شهداء هيئة علماء المسلمين في القلمون الرحمة ...

المشهد السوري (2-10)

إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

بصمت بل بلامبالاة مرّ بالأمس حادث الاعتداء الآثم على هيئة علماء المسلمين في القلمون .

اعتداء فاجر ظالم لم يكلف أحد في لبنان نفسه عناء الحسم فيه هل تم بقنبلة يدوية أو بدراجة مفخخة أو بحزام ناسف . اعتداء فاجر ظالم أسفر عن مقتل ستة من هيئة علماء المسلمين وجرح قرابة عشرة آخرين .

تصورتُ وأدعوك معي أيها ( الإنسان ) لتتصور لو أن هؤلاء العلماء الخمسة أو الستة الذين عدا عليهم المجرمون الظالمون فاستهدفوهم فقتلوا منهم وجرحوا كانوا من أتباع أي دين آخر غير دين الإسلام ..

تصورهم مسيحيين ، كاثوليك أو ارثوذكس أو بروتستنات تصورهم موارنة أو أرمن . تصورهم شيعة أو تصورهم دروزا ، أو تصورهم آشوريين تصورهم كلدانيين تصورهم يزيديين أو من الشبك .. تصور وافتح لمخيلتك العنان لتتصور ثم استرسل بالتصور مع ردات الفعل حول العالم تصدر عن الرؤساء الزمنيين ، والمرجعيات الروحية عن رؤساء الحكومات والمنظمات والهيئات والأحزاب والجماعات .. كلها تعلن عن قلقها وخوفها وتحسبها وتعاطفها وإدانتها وشجبها واستنكارها واستعدادها ومبادرتها ..

تصور المنفعلين بالحدث والمنفعلين مع المنفعلين الحالبين في إنائهم ، الخائضين في مخاضاتهم ، الضاربين على سندانهم ...

ونعود للقول ..

تفجير فاجر ظالم نال بالأمس هيئة علماء المسلمين في القلمون التي كان كل جهدها بذل المعروف للصلح بين الناس . لإطلاق سراح 20 أسيرا من الجيش اللبناني . استشهد منها ستة علماء من بينهم الشيخ عثمان منصور رئيس الهيئة ومرّ الحدث كسحابة صيف ، لا تعليق ولا تنديد ولا استنكار ولا قلق ولا حتى دعاء بالرحمة تعود الكثيرون أن يلوكوه مجاملة في المقام ...

تقبلهم الله في الشهداء . وأحسن عزاء أهليهم . وعوض المسلمين في مصيبتهم خيرا ..

وإنا لله وإنا إليه راجعون ..

( وما كنا غائبين )

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية