العدوان الأسدي على العراق ثمراته ودلالاته
لماذا : المالكي يشكر وبشار ينكر ؟
زهير سالم*
مرّ عابرا على مراكز صنع القرار السياسي العالمي خبر قيام طيران بشار الأسد بالعدوان المباشر على الأراضي العراقية . لم يتحدث احد عن القانون الدولي ، ولا عن سيادة العراق واختراقها ، كما لم يتوقف أحد عند ثمرات هذا العدوان في بعدها الإنساني ...
وإذا أردنا أن نبدأ الحديث من البعد الإنساني الأخير بوصفنا أبناء أمة واحدة ، وأبناء إنسانية واحدة ابتليت بجيل من القتلة المجرمين يمتد ديموغرافيا من موسكو إلى طهران إلى العراق فالشام فالضاحية الجنوبية في بيروت ، فإن ما أوردته وكالا ت الأنباء يستحق من كل إنسان يملك ضميرا حيا موقفا من الإدانة والاستنكار والتنديد بعصابات القتل التي تحكم سيطرتها اليوم على شعوب مستضعفة لا تجد لها في هذه الغابة التي اسمها المجتمع الدولي من نصير ..
فقد استهدف الطيران الأسدي القاتل والمدمر - حسب الوكالات – الثلاثاء 24 / 6 / 2014 أحياء سكنية خالية من أي وجود مسلح في قضاء القائم الحدودية في إطار مشروع : القتل للقتل الذي يديره الولي الفقيه على هذه الأمة وتنفذه أدواته في دمشق وبغداد ، وقد أسفر العدوان عن سقوط أكثر من خمسين مصابا من المدنيين العزل الأبرياء ، بين شهيد وجريح ..
وفي يوم الأربعاء 25 / 6 / 2014 استأنف الطيارون الأسديون القتلة المجرمون غاراتهم على قضاء البعاج في محافظة نينوى ، مستهدفين المجلس البلدي للمدينة ، حيث يظن في العادة تواجد بعض المقاومين ، ولكن الصواريخ الغبي مطلقوها أخطأت كما يقول أهل المنطقة الهدف ، وأصابت حيا سكنيا مما أدى إلى استشهاد وجرح أحد عشر مدنيا ...
وبينما توجه نوري المالكي إلى شكر نظيره في القتل والإجرام بشار الأسد على مساعدته على قتل العراقيين فإن الثاني قد أنكر وأصر على الإنكار ان تكون طائراته قد شاركت في قتل أي مواطن عراقي ..
وظل السؤال حائرا بين المتابعين عن سر ( الشكر والنكر ) ، بين الحليفين اللدودين ؛ والحقيقة هي أنه بينما المالكي يحاول التهويل على اعدائه من أبناء الشعب العراقي وتخويفهم من ملايين المتطوعين الزاحفين عليهم بموجب فتوى المرجعية الشيعية والذين ( سيأكلون هؤلاء الأعداء ) حسب تعبير بعض أنصار ه ، فإن استظهار المالكي بالتدخل الأسدي والتدخل الإيراني والتدخل الأمريكي كل ذلك يأتي في إطار استجماع المالكي بعض أوراق القوة ليرمي بها في وجوه أعدائه لعله يستعيد بعض ماء الوجه الذي فقد كله ...
وفي المقابل فإن بشار الأسد لا يرى له مصلحة أن يعترف أنه يحول سلاح الطيران السوري – الذي هو في الأصل طيران دولة – إلى طيران عصابة لا يقصف ويقتل داخل سورية وحدها ، بل يمتد فعل كل العصابات الطائفية في المنطقة ليضرب حيث يرسم له الولي الفقيه وقاسم سليماني ...
بشار الأسد وعصاباته من القتلة والطيارين المرتزقة الذين ما زالوا يقتلون السوريين منذ بضع سنين يطيب لهم أن يكونوا جنودا أوفياء في مدرسة الولي الفقيه ، ولكن على غير طريقة حسن نصر الله ، طاعة مطلقة ، وجندية مخلصة ، والتزام كامل ولكن على مذهب : لا نحن فعلنا ولا أنتم رايتم : المذهب الذي خبره السوريون من حافظ الأسد منذ سنوات حكمه الأولى : يؤشر إلى اليمين ويذهب إلى الشمال ...
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية