سيد قطب.. ولوك اللائكين من المتمسلفين
الباحث / محمد عبد الكريم النعيمي - المدينة المنورة
ليس جديداً على بعض المتمسلفين مصادرة الرأي والتعصب والحسد والغلّ الذي يعمي البصائر، وما تلك الحملةُ الأخيرة على كتب سيد قطب رحمه الله وكتبٍ تبرئه من المنسوب إليه بهتاناً وزوراً ومصادرةُ هذه الكتب إلا مظهر من مظاهرها، وإن تذرَّعوا بذريعة تجفيف منابع التكفير والإرهاب، ويحق لنا أن نسألهم: إذا كنتم تعترفون أن الفكر لا يحارب إلا بالفكر لا بالمصادرة، وقد فاقت كتبكم الطاعنةُ في سيد قطب وفكره كتبَ سيد نفسه، فلماذا هذا الخوفُ من فكره؟! ألأنكم لا تحملون فكراً أصيلاً بيّناً واضحاً يستطيع التصدي لفكره؟! أم هو - كما أسلفتُ - الحسدُ والحقد والغلّ والبغي أن يؤتي الله من فضله مَن يشاء من عباده؟ سيبقى سيد قطب - رغم أنوفكم - متربعاً على عرش الفكر الإسلامي الأصيل الحقِّ الوسطي، وممثلاً بارزاً لأهل السنة والجماعة شئتم أم أبيتم، وموتوا بغيظكم.
ثم انظروا - أعزائي القراء - إلى تلك الإشادة والترحيب بحملة هؤلاء على سيد قطب من قبل ملاحدة العلمانيين، وتأملوا هذا التناغم المريبَ بينهم وبين بعض مُدَّعي السلفية كالفوزان والعبيكان والعبيد، ثم - يحق لنا أن نتساءل مرةً أخرى - مَن هو صاحبُ الفكر التكفيري؟! أليس مَن يكفر الأحناف - وهم جلُّ الأمة الإسلامية -؟ ومَن يكفر الأشاعرة - وهم من كبار أئمة المسلمين -؟ ومن يكفر الصوفية - بدون تفرقة بين غلاة ومعتدلين -؟ أدعوكم إخوتي السلفيين المعتدلين للتصدي لهؤلاء الذين يُمَرِّغون اسمَ السلفية في وحل النفاق والانتفاع المكشوف، ورسالتي لهؤلاء المتمسلفين: لقد ولى زمنُ احتكاركم للإسلام والنطق باسمه، وتكفير وتبديع وتفسيق مَن تريدون، مع ما تعجُّ به أوساطكم اللاعلمية من انحلال أخلاقي مشهود، ومِن تكفير وتفسيق طلابكم بعضهم لبعض، أقول: لقد ولى هذا الزمنُ وولى زمنُ وصايتكم على عقول الناس ومعتقداتهم، ولن تنفعكم مصادرةُ الكتب والأفكار في وقف تيارها، فالإسلام عزيزٌ باقٍ بقاءَ الليل والنهار، وهؤلاء علماء السلفية الحقيقيون يقرُّون بغبائكم في فهم النصوص التي تحكمون بضلالها، رحمكما الله يا شيخينا ابن باز وبكر أبو زيد، وأبقاك الله يا شيخنا عبد العزيز آل الشيخ شوكةً في حلوق هؤلاء.