حذار...!
عبد الله خليل شبيب
إنهم يتحفزون للانقضاض على الثروات النفطية وفوائضها
فكيف نحمي أنفسنا ومقدراتنا؟1 وماذا نحن فاعلون؟
الثعلب اليهودي الخبيث ( المسموع الكلمة والمعتبر الرأي عند كافة صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية ) وسكرتير الخارجية الأمريكية الأسبق [ هنري كسنجر ](أي وزير في اصطلاحنا )... نشر مقالا ( مشتركا ) مع خبير اقتصادي – يهودي آخر – اسمه [ مارتن فلشتاين ] استاذ الاقتصاد بجامعة هرفارد ؛ وكبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأمريكي الأسبق ريغان ...
... ودار المقال حول النفط والثروات الهائلة المتكدسة لدى البعض جراء ارتفاع أسعاره ..
ودعا الكاتبان إلى البحث بجد أكثر وجهد أكبر عن مصادر بديلة للطاقة وللنفط كذلك .. وتخفيف الاعتماد على المصادر النفطية الأخرى – وخصوصا ( أوبك) ونفوط الشرق الأوسط والنابع من البلاد العربية والإسلامية خاصة.
.. حتى الآن والأمر طبيعي .. وقد تداول مثل هذه الأقاويل كثيرون .. ولكن الأخطر والجديد في تلك المقالة [ التوجيهية التمهيدية التحريضية بشكل غير مباشر ] .. هوالتشديد في تحذير أمريكا والغرب من أن أصحاب الأموال المتكدسة .. قد يستعملونها في ابتزاز الغرب ..والضغط السياسي .. عن طريق زيادة ( التسلل) للاقتصاد الغربي ... وشراء أصول ومصالح اقتصادية مهمة في الغرب وأمريكا وزيادة حصصهم في بعض الشركات هناك واستخدام ذلك الثقل الاقتصادي في عقر ديار الغرب [ للابتزازالسياسي ] والتأثير على القرار الغربي ( في بلاد تعبد العامل الاقتصادي وصنم رأس المال ) وتتحكم فيها رؤوس الأموال – وإن كان ظاهرها ما يسمونه [ ديمقراطية مثالية ]!!..إلخ
... وتلوح في المقال بوضوح [ رائحة التحريض المفضوح ] وما يمكن أن يتطور في المستقبل ... إلى لهجة واتجاه آخر .. ينتهي بقرارات [ احتياطية ] قد تؤدي لخطوات [ استباقية ] لوقف ما وصفوه بمحاولة السيطرة الاقتصادية على مصالح وشركات غربية .. وإبطال مفعول تلك الثروات المكدسة بأية وسيلة تؤدي لتبديدها عبثا – بدون نفع حقيقي – أو [ نهبها ] مباشرة [ بالغزو المباشر والسرقة العلنية كما حصل في العراق ] أو بشكل غير مباشر [ بإحداث فتن وصراعات إقليمية ومحلية ] تجعل الدول تنفق تلك الثروات في شراء منتوجات استهلاكية وأسلحة غربية وأمريكية [ شبه متطورة] بأرقام خيالية .. ولا تستعمل [ إلا داخليا – لقمع الشعوب أو في الصراعات الإقليمية !] بعيدا كل البعد عن احتمال استخدامها ضد الدولة الصهيونية أو حتى للدفاع ضد أي طامع أجنبي غاز معتدٍ !..
.. وفي نفس الوقت تشعر [ تلك الإجراءات الكيدية ] من يهمه الأمر ممن تتكدس لديهم الأموال بأخطار ( معظمها وهمية وموجهة لجهات ليس لها خطر حقيقي بل قد تكون المأمن الأكبر لمن يراد إيهامهم وتخويفهم ) .. ليهربوا للجهة المعاكسة فيقعوا في أحضان العدو الحقيقي الطامع السائل لعابه على تلك الثروات ومصادرها !!)..ويوهمهم ذلك [ العدوالحقيقي ] ومستشاروه [ المندسون بعناية والمتصنعون الثقة والحرص !] أن نجاتهم هي في اللجوء إليهم ووضع مواردهم تحت تصرفهم مباشرة .. فهم – كما يوهمون – الجهة الفنية والقوية والمأمونة الوحيدة القادرة على حمايتهم من (الأشقاء والجيران ) ومن بعضهم البعض ..وحتى من [ شرور أنفسهم ..وسيئات أعمالهم ]!!!
.. أو قد يكون المخطط يرمي إلى نهب أسباب تلك الثروة وهو [ النفط!] ..بالسيطرة المباشرة على منابعه وأوطانه وشعوبه وفرض الوصاية والتحكم المباشر في مواردها !! خصوصا وأنها متفرقة وضعيفة نسبيا و[ ضحايا سهلة المنال ]!!
بعض الوسائل التمهيدية :
... ويمكن أن يكون للمخطط الإجرامي [ الصهيوني العقلية والمنشأ والتحريض غالبا ] .. خطوات تمهيدية .. وأدوات متنوعة .. تستخدم فيها إمكانات متاحة وجهات مستعدة .. وما يظهر وما يخفى من العوامل والمبررات والتعلات .. واستغلال [ نقاط الضعف ..وكافة التناقضات الممكنة ] فقد يكون هناك – مثلا – إثارة خلافات حدودية .. وتحريش بعض الجيران .. وإثارة بعض [ جيوش العمالة الأجنبية الرخيصة ] ..وبعض الأقليات والجهات المخالفة والموتورة أحيانا يقابله .. جهود دولية بإثارة قضايا الحريات الدينية وغير الدينية .. وما يسمى بحقوق الإنسان والديمقراطية .. وما أطلقوا عليه مؤخرا [ الاتجار بالبشر ] .. والمطالبة بالمساواة والحقوق المختلفة ...إلخ !!
مَن الأحق بالعقاب الرادع ..والتقديم إلى المحاكم الجنائية الدولية ؟! ومن هم الممارسون الحقيقيون للجرائم البشعة ضد الإنسانية وضد شعوب أخرى خارج بلادهم ؟!.. إنهم يرتكبون [ إبادة الدين ] لا إبادة الجنس فقط!!
...وقد يقوم [ المتآمرون الطامعون ] بالتلويح باللجوء للمحاكم الجنائية وغير الجنائية الدولية بتهم يحشدونها – قد تكون أصولها تصرفات فردية – لا يستبعد أن تكون أحيانا مقصودة !- يبتزون بها [ الضحايا المتهمة ] .. كما نراهم يحاولون الضغط على السودان ورئيسه بزعم مسؤوليته عن أحداث – غالبها من صنعهم وصنع أدواتهم المحلية ..وربما المبالغة أحيانا من بعض أجهزة الدولة في تأديب المعتدين والمتمردين الذين تجاوزوا الحدود وأراقوا الدماء كذلك وأمعنوا في الإجرام ..ولكن لا تراهم أعين [ كاميرات الغرب وأدعياء حقوق الإنسان ] كما لا ترى [ محرضيهم الغربيين والأجانب والصليبيين ..إلخ].. وكأن دولة السودان ورئيسها عمر البشير ..غزاة جاءوا من الخارج ..بينما الأولى أن يحاكم ويجرم ..الغزاة الذين جاءوا من وراء البحار وهاجموا بلدانا غير بلدانهم ..ويمارسون – يوميا ومنهجيا وبشكل مقصود القتل والإبادة والتدمير وانتهاك كل القيم والأعراف الإنسانية والدولية والدينية والأخلاقية [ هل نذكركم بأبو غريب وباجرام وقلعة جانجي وموت مئات المأسورين خنقا داخل الحاويات - ومحارق الفلوجة]..وعشرات بل مئات وآلاف الغارات التي قتلت أبرياء معظمهم من النساء والأطفال في أفغانستان والعراق وفلسطين وباكستان وغيرها ؟؟!!] مما لا يمكن إلا أن يسلك في جرائم الإبادة الجماعية وإبادة الجنس..بل هنا هي [ جرائم جديدة .. يتعمد بها إبادة أتباع دين معين !] فهي بلا شك يمكن أن تسمى [ إبادة دين ] على غرار إبادة الجنس ..وما علينا إلا أن نكيف هذه [التهمة ] وننشيء لها محاكم تقبض على الجناة الحقيقيين من ممارسيها المتعصبين الحاقدين ..وتنزل بهم العقاب العادل والرادع !!
..أليس هؤلاء الغزاة ..ومن حركهم وأرسلهم من السياسيين والعسكريين والاستخباريين ..أولى بالعقاب العادل الرادع لما ارتكبوه من جنايات وحشية بالغة ضد الإنسانية .... وما مارسوه من أعمال إبادة وتدمير وممارسات إجرامية متنوعة تقشعر لها الأبدان ..ولا يطيقها إنسان ..حتى الوحوش المفترسة تتبرأ منها وتشمئز من مثلها !!
.. مع أننا يجب أن نؤكد أننا ضد أية إجراءات قمعية أو أنظمة دكتاتورية أو بوليسية .. أو امتهان لأي إنسان أو التعدي على أي حق من الحقوق المشروعة لأي كان- وخصوصا إذا كان مسالما غير مسلح أو غير مستعمل السلاح لمطاب باطلة أو لحل نزاعات معينة .
وما هو الحل الوقائي ؟!:
... لم يعد هنالك شك مطلقا في نوايا أؤلئك [الوحوش المتحضرة ] نحو عالمنا الثالث والعربي والإسلامي خاصة وإصرارهم على الاستمرار في استنزاف خيراته والإمعان والتفنن في [امتصاص دمائه وسحق ] شعوبه !
... كما أنه من البديهي ..أنه لا يهم أؤلئك الطامعين أحد منا لا صغير ولا كبير .. ولا حاكم ولا محكوم .. وخصوصا إذا ظنوا أنه عقبة في طريق مطامعهم أو بعضها !
ثم إن أؤلئك القوم ليس عندهم مقدسات إلا الثروة ورأس المال [ اللهم إلا الصهيونية سادن ذلك الرب الرأسمالي !]
.. بقي أن تدرك شعوبنا .. وأصحاب القرار وأهل الحل والعقد فينا خاصة ..حقيقة مطامع ومخاطر أؤلئك القوم [ المتحضرين ].. وأن تضع عقولها في رؤوسها ..والأمور في نصابها الصحيح ..وتوجه الثروات الفائضة وجهة نافعة تعود عليهم وعلى [ قومهم ] بالخير والرخاء بدلا من تبديدها فيما لا طائل تحته .. وتضييعها في أيدي الأغراب وفي بنوكهم وشركاتهم ..وليس لأصحاب الأموال إلا [ صكوك ورقية ] تثبت أن لهم سيولة أو أسهما أو ملكيات .. ولكن – حين يجد الجد ويطلب صاحب الحق حقه .. فقلما يجد شيئا إلا تلك الأوراق ؛! وقد يقال له حينها ( انقعها واشرب ماءها !)
.. إن العالم العربي خاصة والإسلامي عامة مليء بالخيرات والكفاءات والأيدي المنتجة .. والعقليات العملية والموهوبة .. وكذلك ( ألأيدي الأمينة ) .. وبقليل من التنظيم والترتيب والإدارة .. يمكن تدوير تلك العوائد الضخمة بما يغني العالم العربي عن كثير من الاستيراد والاعتماد على الخارج ..وخصوصا في مجالات الغذاء وكثير من الاحتياجات الأساسية ...
..وأراضي السودان الشاسعة مثلا تنتظر من يزرعها ويستغلها ..وكذلك كثير من خيراته ..وخيرات كثيرة وأراض واسعة في سائر أنحاء العالم العربي ..إنما تحتاج لرؤوس أموال ..وخبرات ..وأيدي لاستخراجها واستنتاجها ..وكل ذلك موجود في العالم العربي .
ولن يخسر أصحاب الأموال شيئا ..ولو لم يعد عليهم كبير مردود فأموالهم محفوظة ومنتجة ..مع أننا نستطيع أن نؤكد لهم أن المردود الاقتصادي والاجتماعي والأمني وغيره ..أفضل بكثير جدا مما لو وجهت تلك الأموال إلى الخارج ..ووضعت تحت تصرف الآخرين ..ومعظمهم طامعون حاقدون ..مثل كيسنجر وزميله البروفسور ( كاتبي المقال التحريضي ) ..إلخ
إن الأمر يحتاج إلى شيء من الجسارة والتعقل والتفكير في مصالح شعوب المنطقة ومستقبلها .. وكذلك فيما يمكن أن يقوله التاريخ ويكتبه !!
فهل نجد هنالك ( تكاملا..ومد جسور وبناء ثقة ) وتخطيطا لتدوير فوائض الأموال في مكانها الطبيعي ..للأشقاء والجيران ..مع ضمانات ..الأمانة والوقاية من الفساد ومن الانقلابات العسكرية ..وشلل المحتالين والنهابين ..الذين لا يخلو منهم زمان ولا مكان !!؟؟
.. لا زال لدينا أمل أن نتوجه في الاتجاه الصحيح ..وألا نهرب إلى الأمام – كما يقال - ..ونلقي بأنفسنا ومقدراتنا – مرة ثانية وثالثة و.. – في أيدي أو [ أحضان ] أعدائنا التاريخيين ..ومن ينهبوننا ويحاولون إذلالنا وتفرقتنا وإبادة ما يمكن منا وتحطيم مواردنا وإفقار شعوبنا وإفسادها وإثارة الخلافات والنزاعات المتنوعة ..إلخ..وهم يمارسون ذلك وغيره منذ أكثر من قرن !
.. إن الأمر – وخصوصا في الظروف الحالية – لا يحتمل التأخير .. فنحن على مفترق طرق مصيري ! وإن الانهيار الاقتصادي [ الوشيك ] في أمريكا ..والذي بدت بوادره ..وبدأ [ بوش] يعترف به .. سيؤدي حتما إلى [ تسريع تنفيذ المخططات ] التي يمهد لها ويحرض عليها مثل تقرير أو مقال [ كيسنجر وزميله] .. حيث أن [المفلسين ] سينقضُّون فورا على الأغنياء المليئين الضعفاء [ الطيبين ] ليمتصوا فوائضهم ومصادرها .. عسى أن [ يرقعوا ] عوامل انهيارهم الذي أدت إليه سياساتهم الخرقاء التي ورطهم فيها قادتهم الحمقى ..كغزو العراق وأفغانستان .ودعم الإرهاب الصهيوني بلا حدود ..إلخ ومحاولة شراء الذمم والتدخل في كل صغيرة وكبيرة في كل ركن من أركان العالم !!
..هيا إلى القرار الصحيح ...قبل فوات الأوان ..وقبل أن يملأ [الطامعون الحاقدون ] أرضنا بالأشلاء والدماء والخراب والدمار !!..ويعود عصر الاستدمار والاستخراب المباشر [ والذي كانوا يسمونه استعمارا ]! وقبل أن يعيدونا ثانية إلى العصور الحجرية !!
.. الأمر يحتاج إلى قرار شجاع وعاقل ليدخل أصحابه التاريخ من أوسع أبوابه وأمجدها !!
..... فمن يعلق الجرس ؟!