الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يذكر الأمة في رمضان بمسئولياتها وموقعها بين الأمم

 

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

يهنئ الامة الاسلامية قادتها وشعوبها بمقدم الشهر الفضيل "رمضان" ويذكرها بواجباتها ومسؤولياتها وموقعها بين الأمم

تستقبل الأمة الاسلامية  شهر رمضان الكريم بكل بهجة وسرور لتنهل من نبعه الصافي عبادة وتقوى وسموا بالأرواح والعقول وتزكية للنفوس والجوارح لتتطهر مما أصابها من أدران وذنوب على امتداد السنة وتتقوى لتنهض وتننصر فتجعل شهر القرآن كما كان في تاريخنا المجيد هو حقاً شهر الفرقان والانتصارات } شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ]{البقرة 185[.

وإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يضم في صفوفه نخبة علماء الأمة، إذ يستقبل هذا الشهر الكريم وهو  ينظر إلى حال أمته من التفرق والتمزق، وتكالب الأعداء وتداعيهم عليها، وما تعاني منه الأمة من المآسي والجوع والعطش والإخراج والنزوح القسري في سوريا والعراق وما أصاب مصر من انقلاب وأحكام بالإعدام والمؤبد بالجملة وتضييق في الحالة المعيشية للمواطنين، وما تفعله الصهاينة ومن يواليهم بإخواننا في الضفة وغزة من الجرائم البشعة والحصار الشديد عليهم، ومع كل ذلك فإن الاتحاد  يستشرف فجراً جديداً لهذه الأمة العظيمة مهما عظمت المصائب والمحن (فإن مع العسر يسراً) ومهما اشتدت الظلمات فإن وراءها فجراً جديداً فتلك سنة الله تتجدد مع هذا الشهر الفضيل وانتصاراتها ولذلك ينتهز الاتحاد هذه الفرصة، ليدعو كل المسلمين في أنحاء العالم الى الدعاء لإخوانهم الممتحنين اينما كانوا وخاصة في مصر، وسوريا وميانمار، أن يجعل هذا الشهر الكريم شهر تمكين لهم ونصر مبين على الظلمة والظالمين والله نسأل أن يغير حالنا الى أحسن حال لتستعيد أمتنا مركز القيادة والريادة والشهادة على الناس كما أراد لها الله ذلك بإذنه تعالى انه سميع مجيب.   

وبهذه المناسبة السعيدة، نتقدم في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأحر التهاني وأطيب الاماني الى الامة الاسلامية ممثلة في قادتها وعلمائها ومفكريها وجميع شعوبها بمكوناتها واطيافها، داعين الله تعالى أن يتقبل منا ومنهم صالح الأعمال وأن يرزقنا في هذا الشهر الكريم حظا وافرا من العبادة والطاعة والرحمة والمغفرة وأن يجعلنا من أهل الكرامة والفوز من العتق والنار.

وعملاً بقوله تعالى << وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين>> فإننا ندعو الأمة الاسلامية قادة وشعوباً الى المبادرة في كل ما يقرب الى الله زلفى ويرفع شأن الأمة ويحقق معاني الرحمة والتعاون بين المسلمين وذلك على سبيل الخصوص:

1-  مضاعفة أعمال الخير والاحسان والإكثار من الطاعات والخيرات والتنافس في مساعدة الفقراء والمحتاجين وصلة الرحم والاغاثة العاجلة للمنكوبين والمشردين وبخاصة في سوريا، والإلحاح في الدعاء  أن يصلح الله حال هذه الأمة حكاما ومحكومين حتى  تتحرر الأراضي المغصوبة والمحتلة وفي مقدمتها فلسطين المباركة والقدس الشريف.

2-   التمسك بقيم ديننا العظيم، وعلى الأخصّ قيم التسامح ونبذ العنف واحترام حقّ الاختلاف والنأي ببيوت الله عن الصراعات السياسية صيانة لحرمتها وهيبتها باعتبارها مقدساً مشتركاً وعاملاً للوحدة والتعاون.

3-  الحرص على التوبة وصفاء النفوس والمصالحة بين الحكومات وشعوبهم، وبين جميع مكونات الشعب حتى تخرج أمتنا الاسلامية في هذا الشهر الفضيل وهي متحدة موحدة قوية عزيزة تتجه نحو البناء وصناعة الحياة والحضارة.

4-  ويطالب الاتحاد العالم الإسلامي إلى الوقوف مع المحتاجين والملهوفين بالبذل والعطاء والإيثار فهذا شهر الجود والخيرات فكان رسول الله أجود من الريح المرسلة في هذا الشهر الفضيل.

وبمنسابة شهر رمضان المعظم فإن الاتحاد يدعو كل أعضائه المنتشرين في كامل الأقطار الاسلامية الى مزيد من الاندماج مع عامة المسلمين واستغلال فرصة هذا الشهر الكريم لعمارة المساجد بحلق العلم والذكر، مساهمة في الارتقاء بالثقافة الشرعية للمسلمين عامة وإلى تنظيم القوافل والانشطة الدعوية وتنشيط دور الاتحاد في أقطارهم.

الله الكريم العظيم نسأله أن يوفق المسلمين الى صيام هذا الشهر وقيامه، وصيانة حرمته العظيمة عند الله، وأن يجعله شهر بر ومرحمة وتمكين للمستضعفين، وقبول للتائبين، وتوفيق للطائعين، وأن يعيده على الأمة الاسلامية بمزيد من العزة والتمكين لدين الله في الارض، ونشر الرحمة بين الناس.

                   < شهر رمضان الذي أنزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان >

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

       الأمين العام                                                                          رئيس الاتحاد

أ.د علي محيي الدين القره داغي                                                 أ.د يوسف القرضاوي