السعودية … الهدف القادم للارهاب الإيراني
هل ستفتح تصريحات خامنئي النارية ضد الرياض ، من خلال تحميلها المسئولية الكاملة عن مقتل الحجاج الإيرانيين بحادثة التدافع في منى . تلك التصريحات التي أكد فيها بأن السعودية ستدفع ثمناً قاسياً وعنيفاً . وكالعادة، سرعان ما تتحرك المؤسسات الثورية عبر القنوات الخفية والعلنية لترجمة خطاب ما أصطلح عليه بالقائد إلى أفعال إرهابية ، كما فعلت سابقاً.
لاتزال حادثة منى تلقي بتداعياتها على الداخل الإيراني ، إذ يشن الاعلام حالة تعبئة غير مسبوقة ضد المملكة العربية السعودية، وهذا يتضح من خلال نشر معلومات مغلوطة ، هدفها تعزيز النزعة الثأرية ضد السعودية ،والمطالبة بتبني سيناريو انتقامي ، يعكس نوايا إيران الحقيقية ، حيث من المؤكد أن ولي الفقيه قد وجه أجهزة الدولة للقيام بالاعداد لعمل إرهابي نوعي ضد السعودية .
فبصرف النظر عن محاولات إيران المتكررة التنصل من ممارستها للإرهاب ، إلا أن المؤكد أنها تشكل إستراتيجية تلجأ لها لإخضاع أو لنقل تصفية الحسابات مع خصومها ، وما محاولة إغتيال سفير السعودية بواشنطن في اكتوبر 2011 ، إلا محاولة من ضمن المحاولات المتكررة . إذاً هو ارهاب مقدس بفتوى تخرج دوماً بتوجيه من تحت العباءة الدينية ، ويمثل إمتدادا لتقاليد لاهوتية غارقة في الظلاميات العمياء ، حيث أبدعت دولة ولاية الفقيه في توظيف سلاح الإرهاب لتصفية الحسابات مع الخصوم ؛ لا سيما السعوديه .
إن فلسفة الارهاب التي يتبناها نظام الملالي تستمد جذورها من خلال المقاربة التي باتت تعتمد عليها باعتماد العنف المقدس كوسيلة أساسية لمواجهة الخصوم، واتباع فكرة الموالاة والبراءة ، وتوظيف الايمان بالغيبيات والعمل على ترويجها، للنيل من الأعداء ، أما الأهم فهو اعادة تعريف العلاقات الدولية وفق مفهوم صراعي محض ، واعادة بلورة مفهوم جديد في علاقات إيران الاقليمية والدولية وفق مبدأ تخادم الملفات ، وبما يخدم إيران أولاً وأخرًا حتى ولو كان من خلال التوسل بالارهاب .
إن رصد ما ينشرة الإعلام الإيراني ، وتحليل محتوى هذا الخطاب ، يشي بنية إيران -كما عودتنا دوماً -تكرار حماقاتها ، وسلوكها المتهور غير المسئول ، وهذا ما باتت تنتجه الماكينة الإعلامية الإيرانية تباعاً ، والتي توحدت هذه المرة على ضلال ، فيما عرف بمؤامرة مجزرة مشعر منى .
بداية حملت إيران السعودية مسئولية حادثة منى ، ورفضت اتهام الحجاج الإيرانيين ،بالمسئولية عن الحادث “لاشك ان النظام السعودي كشف عن دوره المتعمد في كارثة مشعر منى، فبدلا من الاعراب عن اسفه ومؤاساة المسلمين والدول الاسلامية على الحادث الاليم، انبرى ليوجه من جديد اصابع الاتهام وبكل وقاحة الى ايران الاسلامية باشارته الى ان طهران تسعى لتسييس القضية. وفي الوقت الذي امتنعت الرياض من تزويد وزير الثقافة بتاشيرة الدخول الى الاراضي السعودية والذي كشف عن عدائها السافر لايران الاسلامية وتجسد وبصورة اكثر وضوحا في اتهامات وزير خارجيتها، يستوجب على الاجهزة التنفيذية والقضائية في ايران التحرك واتخاذ قرارات حازمة ضد الرياض ورفع الشكاوي الى المنظمات الحقوقية الدولية. فالسعودية تتحمل المسؤولية كاملة باعتبار ان القانون الدولي يعتبر الدولة المضيفة مسؤولة عن حياة ضيوفها وعليها تقع كامل المسؤولية والخسائر التي لن تعوض، وهذا ما ينصه ايضا البند (ب) من المادة الثانية للجنة حقوق الانسان الخاصة بالمسؤوليات الدولية. فضلا عن ان ايران قد ابرمت مع السعودية قبل اكثر من ۸۰ عاما اتفاقية ضمان امن وسلامة الحجاج الايرانيين”.
وقد حاول الاعلام الإيراني الترويج بداية لاتهام السعودية باستهداف الحجاج الإيرانين دوماً دون سواهم ” إلا أن السلطات السعودية ليس فقط لم تتخذ اية اجراءات احترازية لتلافي مثل هذه الاحداث فحسب، بل انها كانت دوما تحمل الحجاج مسؤولية الاحداث من خلال اتهامهم بالجهل، او عدم الانضباط. كذلك فإن الأعوام السابقة شهدت احداثاً مروعة كبرى كمهاجمة عناصر النظام السعودي للحجاج الايرانيين في مراسم البراءة من المشركين والحرائق وانهيار الجسور. مما حول مواسم الحج الى هاجس ومصدر قلق وخوف للحجاج وذويهم بسبب تكرار هذه الكوارث، وغياب اي ضمان حقيقي بعودة هؤلاء او بعضهم سالمين الى بلدانهم بعد اداء فريضتهم. وعجزها عن ادارة هذه المراسم، فمدينة كربلاء المقدسة استقبلت العام الماضي قرابة عشرين مليون شخص، رغم قلة الامكانيات، دون ان تقع ادنى حادثة، ما يعني انه في ظل وجود الادارة الصحيحة لن تقع ادنى مشكلة”.
أفرد الإعلام الإيراني مساحات شاسعة لشهادات الحجيج بمختلف جنسياتهم ،والتي جاءت بالصوت والصورة ، من خلال الصحف وقنوات التلفزيون الإيرانية ، حيث حمّلت السعودية كامل المسؤولية في وقوع هذه المجزرة التي لا يمكن لهم أن يتنصلوا عنها أبداً لأنها باتت في حكم الجريمة الانسانية المتعمدة التي يعاقب عليها القانون الدولي، لذلك يجب تقديم المسؤولين في هذا البلد للمحاكم الدولية لينالوا عقابهم العادل”
كذلك إختلق الإعلام الإيراني فبركات إعلان الحكومة السعودية اعترفت ضمناً عن مسؤوليتها عن الحادث من خلال اعتقال واقالة كبار الضباط ووزير الحج السعودي وغيرهم من المسؤولين. وأبرز هذا الإعلام أخباراً أن أوساطاً سعودية معارضة عليمة اكدت حالة التعمد التي رافقت هذه العملية، لذلك فانها طالبت بإجراء تحقيق وعلى مستوى دولي لمعرفة تفاصيل المجزرة. ولو لم يكن الحادث عفوياً وغير متعمد لما رفضت السعودية التحقيق في هذا الأمر، وكذلك ركز الإعلام الإيراني على معلومة ما أصدره وزير الداخلية السعودي بإخفاء الافلام والصور التي توثق المجزرة لكي لا تقع بلاده تحت طائلة الاتهام بقتل حجاج بيت الله الحرام. إضافة لذلك فإن السلطات السعودية، هي المسؤولة الاولى عن الحادث المروع الذي راح فيه أكثر من ألف من ضيوف الرحمن، بسبب حصر الكم الهائل من الحجاج في زاوية ضيقة وبوابة صغيرة في منطقة رمي الجمرات ، الأمر الذي سبب هذا التدافع ووقوع الكارثة. كما ان النقص الواضح في عناصر الدفاع المدني وفرق الاغاثة كان له الدور الفاعل في عدم تمكنهم من انقاذ الحجاج واغاثتهم، باعتبار هذه الفرق فعالة ومهمتها تقديم الخدمات السريعة للزائرين. واتهام إيران بأن انشغال القوات السعودية في الكثير من المناطق كالعدوان على اليمن او التواجد في البحرين والانشغال في التدخل في الازمات بسوريا والعراق، قد شكل فراغاً كبيراً في العملية الأمنية، ما يعني أن السلطات السعودية كانت على علم بذلك، وحتى أنها متعمدة في عدم توفير العناصر الكافية لخدمة الحجاج، لتجعل من موسم الحج مصدر قلق جاد للمسلمين.
وتساءل الاعلام الإيراني ماذا تريد السعوديه من المماطلة المتعمدة في اخفاء المفقودين وعدم تسهيل نقل جثث الحجاج الى بلدانهم والتلاعب بمشاعر آلاف العوائل الايرانية وغير الايرانية التي فقدت حجاجها في هذه المجزرة المروعة. ,وإتهام السعودية بأنها تلعب بالنار، وعليهم تحمل تبعات هذه اللعبة الخطيرة التي إن استمرت ستهدم بيوتهم ولن يبقى لهم أثر. واذا كان في نية السعودية استخدام هؤلاء الحجيج ورقة ضاغطة لينجوا بانفسهم من الرمال التي غاصوا فيها في اليمن وسورية والعراق، فهم واهمون لان هذه العملية الفاضحة تعتبر قرصنة مكشوفة ومتعمدة لحجاج بيت الله الحرام وتدخل في خانة الارهاب المرفوض دوليا
وقد ربط الاعلام الإيراني بين حادثة الحجاج وبين الفكر الوهابي ، وإعتباره خطراً يهدد البشرية، ومحاولة تغليف ما جرى للحجاج الإيرانيين ضمن إطار التكفير والقتل ” لاشك أن عدم اهتمام آل سعود بفاجعة مشعر منى يؤكد أن هذا النظام يعتمد سياسة الانتقام والنيل من الدول الاسلامية خصوصاً ايران الاسلامية التي باتت شامخة بين دول المنطقة، فالطبيعة الوحشية الصهيونية المتجسدة في النظام السعودي التكفيري الوهابي تفرض على هذا النظام ان يعتبر المسلمين كافرين الا من اعتقد بالمذهب الوهابي التكفيري، وطبقاً لفتاوى الوهابية فإن من لا يعتقد بهذا المذهب الوهابي كافر ومهدور الدم. لذا فانه ولمواجهة مثل هذا التفكير الخطر لابد من تنوير مسلمي المنطقة بحقيقة الوهابية التي تعتبر عدوة للسنة والشيعة معاً. لذا فإن كارثة مشعر منى اوجدت فرصة كبيرة لتحرك العالم وتسخير كل الآليات المتاحة وخصوصاً الاعلام لكشف خطر النظام السعودي على العالم. فهذا النظام وبمعية الصهاينة يشكلان خطراً كبيراً على العالم، ولا هم لهم سوى قلع جذور الاسلام وتدمير البلدان الاسلامية واستنزاف قواهم، لذا فان على الدول الاسلامية اتخاذ اجراءات سريعة لعزل هذا النظام وطرد سفرائه من البلاد الاسلامية” .
كذلك صور الاعلام الإيراني أن ما حدث هو تكرار لمخطط عقدة إستهداف الشيعة وإستهداف آل البيت ومزارتهم ، وهو ما لن تسمح إيران باستمراره ” لن تتوقف عمليات القتل لحظة واحدة. لأن النظام السعودي يعتبر قتل الشيعي مباح لديه حسب الاعتقاد الوهابي المنحرف، وأن طريقة تعاطي النظام السعودي مع مقتل اكثر من ۲۰۰۰ حاج في منى يأتي في هذا السياق. ولو سنحت الفرصة لشيوخ الوهابية لهدموا المسجد النبوي الشريف، كما فعلوا في السابق بهدمهم لقبور الائمة من ال رسول الله (عليهم السلام) في البقيع، وتأكيداً على ما سبق ركزت وسائل الاعلام الإيرانية على أن قيام السعوديه بتدمير كافة الاثار الاسلامية في مكة والمدينة ، والقيام بتشييد الابراج حول الكعبة للمساس بحرمتها وهدم قبور ائمة اهل البيت (عليهم السلام) في البقيع، لن يهمها ان يُقتل الالاف من الحجاج دفعة واحدة، لتوتير اوضاع العالم الاسلامي بأي شكل من الاشكال خدمة للكيان الصهيوني، ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، فقد إستغل الاعلام الإيراني هذه الحادثة للتذكير بوجود مؤامرة عالمية لذبح الشيعة .” أن النظام السعودي لن يهمه في الاساس ما يقتل من الحجاج،”ستعرف الأجيال القادمة جيدا بأن النظام الذي لم يعر ادنى اهمية لمقتل المسلمين في البحرين واليمن والعراق وسوريا ومواطنيه في القطيف والاحساء، لا يمكن أن يتوقع منه الاهتمام والتألم لمقتل آلاف الحجاج سواء جراء سقوط الرافعة في الحرم المكي او مأساة مشعر منى”. وكل ما يهم هذا النظام هو انهاء قضية الحج ومحو كل الشعائر والمظاهر الاسلامية خدمة للغرب ، وقد جاء مقتل الحجاج الايرانيين على يد القوات السعودية في مراسم البراءة من المشركين بسبب عدم تحمل هذا النظام لشعارات الحجاج المعادية للغرب “.
وبناء على ما سبق خص الإعلام الإيراني تصريحات علي خامنئي بما يعرف بالرد القاسي والعنيف بتغطية إعلامية واسعة ، وتحليلات عن طبيعة الرد المرتقب من إيران ضد السعوديه ” إن إیران کانت على وشك الانتقال الى مرحلة جدیدة في التعامل مع السعودیة، لردعها عن هذه الممارسات الشاذة، بعد أن فشلت جمیع الوسائل الدبلوماسیة التي اعتمدتها طهران للکشف عن مصیر حجاجها القتلى والمفقودین” ، وأنه من الخطأ الاعتقاد بأن ما قامت به السعودیة من اجراءات تحت ضغط خطاب قائد الثورة ، هو تعاون سعودي یمکن أن یفضي إلى انفراجة في الأزمة الناشبة بین البلدین. فالسعودیة مطالبة بالکشف عن الأسباب الحقیقیة التي أدت الى وقوع کارثة منى؛ هذا اذا أضفنا الى ذلك ما قیل عن وجود عوارض لا تنتج عن حالات التدافع، بل بسبب التسمم، کحالات فقدان الذاکرة، کما أکدت بعض المصادر الطبیة؛ ولذلك من مصلحة السعودیة، الکشف عن حقیقة ما وقع، قبل أن یقع ما لا تتوقعه، ، هذا عدا عن تأكيد بعض وسائل الإعلام الإيرانية عن وجود معلومات استخباراتية موثوقة تؤكد اختطاف السعودية لعدد من الحجاج الإيرانيين ، وزجهم في السجون تمهيداً للتحقيق معهم ، للحصول على معلومات ، وإعتبار كل ما جرى مؤامرة حاكتها أجهزة المخابرات السعودية بالتعاون مع الغربية .
من جانب أخر أكد الاعلام الإيراني على أهمية تدويل الحرمين ، والتمهيد لذلك أولاً بتغيير آلية الحج ” تاكيد خامنئي بأن على الحكومة السعودية تحمل المسؤولية، مما يستوجب على الدول الاسلامية الاضطلاع بدور حقيقي لمتابعة هذه القضية وبصورة جادة، وقد بات من الضروري لسلامة الحجاج المسلمین في المستقبل رفع السلطات السعودیة ایدیها عن إدارة شؤون الحج و وضع الحرمین الشریفین تحت وصایة إسلامیة عالمیة تدیرها منظمة العالم الاسلامي تضع آلیة معینة تضمن سلامة الحجاج. ووضع حد لنظام ال سعود الذي يضاعف كل يوم تحرشاته وعنجهيته غير مبال لما يحصل على المسلمين، ويلقي بالتالي باللائمة على الحجاج لتبرئة نفسه” .وتضيف وسائل الاعلام الإيرانية ” الى ان المشكلة لن تنتهي بدفن الاجساد الطاهرة للحجاج الذين استشهدوا في مأساة مشعر منى، بل يجب ان تصبح مقدمة لمهمة بالغة الاهمية لنيل حقوق هؤلاء الحجاج، عبر توفير الأرضية الملائمة لحج سليم في الأعوام القادمة. وان ما اشار اليه رئيس الجمهورية في الامم المتحدة بخصوص قضية الحج وعدم كفاءة السعوديه تعتبر الخطوة الاولى التي يجب ان تتبعها خطوات مهمة أخرى من العالم الاسلامي لاعادة وتجسيد مفهوم حرم الامن الالهي الى مهبط الوحي” .
أما الخطوة الثانية التي تناولها الاعلام الإيراني ، فيتمثل بالتمهيد لتسليم مسؤولية الحج إلى لجنة من الدول الاسلامية ” لاشك ان النظام السعودي قد جرح وبشدة مشاعر العالم الاسلامي، فحجم الكارثة كبير جدا بحيث لو تشكلت لجنة تقصي الحقائق، فانها ستحكم على السعودية بانها غير كفوءة بادارة الحرمين الشريفين وتسلم المسؤولية الى لجنة من الدول الاسلامية لادارة موسم الحج”.” و أن الموقف بات في منتهى الخطورة ولن يتحمل مشاهدة احداث مروعة مرة اخرى واكثر من هذا في البيت الحرام ،وان تكرر هذه الفجائع يحتم على العالم الاسلامي التحرك بصورة جادة والتفكير بحلول جذرية لادارة مراسم الحج واخراجها من ايدي النظام السعودي” .أما الخطوة الثالثة فيتمثل ، بتدويل الحرمين الشريفين على غرار الفاتيكان ، وهو ما كنا قد تناولناه في مقال سابق .
كذلك ركز الاعلام الإيراني بضرورة التوجه للمنظمات الدولية للمطالبة بادانة السعودية ، والحصول على التعويض “مع أن هيكلية مجلس الامن تحتم عليه الدفاع عن مصالح الدول المارقة والحليفة للسعودية وان رفع الشكوى الى مثل هذا المجلس لن يجدي نفعاً إلا أنه يمكن أن يضيف فضيحة أخرى إلى فضائح النظام السعودي. ونظرا لصلاحيات وقدرات محكمة العدل الدولية في مقاضات الأنظمة المقصرة، لذا فان رفع الشكوى من شأنه أن يفرض على هذا النظام دفع الغرامات النقدية ،وتقديم الاعتذارات لذوي الضحايا، لوضع حد لمثل هذا النظام كي لايتجرا مرة أخرى إلى ارتكاب مثل هذه الجرائم والحماقات مرة أخرى.”
د. نبيل العتوم
رئيس وحدة الدراسات الإيرانية
مركز أميه للبحوث والدراسات الاستراتيجية
وسوم: 637