لماذا لا تُبنى معابدٌ لغير المسلمين على أرض السعودية؟
لماذا لا تُبنى معابدٌ لغير المسلمين
على أرض السعودية؟
د. حامد بن أحمد الرفاعي
لقد سُئلَت هذا السؤالُ عشرات المرات..ويتكرر الجواب مع تكرر السؤال وهو على النحو التالي:جرى العرفُ أن أتباعَ كل عقيدة دينية يحددون حصانة جغرافية لعقيدتهم دون غيرها من جغرافيات أهل العقائد الأخرى..فمثلاً أتباع العقيدة الكاثوليكية اتخذوا من دولة الفاتيكان حصانة جغرافية لعقيدتهم..فلا يسمح أن يُقام داخل الفاتيكان معبدٌ لأي عقيدة أخرى..حتى ولو كان لأتباع الكنائس المسيحية الأخرى..ونبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم قد جعل الجزيرة العربية كلَّها حصانة جغرافية لعقيدة الإسلام..لا يجتمع فيها مع الإسلام دينٌ آخر لقوله صلى الله عليه وسلم (لا يجتمع في أرض الجزيرة دينان).أمَّا خارج الجزيرة العربية..فها هي معابد غير المسلمين تجاور وتطاول مساجد المسلمين في جميع بلدان المسلمين..بل إن الخليفة الراشد سيدنا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عندما دخل مدينة القدس طلب إليه كبير أساقفتها (صفرينيوس) أن يصلي في كنيسة القيامة..فرفض قائلاً:"أخشى أن يتخذها المسلمون مسجداً من بعدي"مما يؤكد حرص المسلمين على معابد غير المسلمين وعدم انتهاك حرمتها..بل إن الطوائف المسيحية اصطلحت فيما بينها على أن يكون مفتاح كنيسة القيامة بيد أحد المسلمين..بعد أن اختلفوا على شرف حوزة مفتاحها..ولا يزال حتى يومنا هذا مفتاح كنيسة القيامة بيد أبناء إحدى العائلات المسلمة في القدس..ومن جهة أخرى فشعب المملكة العربية السعودية كلُّه مسلم ولله الحمد..والإسلام شرط أساس لجنسية المواطن السعودي..وبهذا لا يوجد شخص واحد من أهل السعودية يدين بغير الإسلام..أما الفئات غير المسلمة الوافدة إلى المملكة فهي قادمة بعقود عمل لأزمنة محددة تشترط احترام قوانين وتقاليد السعودية..ومنها ألا تبنى معابد لغير المسلمين على أرضها..وهذا يعني أن المتعاقد غير المسلم حسب العقد هو في خيار..أما وقد وقّع عقده فعليه أن يلتزم بما وقَّع عليه..وخلاصة القول:أنَّ قرار عدم السماح ببناء معابد لغير المسلمين على أرض المملكة العربية السعودية يقوم على المبررات التالية:
1 ـ مبرِّرٌ ديني مبني على نص شرعي لا يملك أحد مخالفته.
2 ـ مبرر اجتماعي لعدم وجود مواطن واحد يدين بغير الإسلام.
3 ـ مبرر قانوني لوجود عقود عمل مشروطة بهذا الشأن.