بقيادة اليسار الانتهازي المرتزق
الانقلاب يعيد المشهد الثقافي الأمني المعادي للإسلام!
أ.د. حلمي محمد القاعود
نحن أمام مشهد ثقافي إجرامي يدافع عن عسكرة الدولة ويدعو للاستسلام للعدو النازي اليهودي ، ويحارب الإسلام بكل ما أوتي من قدرة على التضليل والتدليس والكذب والتحرك بوحي الأجهزة الأمنية والمخابراتية تحت لا فتة محاربة الإرهاب !
ولك مثلا أن تقرأ كلاما وليس تحليلا عن مواجهة المقاومة الإسلامية بقيادة حماس في غزة للعدوان النازي الهمجي اليهودي فيما سمي بالجرف الصامد الذي صار جرفا منهارا بفضل الله .
يرى كاتب البيادة في كلامه أن المهزوم دائما جمال عبدالناصر عندما قرر خوض حرب الاستنزاف علي نطاق واسع بدءا من عام ١٩٦٨- للتاريخ ، فإن المهزوم كان دائما ضد خوض أية حرب ضد العدو ، ولذا لم يقرر أبدا كما يزعم كاتب البيادة الكذاب خوض حرب الاستنزاف ولكنه أرغم عليها من قادة مخلصين لدينهم ووطنهم !- إخلاء مدن قناة السويس الثلاث من السكان حتي لا يصبحوا رهينة في أيدي القوات المعادية . ويدعي كاتب البيادة الكذاب أن حماس أقدمت علي إشعال حرب بدون أدني تنسيق مع أي طرف عربي بما فيها السلطة الوطنية في رام الله، كما أنها لم تعد السكان المدنيين لمواجهة وحشية آلة الحرب العسكرية اليهودية. ويرتب مثقف العسكر على ذلك أن هذه ليست مقاومة وليست حرب تحرير، إنها استمرار لمشروع التنظيم الدولي للإخوان الذي بدأ في عهد حكم الإخوان لمصر، ويقضي باقتطاع مساحات واسعة من سيناء لتهجير الفلسطينيين اليها وإقامة الإمارة!
مثقف العسكر – كاتب البيادة – يخالف العالم كله عدا اليهود وأميركا ويدعي أن حماس أشعلت الحرب ضد دولة الغزو النازي اليهودي دون تنسيق ودون مراعاة لسلامة المدنيين الفلسطيين ، ويستمر الكذاب في ترديد الكذب الذي يملى عليه من العسكر لينتهي إلى احتلال الفلسطينيين لسيناء وإقامة إمارة إسلامية !
بالتأكيد فإن أصحاب العقول يصابون بالهول المصمي والصدمة القاتلة من أراجيف هذا الخسيس فاقد المروءة ، تجاه شعب مستضعف فرض عليه القتلة اليهود حربا دامية مدمرة كي يتخلى عن إسلامه وأرضه وكرامته ويخضع للذل والهوان والقهر . لا أدري كيف يمكن الرد على مثل هذا المثقف الذي يبيع كل قيمة نبيلة لترضى عنه البيادة ، منذ أمسك بقلمه المسموم في عهد قائد الانقلاب الأول المهزوم دائما حتى عهد الانقلاب الثاني الذي صنع المجازر ضد الشعب المصري وألقى بشرفائه خلف الأسوار ؟! لقد كان هذا الخسيس مع البيادة دائما في كل المواقف والأحوال ، ويكفي على سبيل المثال أنه كان يكتب في مجلة الشرطة بينما حبيب العادلي يجلد الأحرار ويعذبهم في مسالخه الدموية !
هذا نموذج المثقف الأمني المعادي للإسلام الذي يتصدر المشهد الثقافي مع آخرين منذ الانقلاب الأول ، لم تغيره ثورة يناير ولكنه ركب عليها وأمثاله ، ثم نزل ليركب جريمة 30 يونية المعادية لثورة يناير لأنها مدججة بسلاح العسكر وقواته، وليواصل خدمة البيادة والكيد للإسلام والمسلمين !
في الفترة الماضية أعاد الانقلاب تشكيل المشهد الثقافي ليضمن خلوه ممن ينتمون لثورة يناير أو من يرددون لاإله إلا الله بحقها ، وليس بأفواههم . ويمكن أن نرصد ثلاث حالات في هذا السياق :
أولا : أعلنت جريدة حكومية انقلابية عن تكليف مائتي كاتب بالكتابة على صفحاتها بصورة دورية منتظمة . تأملت الأسماء المعلنة فوجدتها جميعا أسماء تعمل لحساب الأمن والمخابرات منذ زمن مبارك ، بل يعود بعضهم إلى زمن الطاغية المهزوم دائما جمال عبد الناصر . بعضهم كان في التنظيم الطليعي والآخر في التنظيمات السرية التي شكلتها الأجهزة الأمنية وبعضهم الأخير يعمل بالريموت كنترول وتتوفر فيه مواصفات الولاء للخدمة والعداء للإسلام ، وأغلبيتهم تنتمي إلى اليسار الانتهازي المرتزق بكل أطيافه بدءا من التروتسكيين حتى الناصريين مرورا بالستاليين والليننيين ..
بالطبع هؤلاء يكافأون مكافآت سخية من أموال الشعب الفقير الذي يدعم المؤسسات الصحفية الحكومية الانقلابية بقرابة ثلاثمائة مليون جنيه سنويا ! والمقابل معروف هو الاستمرار في الكذب على الشعب والتشهير بالإسلام .
ثانيا : تغيير القيادات الصحفية في الصحف والمجلات التابعة للنظام الانقلابي بشخصيات موثوقة وأكثر ولاء للانقلاب والأجهزة ، مع أن كثيرا من الذين استبعدوا صنعوا عجين الفلاحة ليرضى عنهم العسكر ، ولكنهم لم يرضوا .
جاء خدام الانقلاب الجدد ليكونوافي خدمة المشهد الثقافي الأمني المعادي للإسلام بكل صراحة ووضوح . والمفارقة أنهم لم يكتبوا عن أسلافهم كلمات المجاملة المعتادة عندما يخلف مسئول صحفي مسئولا آخر ، ولكنهم كانوا أكثر فجاجة وفظاظة وعجرفة عندما أشاروا إلى أن عهودهم سوف تكنس ما سبق ، وتقدم مالم يقدمه الأسلاف .
أحدهم – وهو شيوعي أمني متطرف – زعم أنه يبحث عن الأعمال ذات القيمة – أيا كان صاحبها - لينشرها في المجلة العريقة التي منحوها له ، وأنه ليس عليه فواتير لأحد – العبارة ذاتها التي رددها ساري عسكر قائد الانقلاب !- فتأملت العدد الأول تحت رعايته لأجد الغلاف يحمل قائمة من الكتاب ليس فيها واحد يسالم الإسلام أو يهادنه أو يقف منه موقفا محايدا بل كلهم عدو سافر في عدائه لدين الأمة . في الداخل وجدت بعض الأصوات الخافتة لمن يسايرون كل مرحلة بحكم عملهم الوظيفي ! ويكتبون كلاما فاقد الدسم ، وهكذا يتبجح الشيوعيون بالحديث عن الحرية والثقافة الحقيقية !
ثالثا : أعلن الانقلاب العسكري عن- تشكيل جديد لما يسمى المجلس الأعلى للثقافة ، وتضمن هذا التشكيل وجوها كريهة من عهد مبارك المستبد بذلت ماءها في تسويغ جرائمه ضد الحرية والقانون والكرامة الإنسانية واستقلال البلاد ، وطبلت وزمرت لكل عدوان على حقوق الإنسان المصري وللقوانين الشاذة التي أصدرها الطاغية ليكرس وجوده الاستبدادي وتوريثه الحكم لعائلته .
معظم الأسماء يسارية مستهلكة ومتكلسة ، وباحثة عن غنائم وزارة الثقافة وعطاياها . لاتجد كاتبا يعتز بإسلامه ويفخر به بين مئات اليساريين الأمنيين وأشباههم ، بل لا تجد كاتبا حرا غير إسلامي ممن يرفضون الاستبداد والديكتاتورية والدولة العسكرية . كلهم يصغي لإيقاع البيادة وعزفها المتوحش!
هؤلاء الذين يتصدرون المشهد الثقافي الانقلابي لهم وحدهم حق النشر والتعبير والتوجيه وإبداء الرأي الذي يتفق مع آراء أعداء الإسلام والعروبة والحرية .
هل يتنبه الإسلاميون من غير أصحاب اللحى التايواني إلى دور الثقافة والمثقفين في حركة المجتمع ؟