إيران تستشعر خطر سقوط دمشق
تقدير موقف:
د. نبيل العتوم
رئيس وحدة الدراسات الإيرانية
في مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية
في معر?ة الحق ضد الباطل، نحن واثقون ان القوی الاجنبیة سوف لن تتم?ن من فرض شروطها علی الشعب السوري. بهذه الكلمات استهل الرئيس الإيراني روحاني لقائه برئیس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام . وأكد روحاني عن يقينه بانتصار الشعب والقوات المسلحة السوریة في حربها ضد الارهابیین وأضاف : الیوم وبعد ٤ سنوات من الصمود والمقاومة فان احلام ومخططات اعداء سوریا قد باءت بالفشل وتبددت بعدما ?انوا یتصورون بانهم قادرون علی احتلال دمشق في غضون اشهر.وأشار إلى أن الشعب السوري بات يعاني من حرب مفروضة من جانب بعض الدول والجماعات الارهابیة، مستنتجا على أن هذا الشعب قادر علی التصدي لجمیع المؤامرات والمخططات عندما یرید ذل?، ?ما استطاع الشعب الایراني من تحقیق النصر في سنوات الدفاع المقدس رغم دعم العدید من الدول لنظام صدام المقبور[1]
لكن ما الذي اختلف الآن ، بعد أن أعلن الرئيس روحاني أمام ضيفه السوري، عن استبعاد تحقيق احلام ومخططات اعداء سوریا باحتلال دمشق في غضون اشهر، وبين المقالات والتحليلات التي تزدحم بها وسائل الاعلام الإيراني ، وتنشغل بمرحلة ما بعد قرب سقوط دمشق، هل لأن روحاني لا يريد أن يدب الذعر في نفس رئیس مجلس الشعب السوري ، فيهرول لبشار الأسد الفاقد للشرعية، ويبلغه بالمعلومات الإيرانية الموثوقة، والتي لا يرقى لها أدنى شك، بحكم ادارتها للشأن السوري برمته ، فيتهاوى النظام على الفور ، دون أن تستكمل إيران استنفاذ توظيف الورقة السورية حتى النهايه، في مفاوضاتها مع الغرب عموما ؛ ومع الولايات المتحدة على وجه الخصوص.
إن ما يجري في سوريا اليوم من تطورات متسارعة خطيرة، لها تبعاتها المخيفة على المنطقة برمتها ، يجب أن يعيد إلى الأذهان وبقوة راسخة تهديدات الجنرال قاسم سليماني عندما هددت الولايات المتحدة الأمريكية بضرب سوريا عسكرياً وحشدت له في البحر الأبيض المتوسط بشكل كبير؛ فجاء الرد الايراني القوة الأكبر في محور المقاومة على لسان الجنرال قاسمي بالقول: "أي جندي أمريكي ينزل من طائرته أو يغادر بارجته الى سوريا عليه أن يحمل تابوته معه"، مؤكداً أن "سوريا خط أحمر، وبلاد الشام هي معراجنا الى السماء وستكون مقبرة الاميركيين"؛ الى جانب رسائل اخرى تم ارسالها لأميركا ، ما دفع بالرئيس الأمريكي باراك أوباما – حسب الزعم الإيراني - للتراجع عن فكرة مهاجمة سوريا عسكرياً. الرسالة – حسب صانع القرار الإيراني - وصلت جيداً الى الادارة الأميركية ؛ فجاء الرد الأمريكي بالتراجع الفوري عن مهاجمة سوريه ؛لأن الأمريكي يعرف جيداً اللغة الايرانية التي لن تطلق التهديدات عن فراغ دون القدرة على التنفيذ ،والتي لديها إمكانيات هائلة لتنفيذها؛ على اعتبار أنها القوة الاقليمية الكبرى بما تملكه من قرار سياسي وقدرة عسكرية ونووية حظيت بها رغم الحظر الدولية المفروض عليها منذ أكثر من ثلاثة عقود ونيف[2]
التطورات التي تجري في سوريا : رؤيه إيرانية
هناك عملية ارباك غير مسبوقه لإيران ، نتيجة للتطورات الدراماتيكية المتسارعة التي تجري على الأرض السوريه ، وقد عزت طهران هذه الأمور ذلك من خلال التركيز على عدد من المتغيرات:
أولها: المؤامرة الكبرى لتقسيم دول المنطقة من خلال المحاولات الغربية لتقسيم المنطقة" فقالت: ما يروج له الاعلام الغربي بشأن تقدم العصابات الارهابية المسلحة في العراق وسوريا يعكس وبوضوح وجود نوايا شريرة للغرب لتنفيذ مخطط مشؤوم في المنطقة. خصوصا وقد قام مؤخرا بارسال الاف الارهابيين من دول اوروبا الى سوريا. وما يؤكد دور الحكومات الغربية في ارسال الارهابيين الى المنطقة، هو ان الارهابيين توجهوا الى سوريا من اوروبا وباذن من السلطات الاوروبية. وفي هذا السياق اشار جون الن ممثل الرئيس الامريكي في الائتلاف ضد "داعش"، الى استعداد بلاده لتقديم الاسناد الجوي للعصابات الارهابية التي تسميها بالجماعات المعتدلة في سوريا. وهو ما يؤكد وجود مؤامرة كبرى لتقسيم دول المنطقة، ووجود نوايا لابتزاز دولها ومطالبتها بتبني نفقات هذه العمليات من جهة، ومن جهة اخرى استمالة باقي العصابات الارهابية لتنقاد الى امريكا وتطلب منها العون[3]
ثانيها: انخراط بعض القوى العظمى في هذه المخطط، ففي مقابل الدور الامريكي لا يمكن إنكار الدور البريطاني، الفرنسي، فلندن وباريس اعلنتا انها بصدد ارسال قواتها الى المنطقة بذريعة تدريب الجماعات المعتدلة ومحاربة العصابات الارهابية. واللافت ان بريطانيا وفرنسا لم تقوما بذلك طيلة ثمانية سنوات من تواجدها في العراق، وحتى خلال انخراطهما في الأزمة الأفغانية، فلماذا تقوم به في سوريه اليوم[4]
ثالثها: تشكيل غرفة عمليات عسكرية في تركيا، تضم تركيا وقطر والسعودية لقيادة العمليات العسكرية في محافظة ادلب بسوريا، ومن ثم تولي توجيه ما يسمى بجيش الفتح وادارة عملياته للسيطرة على مدينة حلب ايضاً.ولاشك ان الهدف الاساس لتركيا في سوريا هو تقسيم هذا البلد خدمة للكيان الصهيوني الى ثلاثة مناطق خاضعة لثلاثة جهات وهي القوات السورية الحكومية، وعصابات داعش الارهابية، وعصابات ما تسمى بجيش الفتح. وبالتالي نستنتج وجود سايكس بيكو جديد في المنطقة، ينص على تقسيم العراق الى ثلاث مناطق وليبيا الى اربع مناطق واليمن ومصر الى منطقتين وسوريا الى عشرات المناطق. لذا فان الدور السوري يعتبر مفتاح الانطلاق لتنفيذ هذه المؤامرة واذا ما نجحت في سوريا ستنتقل الى الاردن ومصر وباقي الدول العربية، وحتى السعودية لم تسلم من المؤامرة. "الخنجر التركي في خارطة المنطقة"[5]
رابعها: سيناريو قرب سقوط دمشق: مؤشرات ذلك حسب الرؤية الإيرانية يكمن في تقدم "العصابات الارهابية" في مدن ادلب ومن ثم مدن تدمر واريحا، وحسب هذه الرؤية الإيرانية فإن سيطرة العصابات الارهابية على هذه المناطق ووقوع كميات كبيرة من السلاح والعتاد بيد هذه العصابات اثار الكثير من التساؤلات لدى الحكومة السورية بشأن اسباب تقدم الارهابيين.وما هو طبيعة الدعم المقدم لها ، حتى تستطيع الوصول إلى هذه المرحلة ؛ الأمر الذي يسهل سقوط دمشق ، إذا لم يتم تدارك الأمر ، والدخول على خط ايجاد استراتيجية عاجلة لمنع سقوط دمشق[6]
خامسها: الدور الذي تضطلع به تركيا وقطر والسعودية للتنسيق بين "العصابات الارهابية" ودعمها ، هذا عدا عن الجهود التي بذلتها لمنع الاقتتال فيما بين العصابات الارهابية . مما سيعزز بقوة مواجهة دمشق أوضاعا استثنائية قد تشكل خطراً عليها وعلى إيران .وفي ضوء التقارير المتوافرة، والتي باتت تشير الى استعداد العصابات الارهابية لمهاجمة العاصمة السورية من كل المحاور ، وقيام تركيا وقطر والسعودية بشراء المزيد من الذمم لبعض المسؤولين المغرر بهم، نستنتج بأن دمشق تواجه اياما عصيبة، ما يحتم على الرئيس السوري اعادة النظر سريعاً في هيكلية الجيش، ومناشدة روسيا للعب دور مؤثر وسريع في سوريا لإجهاض المؤامرة الغربية التركية الصهيونية والتي تشارك فيها الرجعية العربية، وفي خلاف ذلك فإن الخطر قد يقترب من العاصمة السورية، بحيث ان صيف هذا العام سيكون مصيرياً بالنسبة لسوريا والمنطقة[7]
إيران تعلن أولى بنود الخطة " ب" - دروازه جهنم : بوابة جهنم –كرد فعل في حال سقوط دمشق
في معرض الحديث عن قرب سقوط دمشق، واعلان قرب نفاذ صبرها ، بشرت ايران دول المنطقة ، أنها قادرة على إستهداف آبار النفط الخليجية بكل سهولة لما تملكه من قوة صاروخية متطورة وكبيرة، وأن بنك الأهداف سيشمل محطات تحلية المياه في البلدان العربية الخليجية ليموت حكامها وسكانها من العطش خلال أيام معدودة، وتشمل القائمة أيضا إستهدافها لمحطات الطاقة الكهربائية والوقود ، لهذا يجب الكف عن المزيد من التدخل في ما يجري في سوريا لأنه سيجر المنطقة إلى حرب اقليمية شاملة ،وإن حربا مع ايران معناها عودة الدول الخليجية الى مرحلة ما قبل العصر الصناعي ،,وأكدت قدرتها على تدمير البنية التحتية في هذه المشيخات خلال ساعات ، وبذلك لن يجدوا خط اتصال يخاطبونا منه لنوقف عملية تدميرهم .حسب ما تتوعد به إيران[8]
المراجع:
1- جريدة جمهورى اسلامي ، 1/ 6/2015
2- صحيفة ايران ،29/5/2015
3- صحيفة سياست روز، 30 /5/ 2015
4- التلفزيون الإيران ، شبكه يك ، تحليل سياسى امروز، 1/6/2015
5- جريدة جوان، 30/ 5/2015
6- موقع بسيج الإيراني ، 28/ 5/ 2015
7- سوريا الحسم على صعيد القوات المسلحة ، صحيفة قدس ، 28/5/ 2015
8- صحيفة قدس الإيرانية ، 1/ 6/ 2015