كيف تقرأ كتابا!

نقلها أبو نور القصيمي عن مسودة كتاب للدكتور شادي آل نعمان لم يطبع بعد:

1- كثرة القراءة والاطلاع تُكَوِّن لديك بعد مُدَّة مَلَكَةً نقديَّة تستطيع من خلالها الحكم على أي كتاب في مجال تخصصك من خلال نظرة سريعة في صفحاته. 

2-ليست القراءة مجرد تراكم معرفي للفوائد، التفكير والنقد لما تقرأ هو روح القراءة. 

3- الدارس لذروة ازدهار الحضارة الإسلامية يعلم أن القراءة كانت ركناً رئيسا في ذلك البناء الحضاري، وما كانت لتقوم إلا به.

4- ليس التعلُّم محصورا في مكان دون آخر، فاستغل وقتك أينما كنت، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على تعليم أصحابه في كل وقت ومكان.

5- إذا أردت أن تكون قارئاً حقيقيا اصطحب كتابك معك دائما: في لحظات الانتظار، في زحمة المواصلات، في أوقات الفراغ...

6- المداومة على القراءة تحتاج إلى الهمة والمثابرة والأخذ بالأسباب المعينة على ذلك، كالحرص على مصاحبة أحد أصدقائك المعروفين لديك بهمتهم العالية في القراءة، أو الجلوس في مكتبة ممتلئة بالقراء والباحثين.

7- ينبغي أن تكون القراءة لدينا: أسلوب حياة، نمارسه بشكل يومي ومعتاد.

8- إذا أردتَ أن تقرأ ستقرأ !

فدعك من تلك الأعذار الواهية التي تحاول أن تبرر بها حالك

9- ينبغي على الفرد والأسرة الحرص على تخصيص جزء من دخلهم الشهري لشراء الكتب وتكوين مكتبة في البيت، فحاجتنا إلى الكتاب أعظم من حاجتنا لأي شئ آخر تُنفق عليه أموالنا.

10- امتلك هدفاً، وستجد نفسك غارقًا في القراءة

فمشكلة كثير ممن لا يقرأ أنه لا يمتلك هدفاً لحياته يدفعه نحو القراءة

11- احرص على الاستفادة من أوقات نشاطك الذهني للوصول إلى الحد الأقصى من الانتفاع بما تقرأ، فإذا كنت تشعر بهذا النشاط بعد الفجر احرص على تركيز قراءتك في هذا الوقت وهكذا...

12- احرص على التواجد في مكان مناسب يعينك على التركيز في قراءتك، بعيداً عن الإزعاج وكثرة الأشخاص من حولك..

13- احرص على الجلوس أثناء القراءة بوضعية مناسبة تُعين على بقاء ذهنك نشيطاً.

14- اجعل لنفسك قسطاً من الراحة أثناء قراءتك، فهي تبعد عنك الملل، وتُبقي ذهنك متحفزا لإضافة المزيد من المعلومات.

15- عليك أن تُحدد هدفك من قراءة كتابٍ ما، وبناءً عليه تحدد مدى التركيز الذهني المطلوب بذله في ذلك، فقراءة كتاب للتسلية ليست كقراءة كتاب لدراسته، وقراءة الكتب المرجعية ليست كقراءة الكتب الثانوية وهكذا..

16- ليست العبرة بكثرة القراءة إنما العبرة بحجم الفائدة المُكتسبة من القراءة، ومدى إسهام القراءة في إثراء معارفك و تكوين بُنيتك الفكرية.

17- كثير من الكتب النافعة يجد فيها القارئ قصوراً في جهة معينة، كأن يكون الكتاب نافعاً ومفيداً إلا أن أسلوب الكاتب سيء، في هذه الحالة ينبغي على القارئ التركيز على الجانب الإيجابي في الكتاب، ولا يضيع فوائده للقصور الذي فيه.

18- ينبغي للقارئ الذي يريد تنمية مداركه والانتفاع بما يقرأ على الوجه الأكمل ألا تقف قراءاته عند مستوى معين، بل ينبغي أن يرتقي في قراءته دائماً إلى مستوى أعلى.

19- ابتعد عن التخبط الذي يقع فيه كثير من القراء عند اختيار كتاب لقراءته، فعليك اختيار الكتاب المناسب لك دائما، واحرص على أن تنظر في مقدمته وفهارسه على الأقل قبل شرائه لتتأكد من مدى أهميته لك.

20- عليك أن تفرق بين نوعية الكتب، وتعطي كل نوع حقه المناسب له من القراءة، فبعض الكتب يحتاج القارئ أن يقرأه بتأنِّي ويُعيد قراءته مرارا أحيانا، وبعض الكتب قد يكتفي القارئ بالمرور عليه سريعاً، وبعض الكتب تكون مرجعاً عند الحاجة فقط.

21- ابتعد عن الفوضى في اختيار الموضوع الذي تقرأ فيه، واحرص على التخصص في مجال أو مجالات معينة وركز أكثر قراءاتك فيه، مع تخصيص وقت أقل لباقي مجالات المعرفة.

22- لا تتوقف في قراءتك عند دور المتلقي دائما، بل حاول أن تُشارك المؤلف في التفكير، وتناقشه فيما لم يُقنعك فيه، وتنقده فيما رأيته قد جانب الصواب فيه، فهذا مما يُنمي بُنيتك الفكرية ومَلَكَتَك النقدية.

23- النمو المعرفي هو غاية رئيسية من القراءة، ومعناه أنك كلما قرأت كتاباً فقد وضعت لَبِنَة في بنائك المعرفي، فاحرص وأنت تختار الكتاب التالي أن يُمثل لَبِنة جديدة في هذا البناء، وهكذا.

وطريقة القراءة العشوائية لا تدعم هذا النوع من النمو المعرفي بل تصادمه.

24- ونحن نتكلم على ضرورة عودة الأمة للقراءة، لا نتحدث إلا عن القراءة المُمنهجة المركزة، التي تُكوِّن لدى القارئ مع الوقت بناءً فكرياً خاصًّا، فلا تظن أن (الاقتصار) على الجلوس بالساعات أمام (الفيس بوك) مثلا تتنقل بين المشاركات لقراءتها، أنها خطوة في الطريق الصحيح. 

25- في قراءتك للكتب العلمية التي تحمل أفكاراً مميزة، عليك بعد أن تقطع شوطاً من قراءتك أن تتوقف للتأمل والتفكير فيما قرأت.

26- كثير من الكُتَّاب والمؤلفين يستهدف في كتاباته فئة معينة من القراء، فعليك قبل أن تقتني كتاباً أن تسأل نفسك هل أنا من تلك الفئة التي استهدفها الكاتب؟

27- عليك وأنت تقرأ كتباً في مجالٍ معين أن تحدد مكانة كل كتاب بين باقي الكتب ، حتى تضعه في ترتيبه المناسب من جدول قراءتك، وتستفيد منه الفائدة المرجوة، وإلا لوقعت في عشوائية القراءة.

28- عليك أثناء قراءتك لكتابٍ ما أن تختبر دائماً مدى فهمك واستيعابك للأفكار المطروحة فيه، ومن أفضل الطُرق لتحقيق ذلك أن تضرب أمثلةً من عندك على الأفكار المعروضة في الكتاب.

29-من أفضل الطرق التي تبين لك مدى استيعابك للكتاب الذي تقرؤه أن تحاول أن تصوغ أهم الأفكار والمعلومات التي استفدتها من الكتاب بطريقتك الخاصة.

30- كثير هم القراء الذين يخرجون من قراءتِهم لكتابٍ من الكتب بانطباع واحد، إما سلبي فقط وإما إيجابي فقط، وقليل هم من يملك الحِسّ النقدي الذين يؤهلهم أن يخرجوا من قراءتهم بانطباع مركَّب من الأمرين، فيميزون بين ما هو سلبي وبين ما هوإيجابي في نفس الكتاب، فاحرص أن تكون منهم.

31- في تقييمك للمستوى العلمي لكتابٍ من الكتب : لا تغتر دائماً بشهرة المؤلف! 

أعلمُ أن هذا قد يكون من دواعي التعجُّب لديك!

لكنني سأكررها لك: لا تغتر دائماً بشهرة المؤلف.

32-إذا كان مؤلف الكتاب الذي تقرؤه من ذلك النوع من الكُتَّاب الذين يُكثرون من الاستطرادات ويُغرقون في الإطالة في غير موضعها، فاحذر أن تقع فريسة في مصيدة تلك التفاصيل الكثيرة التي تشتتك عن الأفكار الرئيسية في الكتاب. 

40-احرص على العبارات الذهبية في الكتاب:

فما من فصل في كتاب لمؤلف جيد إلا وثمة عبارة فيه تكاد تُلخِّص لك أهم ما تناوله هذا الفصل، فاحرص على اقتناص هذه العبارات

41- من أجل مزيد من التركيز والسرعة فيما تقرأ : من المُستحسن أن تستخدم إبهامك بوضعه على السطر الذي تقرؤه وتحريكه مع قراءتك.

42- يستطيع المتخصص من خلال النظر في فهرس المصادر والمراجع في آخر الكتاب أن يُحدد مدى اطلاع المؤلف ومدى احتفائه بالمصادر الجادة في موضوع بحثه من عدمه.

43- احرص على تلخيص فوائد كل كتاب تقرؤه وإلا ذهبت قراءتك أدراج الرياح،

ومن طُرق ذلك أن تضع علامة تنبيه بجانب مواضع الفوائد في الكتاب، ثم تنقلها جميعها في صفحة واحدة في أول الكتاب.

44- ما من كتابٍ إلا وقد صنفه مصنفه لبحث موضوع معين، إلا أنه قد يلجأ أحياناً للاستطراد خارج الموضوع، فاحرص على التفريق بين ما كان من أصل موضوع الكتاب -فهو ما ينبغي التركيز عليه دائما- وبين ما هو من قبيل الاستطراد.

45- بعد قراءة عدد من الكتب تتكون لدى القارئ أفكار ورؤى معينة تمثل بناءه المعرفي الخاص، والقارئ الذكي هو الذي يستطيع كلما قرأ كتاباً جديداً أن يوظف الأفكار والمعلومات الجديدة بدمجها في مكانها المناسب (في نفس البناء): فتملأ فراغاً، أو تصحح فكرة سابقة، أو تضيف قيداً لما قد تقرر عنده وهكذا.

لا أن يرتب أفكاره المستقاة من كل كتاب جديد بشكل (منفصل) تماماً عن الآخر، فهذا لن يتكون لديه أيّ بناء معرفي متميز مهما قرأ.

46- سؤال المتخصصين في كل مجال عن أفضل الكتب المصنفة فيه، سيوفر عليك زمناً من البحث.

47- طريقة (السؤال) من الطرق الجيدة لمراجعة أفكار كتابٍ ما، وذلك بأن تضع إلى جانب المواضع الهامة في الكتاب سؤالاً يُعبِّر عن هذا الموضع، 

ثم بعد إنهاء الكتاب تعود إلى تلك الأسئلة وتحاول الإجابة عنها بنفسك، لقياس مدى استيعابك.

48- القراءة المثمرة هي تلك القراءة المركزة الواعية التي تُسهم في إثراء معرفك وفكرك، فليس كل من فتح كتاباً صار قارئًا.

49- من أهم الضوابط التي تضبط لك مدى استيعابك لما قرأت من عدمه: هو تذكر الأفكار الرئيسية لما قرأت، فإذا انتهيت من الكتاب ولم تستطع استحضار تلك الأفكار، فإنك في الواقع لم تقرأ الكتاب!

50 - فرِّق دائما بين الأفكار الرئيسية في الكتاب حيث تحتاج إلى مستوى أعلى من التركيز وغيرها من الأفكار كالأفكار الفرعية والمساندة. 

وسوم: العدد 631