الثقافة المصرية بين السرقات والغيبوبة
أي مستقبل وأي أحلام ، وأي حلول عندما يسرق أحد المصريين لقب الفائز بالمركز الأول على مستوى العالم في حفظ القرآن الكريم؟ وكذلك تسرق وزارة الشباب مبادرة "أخلاقنا/قيمنا" من صاحبها ولا تذكره؟ وأي ثقافة تلك التي تقوم على سرقة التكريمات ، ولو من كيانات وهمية؟ وأي مستقبل ثقافي ومعظم "الكتبة" يجهلون قواعد اللغة ، ومنهم المدعون الذين لايعرفون موسيقى الشعر ، وبعض العارفين يسرق أو ينحت نصوصا لآخرين؟ أي ثقافة تلك التي يحاول فيهاالأخ سرقة موهبة أخيه أو يشن عليه حربًا بجهله وغيرته؟ أي ريادة مصرية في ذلك اللهم إذا كانت الريادة في الفهلوة وتغييب الآخرين وإلغاء عقولهم قهرًا؟ أي مؤسسة ثقافية تلك التي لا تعتمد فيها الترقيات الإدارية على الكفاءة 'إنما هو النظر إلى الواسطة أو المؤهل العالي الذي أصبح ورقة دون جدوى؟ أي تكريم لهذا الممثل الذي يعتبر ثورة 25 يناير حادثة أدت إلى "الغيبوبة"؟ أي هوية ثقافية تلك التي أصبح فيها الناشرون أكثر من الهم على القلب؟ وهكذا أي ثقافة مصرية تُهان فيها المرأة المصرية ، ويصير الطبيب فيها ضحية التقارير الطبية "المضروبة" والأخطاء المهنية مع سطو بعض أمناء الشرطة؟ أي ثقافة مصرية هذه التي تطرد المبتكرين والمخترعين ، ويخشى فيها أستاذ الجامعة من المبادرة أو طرح رأيه العلمي لأن بعض الأساتذة لا يحتكمون إلى الضمير النقدي؟ أي اعتزاز بمصريتي وأنا أرى السرقات و"الشللية" والثقافة والإعلام والتعليم بأنواعه كلها تخضع لإرضاء المسئول الإداري ، وتقوم على البروباجندا مدفوعة الأجر؟ أي ثقافة تلك التي اعتبر فيها بعضهم أن الحريات والتجديد عبارة عن فوضى ، مع استعمال عناوين/مصطلحات ليس لها علاقة بالتجريب ، وإنما هي قاعدة جديدة لكل أشكال التخريب والتسريب من مختلف المناحي؟ أين المصداقية في تلك المؤتمرات التي تقام برعاية المؤسسة الرسمية سواء في اتحاد الكتاب أو جامعة الدول العربية أو معرض القاهرة للكتاب ، وتكون اللبنة الرئيسية فيها كيانات لا علاقة لها بالثقافة من الأساس؟ أي تعليم هذا الذي يقوم على دفع الطالب مبالغ مالية للمدرس الذي أهانته الدولة ، فأصبح الجميع يبحث عن واجهة ثقافية من خلال سرقة المؤلفات/الأبحاث أو عمل مسابقات لسرقة المؤلفين ، ودور نشر يتحكم فيها أصحاب رؤوس الأموال؟ أي مستقبل لذوي الجوائز والإصدارات دون وجه حق؟ أي لجان ثقافية يمكن الاعتراف بها ، وهي في الأساس تم تشكيلها بناء على العلاقات الشخصية مثل منح التفرغ وإهدار المال العام في كل الجوانب.. مع كل ما سبق وغيره هل الدعوة للسلام المجتمعي يكون لها معنى ؟
وسوم: العدد 655