النظام أنا الدولة, والدولة أنا ... ولؤي حسين أنا الثورة , والثورة أنا

النظام أنا الدولة, والدولة أنا ...

ولؤي حسين أنا الثورة, والثورة أنا!

أحمد الهواس

[email protected]

ليس غريباً أن يكون ردّ لؤي حسين في التسريب (المجتزأ , والكامل) بهذا الأسلوب , فهو لم يتعامل مع الصحفي كـصحفي يسأل عن (قصة إبعاد العلم) بل تعامل معه بمنطق الفوقية , وتقزيم المقابل من خلال استخدام لفظ : ياابني أكثر من مرة , وإنكار ثورة الشباب , وثورة السوريين ككل ,وغلّف ذلك من خلال اتهام (غسان عبود ومؤسسة أورينت بالطائفية) فحقيقة ما تكلم به لؤي حسين , ومنى غانم هو منطق الطائفة الحاكمة المنطق الفوقي , والنظرة الدونية للأكثرية , وهي في الواقع تشكل (الأنا الجمعية للطائفة) وإن استخدام صفة (أوباش) كان توصيفاً لهذه الفئة (السنة) فقد قام بتوظيفها بأنها - أي المنتمين للثورة - تستخدم الشتائم والسباب , في حين أعطى للأقلية التي ينتمي إليها الرقي والحضارة حتى في الخلاف السياسي , فقد وصف مخابرات النظام بالتهذيب , واحترام المعتقل وهو يضرب المثل عن نفسه , واعتقاله لسبع سنوات , وهنا تبرز نظرة لؤي عن الثورة حين قال : هذه الثورة لا تعنيني , لتكمل السيدة غانم أن الثورة سُرقت ..! والتبرير جاهز طبعاً حيث داعش والنصرة وبقية الكتائب الإسلامية , ولكنهما تجاهلا الكتائب الطائفية التي تقتل الشعب السوري ..!

لم يكن لؤي حسين أو تياره ليشكلا ثقلاً في الثورة السورية , لولا التعاطي اللامنطقي من قبل الائتلاف مع هذا المعارض المفترض , حيث نجح لؤي حسين في أن يشكل نصف الثقل كما قال ذلك صراحة , وهي إشارة إلى أن أي ترتيب سياسي ما بعد الأسد فالطائفة ستكون في قمة الاستحقاق السياسي , والعسكري , والأمني , لكن التقية التي يتمتع بها أبناء الطائفة , ومنهم لؤي حسين لم تكن لتشفع له في رفض الوقوف تحت علم الثورة , وهو يسوق أسباب ذلك إلى تعدد الرايات في الثورة , ولكنها كشفت أن ثمة استهتاراً ومراهقة سياسية يتمتع بها رئيس الائتلاف من حيث الفعل أو التبرير , ولكن هذه التقية أسقطها صحفي شاب وبالضربة القاضية من خلال حديث ظن من خلاله لؤي ومنى أنهما يتعاملان مع شاب يحتاج النصح , وأن ما صرحا به لا يعدو من كونه حديثاً مع شاب مخدوع بهذه الثورة , وأن أمراً واحداً يجب أن يعلمه الجميع أن الطائفة مهما قتلت , ومهما أجرمت لابدّ لها أن تحكم أو تستمر بالحكم , ولكن ليس بالضرورة من خلال بشار الأسد , بل امتياز حازت عليه الطائفة , وقبل المجتمع الدولي به على مدار خمسين عاماً .

أما أن يقول :إنه هو الثورة , فمرد ذلك لأمرٍ واحدٍ فقط : الثورة التي يجب أن يعيها السوريون هو قبول الطائفة بتغيير الرأس , ولكن لن تتنازل عن حكم سورية , وهي مرحلة قد تكون مختلفة عن سابقتها في القمع , ولكن التغيير لن يتمَّ إلا من خلال موافقة الطائفة على ترشيح رأس يقود سورية , وهو يدرك أن جنيف ومخرجاته تقول ذلك علانية من خلال الحفاظ على مؤسسات الدولة القمعية , وقيام حكومة موسعة , والتمهيد لحياة سياسية جديدة , باختصار هي تحسين لشروط العبودية , وليس منطق الثورة بهدم القديم بكل مرتكزاته , وإقامة الجديد القائم على الحرية والكرامة والعدل , ودولة المواطنة .

إن الجيش الوطني الذي يتحدث عنه لؤي حسين هو في واقعه يستثني كل من حمل اسما إسلامياً , ويكون عماده جيش النظام , ليتولى مهمة القضاء على هذه الكتائب بذريعة تقبلها واشنطن , وتدعمها تل أبيب , وتشارك بها إيران (محاربة الإرهاب)

من هنا نفهم ماذا يعني لؤي بأنه هو الثورة , وقبل ذلك  بشار الأسد عدّ نفسه هو الدولة , إنه المنطق ذاته الذي يسيطر على الأقلية الحاكمة ..!