رسالة من أسيرة فلسطينية
وصلتني رسالة من إحدى الأسيرات المسلمات في سجون الكيان الصهيوني حملتني أمانة نشرها في حملة الإيجابية والإصلاح
حتى يعلم العالم كلة وخاصة المسلمين حقيقة ما يجرى للأسرى والأسيرات في السجون الأمريكية والصهيونية، وحين قراءه الرسالة صعقت مما جاء فيها ، و أيقنت أننا لا نعرف شيئا عن الأسرى والمعتقلين ، فأحسست بإحساس لا أستطيع آن أقوم بوصفة لكم ، وسأترككم لقراءة الرسالة حتى تشعروا بنفس ما شعرت به قالت :
( اعتقلتني القوات الصهيونية منذ فترة وأنا مقيدة الأيدي والأرجل ، وزجوا بي في غرفة مظلمة لم أستطيع أن أري فيها شيئا ً ، وبعد فترة شعرت بشىء يدور في الغرفة ويطلق أصواتا كزئير الأسد ، عواء كعواء الذئاب ، ونباحا كنباح الكلاب ، وبدأت الأصوات تعلو شيا فشيا حتى كادت أن تقتلني وفجأة حل السكون على الغرفة وبدأت أشعر بالجوع والعطش فصرخت بأعلى صوتي ، فلم يسمعني أحد ، وبعد فترة طويلة فتح باب الغرفة ، وألقوا إليَّ ببعض حبات من الأرز على الأرض ، فلم أستطيع الوصول إليها لأنني مقيدة ، وبدأت أشعر بعطش شديد حتى أنني كنت أبكي بحرقة حتى تسيل دموعي أحاول أن أرتوى بها ، ولكنني كنت لا أستطيع ، وبدأ مسلسل الأصوات مرة أخرى وبأعلى الأصوات ، حتى أغمى عليَّ ، ولم أشعر بشىء ، وحين استيقظت من غيبوبتي وجدت نفسي فى غرفة أخرى وأنا مجردة من ملابسي كلها ، وأمامي قطيع من الذئاب البشرية ، فصرخت بأعلى صوتي ، ولكنهم لم يرحموني ، وتناوبوا اغتصابي حتى نزف جرحى ، فلم يتركوني وحملوني إلى غرفة أخرى بها كلب كبير مدرب على اغتصاب النساء ، فانقض على جسدي النحيل ، فجن جنوني ولم أشعر بنفسي الا بعد شهر كامل ، ولم أعد أتحكم في نفسي ، ولا أشعر بجسدي الممزق ثم أخذوني لنفس الغرفة الأولى التي كانت تخرج منها الأصوات ، ويا ليتني لم أولد ، وكانت الصاعقة إذ وجدت ابنتي "مريم" ذات العشر سنوات وهى مقيدة الأيدي والأرجل تصرخ بأعلى صوتها اتركوني فأنا طفلة صغيرة ، ولكن للأسف هي لا تعرف أنها أمام قطيع من البشر الذين لا يحملون شيئا ً من صفات البشر، لاقلوب لهم ولا يعرفون سوى سفك الدماء البريئة وهتك الأعراض المحصنة ، وبدأوا يهتكون عرض ابنتي أمام عيني حتى سالت منها الدماء ، فأغرقت الغرفة ومع ذلك لم يرحموها ، ثم أطلقوا عليها الرصاص وقتلوها بدم بارد ، بل ومثلوا بجثتها أمام عيني ولم أشعر بنفسي إلا من وقت قريب .
هذه رسالتي سوف أظل احكيها حتى يعلم العالم كلة حقيقة هؤلاء الصهاينة .
بالله عليكم كيف أعيش وسط هذا العالم ؟! من منكم يتحمل ما تحملته !
لا تقولو مجلس أمن أو أمم متحدة أو منظمات حقوق المرأة والطفل أو الجامعة العربية فكلهم كاذبون منافقون لا يعرفون سوى مصالحهم ، وأتحدى أن يواجهني فيهم أحــد لأنني عار عليهم جميعا ً ، بل عارٌ على الإنسانية كلها )
انتهت الرسالة ولكن مرارتها لن تنتهي ، وستظل عاراً علينا نحن المسلمين جميعا ، ولا أعرف ماذا سنقول لله عز وجل حين يسألنا عن هذه الأسيرة وعن ابنتها التي ستكون روحها لعنة علينا جميعا ، هل ستشفع لنا عبادتنا أو صلاتنا ؟!
أشك في ذلك فأي شي يمكن أن يمحو هذا العار ؟!
والله لم أستطع النوم منذ أن جاءتني هذه الرسالة ، وسوف أظل أنشرها في كل مكان حتى يحرر الله هؤلاء الأسرى والأسيرات ، أرجو من القراء نشر هذه الرسالة في كل مكان ، ومن يستطيع أن يترجمها إلى كل اللغات في العالم فليفعل ، نريد أن نصنع رأيا ً عاما ًحول هذه القصة التي ستظل عارا ً في جبين الإنسانية كلها
فمن يستطيع أن يمحو هذا العار ؟!
كتبها فارس الأقصى" أبومالك"