التشيع الرافضي اتجاه طائفي تكفيري متطرف

التشيع الرافضي اتجاه طائفي تكفيري متطرف

يحرض على العداوة والبغضاء وهدر الدماء

وإزهاق الأرواح واستباحة الأعراض والأموال

محمد شركي

[email protected]

يقوم الاتجاه الشيعي الرافضي على  أساس عصبية طائفية  ترتزق بموضوع أو قضية آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم . ونظرا للطابع الطائفي لهذا الاتجاه فإنه ظل عبر التاريخ الإسلامي الطويل منبوذا ومرفوضا لدى عموم المسلمين الشيء الذي كان يضطر أصحابه إلى ما يعرف بالتقية  ، وهي  شكل من أشكال السرية . ودرج هذا الاتجاه الطائفي  في فترات تاريخية  بين الحين والآخر على ترك التقية ، والكشف عن طائفيته كما هو الشأن في الوقت الراهن بعد أن مهد لذلك الغزو الغربي للعراق الذي منح هذا الاتجاه الطائفي الفرصة للخروج من سريته  وتقيته للإعلان عن قيام كيانه  امتدادا للكيان الرافضي في إيران وهو كيان مر هو  الآخر بمرحلة التقية والسرية  قبل أن  يغتنم الفرصة لإعلال  قيام دولته الطائفية  التي أخذت على عاتقها قرار الانتشار والتوسع في الوطن العربي  والإسلامي ونشر التشيع فيه من خلال العناصر التابعة لها إيديولوجيا . وتعتمد الدولة الطائفية في إيران سياسة نشر إيديولوجيتها باستخدام المواطنين الأصليين في  البلاد العربية والإسلامية  والذين تتولى تمويلهم المادي والإيديولوجي . ويستغل الاتجاه الشيعي الرافضي الطائفي  موضوع أو قضية آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال ادعاء أحقيتهم بالحكم بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام . ومع أن القرآن الكريم صريح في الإشارة الواضحة إلى طبيعة الحكم في الإسلام  والقائم على أساس الشورى فإن الاتجاه الشيعي يصر على أن الحكم في الإسلام خاص بآل البيت في شكل ولاية وإمامة مستمرة إلى قيام الساعة. ومن أجل إثبات ذلك يلجأ هذا الاتجاه إلى تأويل نصوص القرآن الكريم ويلوي بأعناق آياته ، ويختلق ويضع أحاديث تنسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي واضحة الوضع قد فصل فيها أهل العلم بالحديث منذ القدم انطلاقا من أسانيدها الفاسدة التي لا تخرج من دائرة  المرجعية الطائفية المكشوفة . ويلغي أصحاب هذا الاتجاه الطائفي رصيدا ضخما من الأحاديث النبوية الشريفة مقابل الرفع من قيمة أحاديث واضحة الوضع والتلفيق من قبيل  ما يعرف  بحديث غدير خم  أو حديث الكساء ، وهما حديثان يعتبران عند الرافضة أدلة  قطعية لإثبات  تصورهم واعتقادهم لطبيعة الحكم بعد وفاة رسول الإسلام عليه الصلاة  والسلام . ففي الحديثين زعم بأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى لابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالحكم بعده ، علما بأنه لا يوجد في غير حديثي  الغدير والكساء ما يدل على ذلك، ولا يوجد في كتاب الله عز وجل  شيء من ذلك ، لهذا يتعسف الرافضة في تأويل بعض آياته  لتناسب  توجه الغدير  والكساء .  ومعلوم أن حديث الغدير متهافت ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الحجيج في عرفات  في حجة الوداع  وهي أنسب ظرف للتصريح لابن عمه بالحكم بعده لو كان يريد ذلك إلا أن الرافضة يزعمون كذبا  أنه فعل ذلك عندما قفل راجعا من الحج في غدير خم بعد انصراف  الحجيج إلى قبائلهم  وأمصارهم . وحديث الكساء بالصيغة التي  يرويها الرافضة  متهافت أيضا حيث يزعم واضعوه أن الله عز وجل حين دخل علي  وابناه الحسن والحسين  وزوجه فاطمة الزهراء  رضي الله عنهم  تحت كساء النبي  صلى الله عليه وسلم قال لأمين الوحي جبريل عليه السلام إني ما خلقت الكون  بما فيه إلا لهؤلاء ، وأن جبريل عليه السلام استأذنه للدخول معهم  تحت الكساء ليصير بدوره من آل البيت البشر وهو ملك كريم . وفي هذا الحديث تفوح رائحة الوضع والتلفيق  حيث  يزعم من وضعه أن النبي  صلى الله عليه وسلم  قد خاطب  الحسين رضي الله عنه بقوله : " يا شفيع الأمة " وخاطب  عليا  بقوله : " يا وصيي ويا خليفتي ويا أمير المؤمنين "  وينسب الواضع للنبي  ذكر عبارة " شيعتنا "  وتكفي المقارنة بين صيغة الحديث في كتب السنة  وصيغته في مراجع الشيعة ليتضح الوضع والتلفيق  حيث ينسب الخطاب  الطائفي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو النبي الرسول  المبعوث للعالمين  ، وهو فوق كل طائفية .ويتضمن حديث الكساء وحديث الغدير التحريض الواضح من خلال الإشارة إلى أن كل من لا يقول  بمقولة ولاية وإمامة علي بن أبي طالب رضي الله عنه يعتبر مبغضا لآل البيت ، ويستوجب اللعنة والتكفير ومن ثم  يستباح دمه  وعرضه وماله . ومقابل تكفير من لا يقول بالإمامة والولاية يعتبر من يقول بها من الشيعة المقربين المبشرين بالجنة والذين تقضى حوائجهم  وتنفس كرباتهم بمجرد  حضور مجلس يذكر فيه حديث الكساء .  وهكذا يتم العبث بعواطف العوام والسذج فيستدرجون إلى الطائفية المقيتة ، ويزين لهم بغض وكراهية من ليس منهم ، ويحرضون على تكفير غيرهم واستباحة دمائهم وأعراضهم وأموالهم . ويحرص الرافضة على جعل مقتل سبط النبي الحسين رضي الله عنه حدثا لا يغادر ماضويته ليظل الجرح نازفا  والحقد شديدا  ، والتفكير في الانتقام دائما ومتواصلا . ويربط الرافضة  بين الماضي والحاضر  فيصورون خصومهم اليوم  كخصوم آل البيت قديما حسب زعمهم . فكل من لا يعتقد اعتقادهم في الإمامة والولاية والغديرية والكسائية هو على شاكلة مغتصبي  الخلافة حسب زعمهم وهم الخلفاء الراشدون الثلاثة أبو بكر  وعمر وعثمان رضي الله عنهم ، كما أن كل من لا يوافقهم  في أهوائهم هو على شاكلة معاوية  رضي الله عنه وابنه يزيد . ويصير التاريخ عند الرافضة متوقفا في فترة زمنية معينة لا يتجاوزها ، وهو يعيد نفسه  في زماننا وفي كل زمان . ولا زالت مشروعية الولاية والإمامة قائمة  ما دام صاحبها الثاني عشر في ترتيب الأئمة مرفوعا  في السماء والرافضة ينتظرون نزوله وفرجه ليملأ الأرض عدلا  حسب اعتقادهم ، وقد نزلوه منزلة المسيح عليه السلام كما يشير إلى ذلك الحديث النبوي الشريف بل يجعلون المسيح عليه السلام تابعا للإمام المرفوع يأتمر بأوامره الشيء الذي يكشف عن اعتقاد الرافضة  الزائف بأن الإمامة والولاية فوق النبوة ، ولا يجدون حرجا في القول بأن عمر النبوة  كان 23 سنة بينما عمر الولاية  والإمامة ممتد إلى قيام الساعة وأن النبوة ما جاءت إلا ممهدة للولاية والإمامة . و الرافضة يبكون  الحسين رضي الله عنه  وينوحون عليه  ويشقون الجيوب ويلطمون الخدود ويضربون الصدور  ويشجون ويدمون الرؤوس وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ولم يأمر به القرآن الكريم ولو جازت النياحة والبكاء في دين الله عز وجل لكان الأنبياء صلوات الله عليهم أولى بأن يبكى عليهم ويناح  ويلطم وقد أشار الوحي إلى مقتل عدد منهم . ولو جاز بكاء الشهداء لبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه حمزة سيد الشهداء كما وصفه عليه السلام  وللطم  وناح  وشق  وضرب  وشج وأدمى. ومن تهافت اعتقاد الرافضة أنهم ينوحون  على الحسين رضي الله عنه وهو شهيد وقد حسم القرآن الكريم في أمر الشهداء الأحياء عند ربهم يرزقون ، فكيف يناح على حي عند ربه يرزق ؟ وهذا يدل دلالة قاطعة على أن القصد من النياحة عليه هو التحريض  على من لا يقول بالولاية والإمامة ، وتكفيره ولعنه وسبه  وإهدار دمه وعرضه وماله . ومن الارتزاق بولاية وإمامة آل البيت انتقالها منهم إلى الفقهاء الأولياء الذين نصبوا أنفسهم أوصياء عليها حتى ينزل صاحب الأمر ، وبموجب هذه الوصاية نسبوا لأنفسهم العصمة المنسوبة لآل البيت  التي يورثونها لهم حسب زعمهم بسبب نسبهم مع أن العصمة إنما جعلها الله عز وجل للأنبياء والرسل لأنهم قدوة  وإسوة الناس ، ولا يقتدى  بمن لا عصمة له لأنه معرض للخطإ .  وهكذا يستعبد الفقهاء الأولياء  العامة  والسذج الذين يعتقدون بعصمتهم . وباسم هذه العصمة يصدر الفقهاء الأولياء الأوامر إلى هؤلاء العوام  والسذج لكراهية من لا يقول بالولاية  والإمامة وبغضه  وسبه ولعنه  وشتمه وإهدار دمه واستباحة عرضه  وماله . ولقد أدرك المحتل الغربي  الذي احتل العراق  ما في العقيدة الشيعية الرافضية  الطائفية من  خطورة  على وحدة الأمة الإسلامية  فمكن لها  وجاء بزعمائها على ظهر دباباته يوم غزوه  وسلم لهم العراق على طبق من ذهب ، وغض الطرف عن إيران التي كان يزعم أنها عدوه الأكبر  كما أنها كانت تزعم أنه الشيطان الأكبر . وأطلق الغرب يد إيران في الوطن العربي فتدخلت  عسكريا علانية في العراق  وفي سوريا وفي اليمن ، وجيشت أتباع عقيدتها الطائفية في شكل ميليشيات  وعصابات مسلحة تلقن أفكار التكفير والبغضاء  والعداوة ضد من لا يرى رؤيتها ولا يعتقد اعتقادها . وها هو العراق اليوم يشهد تصفية أهل السنة من طرف ما يسمى ميليشيات الحشد الشعبي  وهي عصابات شيعية طائفية حاقدة هجرت أهل السنة من ديارهم وسلبت أموالهم وهتكت أعراضهم وهي تصفية لا تختلف عن التصفية العرقية التي كانت في البوسنة والهرسك أو التي لا زالت في بورما . وآخر ما نقلت وسائل الإعلام أن رافضة العراق منعوا المهجرين السنة من البقاء في  ديارهم ومن دخول بغداد إلا بكفالة ، وبعضهم سيهجر إلى المناطق الكردية حيث يوجد تمييزا عرقيا حاقدا لا يقل عن التمييز الطائفي الشيعي  حقدا . ويعتبر تورط حزب اللات الطائفي اللبناني  في الحرب الدائرة في سوريا بين جيش النظام المستبد والمقاومة الشعبية الثائرة ، وفي العراق أيضا، وهو عبارة عن جبهة متقدمة لدولة إيران الشيعية دليلا على المد الشيعي التكفيري حيث خالف هذا الحزب كل الأعراف التي تحكم الأحزاب السياسية في العالم  فكون دولة داخل الدولة اللبنانية  الرسمية  والشرعية بميليشيات تفوق  الجيش اللبناني عددا وعدة وتقاتل خارج حدود لبنان  متحديا بذلك الإرادة الدولية بذريعة امتلاك سلاح المقاومة ضد الكيان الصهيوني ، وهو سلاح ثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه سلاح لنشر الطائفية  وتكريسها في الوطن العربي . وعلى غرار ميليشيات حزب اللات اللبناني فتحت دولة إيران جبهة متقدمة أخرى في اليمن عن طريق ميليشيات الحوثي التي تعيث فسادا في اليمن عن طريق التحريض الطائفي المقيت . وكرد فعل على تكفيرية الشيعة الرافضة نتجت جماعات تكفيرية مضادة لا تقل دموية وبطشا عن ميليشياتها ، وبعضها مصنوع عمدا صناعة مخابراتية كما هو شأن ما يسمى داعش من أجل تكريس  تقسيم الوطن العربي على أساس  طائفي لخلق المناخ السياسي  المناسب وذلك  للتمكين للكيان الصهيوني الذي لا يستطيع ضمان وجوده واستمراره مع وجود عالم عربي  وإسلامي قوي لهذا  وجد الغرب بزعامة الولايات المتحدة في زرع الفتنة الطائفية سلاحا فعالا لتفتيت الأمة العربية الإسلامية . وتجد الطائفية الشيعية الدعم الكامل  من طرف الغرب  الذي صار يفاوض دولة إيران متزعمة هذه الطائفية  على حساب  توسعها  في الوطن العربي . وتجند دولة إيران أتباعها ممن باعوا ضمائرهم ، واعتنقوا التشيع التكفيري في كل البلاد العربية حيث صار هؤلاء الأتباع يطالبون بما يسمونه حرية المعتقد من أجل السير على نهج حزب اللات اللبناني  وجماعة الحوثي  اليمنية ،وذلك بالخروج من السرية والتقية إلى العلنية . ولقد أثمرت عملية غسل الأدمغة التي تمارسها دولة إيران  عن طريق وكلائها الدينيين في البلاد الغربية حيث توجد الجاليات العربية والمسلمة المهاجرة طلبا للرزق ، و التي تتصيدها مراكز التشيع المأجورة مستغلة ضعف تدينها وتدني مستوياتها الثقافية لاستدراجها نحو التشيع التكفيري . وهكذا بدأت بعض هذه الجاليات تعود إلى أوطانها  وقد غسلت أدمعتها  وشحنت بالفكر الشيعي التكفيري ، وصارت بمثابة طوابير خامسة تخدم دولة إيران وتدفع في اتجاه تحقيق حلمها الشعوبي الفارسي التوسعي في الوطن العربي  . وتعيش هذه الطوابير الخامسة بولاء لدولة إيران متنكرة لانتماءاتها الوطنية ،وهي طوابير تمقت وتبغض أوطناها  ومواطنيها وترى فيهم أعداء  وتتربص بهم الدوائر . ولقد تأكد بما لا يدع مجالا للشك أن التوجه الشيعي الطائفي التكفيري لا يختلف عن التوجهات  العنصرية والعرقية  والطائفية كالصهيونية والنازية  والفاشية  و الصربية  والبورمية و الداعشية.