعهم الخيانية على الشبكة الضوئية
. إنهم يرون الإسلام قد طمس هويتهم وغزا بلادهم بالسيف ( لم تعد بلادنا نحن
المسلمين ؟!) ، وسرق الهندسة المعمارية للكنائس ، ونقلها إلى المساجد ، وزيف
التاريخ ، وسرق الكنيسة المعلقة ، حتى الزرع والدواب .
لقد انتصروا – كما يقولون - على المخطط
الشيطاني الذي بدأه عمروبن العاص ، وختمه القادة الانقلابيون بزعامة عبد الناصر ،
وآن الأوان لنسف الإسلام واللغة العربية والشريعة والمادة الثانية من الدستور !!
عملية بعث يعقوب بطلا للاستقلال ومصر
للمصريين ، ترتبط برباط وثيق مع خيانة المتمردين الطائفيين المعاصرين ، وتمثل
قاعدة يبنون عليها مخططهم الانفصالي المدعوم والمستقوي بالغرب الصليبي وفي مقدمته
الولايات المتحدة ، وهو استقواء ودعم جعل من بعض النكرات من خونة المهجر يرفضون
مؤخرا مقابلة وفد الخارجية المصرية في أوربة ، وقد ذهب الوفد للتفاوض معهم حول
مطالبهم (؟!)واسترضائهم ، انطلاقا من انبطاح النظام أمام الغرب الاستعماري ، وضعفه
أمام الإرادة الصليبية في الوقت الذي لا يسترضي ولا يتفاوض مع الأغلبية الكاسحة ،
بل يمارس هواية محبيه إلى نفسه بالاعتقال اليومي لعشرات الإسلاميين , وتقديمهم
للمحاكمات العسكرية ومحاكم أمن الدولة !
إن خونة المهجر يدعون أن يعقوب ، هو
صاحب أول جيش قبطي يحمي الأقباط من الرعاع المسلمين ، ويبدو أن ذاكرة الخونة ضعيفة
، فقد سبق يعقوب الخائن خونة كثيرون أبرزهم الخونة البشموريون في براري الدلتا ،
وقد صفاهم الخليفة المأمون حيث حضر بنفسه إلى مصر ، وقاد المعارك بنفسه حتى قضى على
التعصب والتمرد !
الخائن يعقوب ليس محل خلاف بين بين
المصريين ، وأعني بهم المسلمين والنصارى – دون المتمردين –فهو خائن خسيس باع نفسهى
للشيطان الفرنسيالدموي ، واستقوى به ، وكون فيلقا من متعصبي النصارى ، كرنك في
الرويعي ، وأطلق من معسكره القذائف ضد اشقائه المسلمين الآمنين ، وظل يوالي الحملة
الفرنسية الدموية وجنرالاتها الأشرار ر، حتى انهزمت الحملة ، ورحلت عن مصر ، فرحل
معها ، وهلك قبل أن تصل السفينة التي تحمله مع الغزاة إلى الشاطئ، فوضعوا جثته في
برميل من الخمر حتى لا تتعفن ، ودفن في مارسيليا ، ولم يعد أبدا إلى مصر المستقلة ،
إلا من خلال الخونة المعاصرين .
حاشية :
إلى فضيلة الدكتور يحيى إسماعيل – جمعية علماء الأزهر :لك التحية والمودة مضاعفة ،
ثم إن مواجهة تجار السينما الحرام تقتضي إدراكا لطبيعة هؤلاء التجار في قلب الحقائق
والترويج لبضاعتهم الفاسدة ، وكنت أتمنى من فضيلة الدكتور البري ألا يشارك في
برنامج على الهواء وهو لم ير الفيلم الرديء ، فيظهره المخرج الشيوعي في صورة لا
أحبها له..مع انحياز واضح من مذيع القناة .. وأتصور أن رد الفعل الحقيقي يتمثل في
صناعة سينما حقيقية تعبر عن المجتمع المصري الكادح حقا ومن خلال تصور إسلامي ناضج ،
بعيدا عن المجتمع المختلق الذي يصنعة تجار اللحم الأبيض والمخرجون الشيوعيون في أحط
صور الواقعية السوفياتية المقبورة ،ويغذيه العنف والشر والجنس والدم والبذاءة
وانتهاك المحرمات فضلا عن تصوير الإسلام تصويرا دمويا قبيحا ‘ دون مسوغات فنية أو
أسباب موضوعية . ولجبهة علماء الأزهر تمنياتي بالتوفيق في خدمة الإسلام .