وَالَّلائِي لَمْ يَحِضْنَ ..
رداً على زكريا بطرس
محمود القاعود
زكريا بطرسس دائماً ما يتعمد توجيه حديثه إلى فئات معينة يمكننا حصرها فى الآتى :
1- مريض أو مريضة نفسياً
2- مصاب أو مصابة بالاكتئاب
3- جاهل أو جاهلة
4- منفلت أو منفلتة أخلاقياً
5- مراهق أو مراهقة فى حالة تمرد وتحوّر فكرى .
فـ زكريا بطرس يعلم علم اليقين أن كلامه لا يؤثر إلا فى فئة مريضة جاهلة منحرفة ، لا تعرف من أمور الإسلام أى شئ على الإطلاق بنفس المقدار الذى لا تعرف فيه أى شئ عن النصرانية وما يُمسى بـ " الكتاب المقدس " .
لقد استبدت بى الدهشة عندما شاهدت القُمّص يصرخ ويصيح بهيستريا ليقول أن القرآن الكريم – وحاشاه - يسمح بهتك عرض الأطفال وينتهك حقوق الطفولة ويدعو لاغتصاب القاصرات !!
يستشهد القُمّص بالآية القرآنية الكريمة :
" وَالَّلائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَالَّلائِي لَمْ يَحِضْنَ " ( الطلاق : 4 ) .
ويأتى القُمّص بعدة تفاسير مغلوطة لـ وَالَّلائِي لَمْ يَحِضْنَ ، ليدلل على صحة كلامه بأن القرآن الكريم يسمح بزواج الرضيعات والصغيرات اللائى لم يحضن ويجعل لهن عدة !!
وأقول :
أولاً : لا قداسة لأى مفسر .. فإن أخطأ المفسر نقول له أخطأت .. وإن أصاب نقول له أصبت .. وهذا عكس النصرانية التى يتم رفع الأساقفة والقمامصة فيها إلى مصاف الأنبياء الذين لا يقترفون الإثم .
ثانياً : الحق سبحانه وتعالى يقول : وَالَّلائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ .. لم يقل جل وعلا : واللائى يئسن من المحيض من طفلاتكم .. ولكنه تبارك وتعالى قال : مِن نِّسَائِكُمْ .. وعليه فالآية الكريمة تتحدث عن نساء بالغات عاقلات لا عن طفلات .. وإن كان الله يُريد التحدث عن الطفلات لقال ذلك ، كما قال فى سورة النور :
" وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " ( النور : 59 ) .
ثالثاً : بعض الآراء الشاذة السخيفة التى انزلق إليها نفر من مشايخ الفضائيات وتقول بجواز تزويج الرضيعة أو الطفلة فى الرابعة أو ما دون ، بحجة أن " اللائى " من الأسماء الموصولة وتفيد العموم ! هذه الآراء لا تمثل إلا أصحابها الذين شوّهوا صورة الإسلام .. ذلك أن الآية الكريمة تتحدث عن النساء وعليه فـ " اللائى " تفيد العموم فى النساء لا الطفلات .
إذ كيف يتم عقد قران طفلة فى الرابعة دون الدخول بها ثم يكون لها عدة ؟! وهذا ما يتعارض بشدة مع قول الحق سبحانه وتعالىى بأنه لا عدة دون جماع :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا " ( الأحزاب : 49 ) .
رابعاً : القرآن الكريم يقول بخصوص سن النكاح :
" وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ " ( النساء : 6 ) .
حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ .. الآية صريحة .. بلوغ النكاح .. هو الاستعداد الكامل للقيام بالمهام الزوجية .. فالفتاة لا تُزوج إلا إذا بلغت النكاح وكانت مؤهلة فسيولوجيا ونفسياً لذلك .
خامساً : هناك فرق بين مرحلة البلوغ ومرحلة الحيض .. وهذا الفرق هو ما يجعل زكريا بطرس يهرف بما لا يعرف .. فالآية الكريم لم تقل : واللائى لم يبلغن !! وإنما قالت : وَالَّلائِي لَمْ يَحِضْنَ .. بما يعنى أن البلوغ قد حدث وأن الأمر خاص بالحيض ..
ومعروف علميا أن الحيض هو آخر مرحلة من مراحل البلوغ ، ويكون بلوغ الأنثى بتغيير صوتها وحدته وكبر حجم الثدى ونمو شعر العانة وظهور الإفرازات المهبلية ، ثم يكون الحيض بعد ذلك ..
وتكون الأنثى البالغة فى انتظار الحيض من 9 – 15 سنة وهذا رابط لموقع متخصص ( لا علاقة له بالوهابية على الإطلاق ) يؤكد أن جُل مراحل البلوغ تكتمل عند الأنثى قبل الحيض بسنتين ونصف :
http://www.puberty101.com/p_pubgirls.shtml
وها هى الهيئة الطبية الأمريكية ( لا علاقة لها بهيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ) تؤكد نفس الكلام :
http://www.aap.org/publiced/BR_Teen_Puberty.htm
ولو كان زكريا بطرس يكلف نفسه عناء البحث قبل افتراء الأكاذيب السمجة لما قال ما يقول ..
إذاً الآية الكريمة لا تعنى هتك عرض الأطفال ولا اغتصاب القاصرات ولا الزواج من الرضيعات .. الآية الكريمة تتحدث عن عدة المطلقات والتى حصرتها فى ثلاثة أنواع :
1- عند العجوز التى انقطع عنها الحيض .
2- وعند الأنثى البالغة التى لم تحض إما لمرض أو لعيب خلقى كانسداد البكارة أو لتأخر فى الحيض .
3- وعند الحوامل اللواتى لم يضعن حملهن فعدتهن أن يضعن حملهن .
لماذا قال زكريا بطرس ما قال ؟؟
كما هى العادة لا يوجد افتراء يفتريه النصارى على القرآن الكريم إلا وتجد أصل لهذا الافتراء فى كتابهم بما يجعل حقدهم يدفعهم لتلويث الإسلام .. إن نظرة بسيطة فى الكتاب المقدس تجعلنا نتيقن أن الإسقاط هو منهج لجميع المنصّرين .. ذلك أن الكتاب المقدس هو من يدعو لهتك عرض الأطفال واغتصاب القُصّر والقاصرات والرضيعات :
" ثم صعد واضطجع فوق الصبي ووضع فمه على فمه وعينيه على عينيه ويديه على يديه وتمدّد عليه فسخن جسد الولد. ثم عاد وتمشى في البيت تارة إلى هنا وتارة إلى هناك وصعد وتمدّد عليه فعطس الصبي سبع مرّات ثم فتح الصبي عينيه " ( الملوك الثانى ص4 :34 ).
والنص واضح ولا يحتاج لتأويل .. رجل كبير اضطجع فوق صبى .. ووضع فمه على فمه .. وعينه على عينيه .. ويديه على يديه .. وطبعاً الباقى معروف .. فسخن جسد الولد .. بالقطع لابد أن يسخن .. ثم تارة هنا وتارة هناك .. وعطس الصبى سبع مرات .. وبعد ذلك فتح عينيه !!
هذه هى دعارة الأطفال يا جناب القُمّص .. هذا هو هتك عرض الأطفال .. هذا هو اغتصاب القُصّر .. هذا هو دينك .. وهذا هو كتابك .. فلماذا تُلصق ما فى كتابك بـ القرآن الكريم ؟؟
أولى لك يا جناب القُمّص أن تتشجع وتقبل المناظرة حتى يراك جمهورك عاريا كيوم ولدتك أمك .
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .