بلطجة يهودية دولية!
الدولة اليهودية مبنيةعلى الإرهاب معجونة به
اغتيال عمر النايف وصمة عار في جبينهم وجبين المتواطئين معهم!
الدولة الصهيونية المعتدية والمحتلة لفلسطين تأسست على الإرهاب وعلى إجرام عصابات الهاجانا وشتيرن وأرغون والبالماخ وأشباهها ..! وتكون من الإرهابيين القتلة حكومات ووزراء ورؤساء ومسؤولون كان منهم الإرهابيون – من أكابر المجرمين ديفيد بن غوريون ومناحيم بيغن وإسحاق شامير وباراك وجولدا مئير وإيريل شارون ..وغيرهم كثير ..وورثهم جيل من الإرهاببين القتلة والذين لم يتوقفوا عن القتل والإرهاب لحظة واحدة بالرغم من أنهم سوقوا كيانهم على الناس – وخاصة على الضالين الذين دعموهم وشجعوا إرهابهم وسرقتهم لفلسطين من أهلها - ..بالرغم من ادعائهم بأنهم دولة ديمقراطية متحضرة ..وسط نظم وشعوب قمعية متخلفة ..إلخ..ومع ذلك لم يخلعوا ثوب الإرهاب يوما واحدا !!
ولم يكتف الإرهابيون القتلة بممارسة إجرامهم داخل فلسطين .. بل اعتادوا أيضا أن يمارسوا الإجرام والقتل في بلاد كثيرة غير مبالين باختراق ومخالفة الأعراف الدولية والدبلوماسية ..إلخ ! لقد ارتكبوا جرائم كثيرة علنا وبكل صفاقة ولا يستحيون ..كما قتلوا الشقاقي والمبحوح ومن قبل صلاح خلف وخليل الوزير والنجار ..وأحمد ياسين والرنتيسي ..وغيرهم كثير ..والعالم المتحضر ينظر لجرائم هذه العصابات ..ولا يبالي ولا ينكر ..وإذا فعل غيرهم مثل فعلهم أو أقل أقامواعليه الدنيا ولم يقعدوها!!
لقد كان من آخر جرائمهم .. اغتيالهم للمناضل الفلسطيني عمر النايف في بلغاريا داخل ما يسمى بالسفارة الفلسطينية ..وبشكل وحشي بشع .. في جريمة تواطأت معهم فيها – بغير شك – السلطات البلغارية ..و[سلطة أوسلو- دايتون الفلسطينية الفتحاوية ]- عبر سفارتها في بلغاريا !
لا نريد أن نتتبع التحقيق في الموضوع .. فالحقاتق مكشوفة كالشمس .. وقد قالها المدعو سفير فلسطين [ المذبوح – وليته كان كذلك بالفعل هو المذبوح بدلا من عمر النايف – وسيكون] ..قال – فض فوه وفو وزيره ورئيسه!: الموساد معهم مفاتيح السفارة !!
من أعطاهم نسخا منها؟ وبالتأكيد كل سفاراتكم كذلك..ولا ندري لماذا يفتتحون سفارات يصرفون عليها مبالغ باهظة ..بينما ممكن أن يقوم مكتب من 3 موظفين بكل الأعمال القنصلية التي تقوم بها سفاراتهم التي يتولاها [شلة من الفاسدين اللصوص العملاء] إلا من
رحم الله ..وكله باسم الشعب الفلسطيني وعلى حسابه ومن أقواته ومما [ يشحدون باسمه] من هنا وهناك..
..وباختصار ..إن هذه الجريمة لا يمكن أن تغطى ..ويتجاهل فاعلوها والمتواطئون معهم ..ولا بد من العقاب – ولو بعد حين -!
ويكفينا هنا أن نعرض ما كتبه أحد الفلسطينيين المغتربين الغيورين ..الدكتور أحمد محيسن المقيم في برلين.. فقد أفاد وأجاد – في مقال له بعنوان :
(اغتيال عمر النايف بصقة في وجه الدبلوماسية الفلسطينية
يا للخزي ويا للعار قتلوا النايف وسط الدار)
د. احمد محيسن ـ برلين
الإخ الشهيد عمر النايف هو أحد مناضلي ومقاومي أبناء الشعب الفلسطيني.. عاش حرا أبيا .. رافضا للذل والهوان.. ورافضا التعايش مع قطعان المستوطنين في الوطن المغتصب.. وقد اعتقلته قوات الإحتلال عام 1986 لمشاركته في تنفيذ عملية تصفية مستوطن في مدينة القدس حسب ادعاء الإحتلال.. وحكم عليه بالسجن المؤبد.. وقد تمكن من الفرار من السجن عام .. 1990 بعد أن بقي خلف القضبان مدة أربع سنوات.. ليكون بعد ذلك حرا.. وقد وصل أخيرا إلى بلغاريا وعاش فيها أكثر من عشرين عاما.. حيث كون أسرة.. وله ثلاثة أبناء..!
وقبل عدة أشهر.. قامت سلطات الإحتلال بتوجيه طلب للسلطات البلغارية بتسليمهم المناضل عمر النايف حسب الإتفاقيات الأمنية المبرمة بين بلغاريا ودولة الإحتلال.. باعتباره فارا من السجن .. حيث رفض الشهيد عمر النايف أن يمتثل لتنفيذ هذا الطلب المخزي.. وما كان منه إلا أن يلجأ لسفارة فلسطين في بلغاريا للإحتماء بها من جريمة ستنفذ حتما بحقه.. وتقوم السلطات البلغارية بتسليمه للإحتلال من خلال حكومتها اليمينية الأشد ولاء لدولة الإحتلال.. كي يعاد لسجون الإحتلال ومعتقلاته..!
إن قضية الشهيد عمر النايف هي عنوان لقضية شعب يقاوم الإحتلال.. فهو الشاب الفلسطيني المناضل الذي بقي على العهد محافظا.. وهوالذي لم يرتكب جريمة جزائية ليسلم للعدالة الدولية.. بل مارس حقه في مقاومة المحتل كبقية شعوب الأرض التي تحررت من ظلم وجبروت الإحتلال بالمقاومة.. وليس بتبادل القبل والأخذ بالأحضان.. وإن كان بد من تسليم الجناة للعدالة الدولية.. فالأحرى بهم القبض على ساسة الإحتلال وجنرالات جيشه وأجهزته الإرهابية...!
لقد إعتقد الشهيد المغدور عمر النايف ابن جنين البطلة.. بأنه سيكون في مأمن بدخوله بيت فلسطين.. الذي من المفترض بأنه آمن.. ويتمتع بالحصانة الدبلوماسية.. وذلك حسب الأعراف والمواثيق الدولية المرعية.. واعتقد الشهيد عمر النايف بأنه سيلاقي في سفارة فلسطين كل الترحاب والرعاية والحماية والإسناد .. إلا أنه وحسب كل التقارير والشهادات والإفادات التي وردت من عائلته وأصدقائه تفيد.. بأن الشهيد عمر النايف لم يكن مرحبا به في سفارة بلده فلسطين للأسف الشديد.. وهو الذي دفع زهرة شبابه وربيع عمره.. مكافحا مناضلا مشردا لاجئا مبعدا.. من أجل حرية وعروبة فلسطين وشعبها.. ومن أجل أن يرفع علم فلسطين عاليا في بلغاريا وغيرها من العواصم في العالم .. ولكي يوجد من أبناء شعبه المخلصين من يجلس على كرسي السفير في سفارة فلسطين في أي مكان في العالم .. ويملأ مكانه ويقدر قدسيته.. ويدافع عن حقوقه ويشرح للعالم همومه ويطالب بحقوقه.. وقد دفع شعبنا ثمن ذلك دما وتشردا ومعاناة...!
وسمعنا ما ورد على لسان شقيقه.. وعلى لسان زوجته أيضا.. بأن الشهيد عمر النايف قد تعرض لضغوط كبيرة من طاقم السفارة الفلسطينية في صوفيا منذ اليوم الأول الذي لجأ فيه للسفارة الفلسطينية.. حيث حاولوا إخراجه من السفارة عنوة.. تارة ترهيبا وتارة أخرى ترغيبا بل وبكل الطرق والسبل.. وطلبوا منه أكثر من مرة مغادرة السفارة طواعية دون شوشرة حسب تعبيرهم.. ولم يشكل الطاقم الأمني في السفارة الفلسطينية له أي نوع من الحماية بالمطلق.. وحسب ما ورد من عائلته بأن مسؤولين في السلطة الفلسطينية داخل السفارة في بلغاريا كانوا يمارسون عليه الضغوط .. من أجل تسليم نفسه للسلطات البلغارية وفق ما أسموه ترتيبات خاصة من تحت الطاولة .. وغير مضمونة النتائج.. ورفضها الشهيد عمر حيث قال يجب أن تكون ضمانات علنية مكتوبة...!
ونقل عن شقيقه بأن السفير الفلسطيني في بلغاريا السيد المذبوح كان يقول للشهيد عمر النايف.. سوف يضعون لك السم في الطعام.. وسيقتحمون السفارة لأخذك أو قتلك.. وكان يقول له بأن الطائرة بانتظارك لتعيدك إلى إسرائيل.. وكما ورد على لسان زوجته بأنه قال لها السفير الفلسطيني في بلغاريا السيد المذبوح بأن الإسرائيليين يملكون مفاتيح السفارة ويستطيعون دخولها في كل وقت وعمل ما يريدونه..!
فكيف سيقيم شعبنا مثل هذه التصريحات والتصرفات.. ومن سيحاسب السفير المذبوح وطاقمه على هذه التصرفات ..؟!
لقد حملت كل قطاعات الشعب الفلسطيني ومؤسساته أجهزة الموساد الإسرائيلي مسؤلية جريمة اغتيال المناضل عمر النايف في مقر السفارة الفلسطينية في بلغاريا يوم الجمعة الموافق 26/02/2016 .. لأن هذه الدولة المارقة المتمثلة بدولة الإحتلال.. وهي التي طلبت من بلغاريا تسليمها مناضلا فلسطينيا مقاوما.. وليس لصا
فاسدا جنائيا.. هي أصلا كيانا متمثلا بدولة الإحتلال.. وهي منظومة وكيان لا يقيم وزنا لأي قوانين وماثيق ومعاهدات.. ولا يحترم سيادة الدول ومنظومة الشرعية الدولية.. وهي دولة تمارس إرهاب الدولة المنظم.. فقد نفذت أجهزة دولة الإحتلال عمليات كثيرة من هذا النوع في عواصم دول مختلفة عبر العقود المنصرمة.. ونذكر بالعديد من العواصم الأوروبية التي اغتال فيها الموساد الإسرائيلي قيادات ونشطاء فلسطينين.. ولا يتسع المقام لذكرهم إسما إسما .. رحمهم الله وجعل الجنة مثواهم.. وكذلك في العواصم العربية أيضا مثل بيروت وتونس قامت أجهزة دولة الإحتلال الصهيوني بتنفيذ اغتيالات ضد قادة فلسطينيين بارزين.. إضافة لاستمرار الإغتيالات الإسرائيلية اليومية لأبناء شعبنا المنتفضين ضد الإحتلال.. ولقادة ونشطاء فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وفي قطاع غزة.. وهي القوات الإحتلالية التي لا تنكر ذلك أصلا . فهي نفس الماكينة الإرهابية المجرمة.. وهي نفس الرؤوس المدبرة والمخططة لتلك العمليات الإجرامية...!
نعم إن المجرم القاتل للشهيد عمر النايف هو الموساد الصهيوني.. ولا نشك في ذلك لحظة واحدة.. ولكن أن يقتل المناضل عمر النايف في بلغاريا في داخل السفارة الفلسطينية وبهذه الطريقة البشعة.. دون أن توفر له السفارة الحماية اللازمة.. فهذه سابقة خطيرة.. وهذا يعني أن السفير والسفارة والسلطة يتحملون مسؤلية اغتياله.. ويحتاج الأمر لتحقيق فعلي حقيقي من أبناء شعبنا.. من أناس مخلصين متخصصين.. على أن يكونوا خارج أطر السلطة.. ويدعو الحدث الجلل لتحمل المسؤلية...!
إن عملية اغتيال المناضل الفلسطيني عمر النايف داخل السفارة الفلسطينية في بلغاريا.. مع دخول الإنتفاضة الباسلة شهرها السادس.. لهي وصمة خزي وعار وهي أعظم من بصقة في وجه الدبلوماسية الفلسطينية بكل أركانها...!
لقد نزلت جريمة اغتيال المناضل الفلسطيني عمر النايف.. داخل مقر السفارة الفلسطينية في بلغاريا.. على أبناء شعبنا كالصاعقة وبات الجمع مذهولا.. وذلك بعد تحصنه لأكثر من ثلاثة أشهر بداخلها خوفا من قيام السلطات البلغارية بتسليمه للسلطات الإسرائيلية التي تطالب به.. وهي تعد سابقة خطيرة من نوعها كونها حصلت داخل غرف وصالونات السفارة الفلسطينية في بلغاريا.. دون أن يجد الرعاية والحماية هناك وهو المناضل الأسير الفلسطيني المحرر .. وهو المطارد من قبل أجهزة الإحتلال منذ نحو 25 عاما...!
إن تنفيذ جريمة القتل للشهيد عمر داخل السفارة الفلسطينينة لهو دليل واضح على حجم الإستهتار بقضية المناضل عمر النايف من قبل القائمين على رعاية السفارة وتأمينها وتشغيلها وصيانة حصانتها وحرمتها.. ويدلل أيضا على حجم فساد معظم السفارات الفلسطينية .. مستثنيين بذلك القلة القليلة من السفارات ممن رحم ربي ..!
إن فساد السفارات الذي لم يعد سرا على أحد وأصبح مستشريا.. ويتم تداوله بين أبناء شعبنا الفلسطيني .. يدل على حجم الفوضى الأمنية والسياسية الفلسطينية.. وعلى المهزلة التي تعتريها.. وعلى حجم الخلل البنيوي في الخارجية الفلسطينية...!
إن جريمة اغتيال الشهيد عمر النايف في سفارة فلسطين في بلغاريا.. تدل على أن ما يحدث في سفاراتنا في أوروبا وغيرها.. يحتاج لمراجعة ولوقفة تمحيصية من أبناء شعبنا المخلصين أمام فعل السفراء والعاملين والموظفين ورجال الأمن فيها.. ونحتاج إلى دراسة تفصيلة عن هؤلاء الذين يمثلون قضية شعبنا المقدسة في العواصم .. كيف وصولوا هولاء سفراء الصدفة إلى الجلوس على مقاعد السفراء في سفارات فلسطين.. سفارات مخضبة بدماء الشهداء الياسر وابو جهاد والياسين والشقاقي والرنتيسي وأبو علي مصطفى وعمر القاسم.. ويطرح بقوة اليوم السؤال الذي يتداوله أبناء شعبنا في الشارع الفلسطيني.. هل وصل التنسيق الأمني المقدس إلى أروقة السفارات الفلسطينية.. لكي يلاحق المناضل الفلسطيني ليس في الوطن المحتل فحسب.. بل في المنافي والشتات والإبعاد واللجوء..؟!
نعم إن شعبنا يحمل العدو الصهيوني وكيانه وأجهزته مسؤلية هذه الجريمة النكراء .. كما ولا نعفي الدولة المضيفة بلغاريا من تحمل مسؤليتها بتأمين الأمن والحماية للبعثات الدبلوماسية والسفارات.. وذلك حسب كل الاعراف والقوانين الدولية ...!
وكذلك العين على السلطة الفلسطينية ممثلة برئيس السلطة محمود عباس.. ووزير خارجيته رياض المالكي.. وممثلة بطاقم السفارة الفلسطينية في بلغاريا.. بصفتها الجهة المسؤولة عن حياة المناضل عمر النايف.. وباعتبار السفارة أرض فلسطينية ذات سيادة حسب ما يدعون .. ويجب عليهم حمايتها.. وهم جميعا ممن يتحملون مسؤولية اغتيال الشهيد عمر النايف.. لأن الشهيد عمر النايف من المفترض أنه كان تحت رعايتهم وفي حمايتهم.. وهم يدركون بأنه طلب الحماية من السفارة.. لأنه كان ملاحقا من أجهزة الإحتلال الإسرائيلي المختلفة...!
لقد عشنا من اللحظة الأولى الإرتباك الواضح في تصريحات السلطة وضبابية روايات السفير الفلسطيني في بلغاريا السيد المذبوح وتخبطه حول عملية اغتيال الشهيد عمر النايف.. مرة يدعون بأن الشهيد عمر النايف قد اغتيل داخل مقر السفارة.. وأخرى يدعون على لسان السفير المذبوح بأنه قتل في حديقة السفارة.. ومرة يقولون بأنه فارق الحياة وهو في طريقه إلى المستشفى.. وأخرى يدعون بأنه قد انتحر وقفز من الطابق الثالث.. رغم وجود طابقين فقط في السفارة ..؟!
قطعت ألسنتكم.. وشلت كل أعضائكم.. هكذا أتى رد شعبنا على من ادعى بأن الشهيد عمر النايف قد انتحر.. فهم لم يتذوقوا حلاوة وطعم النضال والتضحية من أجل الوطن.. وهم من قفز إلينا بالبراشوتات بطرق مفضوحة.. ليتبوأوا مناصب قيادية في مؤسسات الشعب الفلسطيني .. وهم لا يمتون للشعور بحجم مسؤليتها بصلة.. هؤلاء
أهل التنظير للمشاطئة مع العدو الصهيوني.. وهم من يستسلمون للتعايش مع كل ظروف الإحتلال.. وتحط طائراتهم من العواصم الأوروبية في مطار بنغوريون ...!
فهذا الشهيد عمر النايف الذي قضى السنوات العديدة في سجون الإحتلال.. وخاض معركة الأمعاء الخاوية وانتصر على سجانيه.. وتنقل بين العديد من العواصم مكرها.. وعاش مشردا ملاحقا مطاردا بعيدا عن وطنه وعائلته وأحبته.. إلى أن وجد في بلغاريا ملاذا آمنا له.. وعاش شامخا مرفوع الرأس عزيزا كريما.. لم يستجدي أحدا ولم يمد يده الطاهرة لأحد من أهل السلطة.. كل ذلك الوضع المأساوي من معاناة وألم وقهر عاشه الأخ الشهيد عمر النايف ولم يدفعه لليأس ولا للإنتحار.. بل زاده ذلك إصرارا وشموخا على مواصلة النضال من أجل حرية فلسطين.. ولأنه تذوق طعم حلاوة التضحية من أجل الكرامة .. ولأنه يؤمن بأن النصر قادم لا محالة .. ولأنه يعرف بأن الله اختار شعبنا ليدافع عن شرف مقدساته وأمته.. فمن يدعي انتحار الشهيد البطل من جوقة المطبلين والمزمرين.. سحيجة وراقصين.. هم يريدون تشويه صورة المناضل الفلسطيني بشكل عام.. ويريدون اغتيال الشهيد عمر النايف مرة أخرى.. بل ويريدون اغتيال النضال الفلسطيني برمته.. بطريقة قذرة.. تنتج وتحضر وتصنع في المطابخ الصهيونية.. للنيل من عزيمة المقاوم الفلسطيني وكسر إرادته .. هم يلعبون الدور المكمل لدور الإحتلال .. دورا مدفوع الأجر..!
عداك عن تحريم ديننا الحنيف للإنتحار.. فشعبنا العربي الفلسطيني هو بفطرته وعقيدته وعاداته وتقاليده وتربيته وسلوكه ينبذ ويحرم الإنتحار وثقافته.. ولا يمكن أن يقبل مثل هذه النظريات السوقية الهابطة... وكل إناء بما فيه ينضح...!
لقد مل شعبنا من سماع تلك الأصوات النشاز.. أهل الإسطوانات المشروخة والليالي الحمراء والبضاعة الكاسدة المفضوحة.. وهم قاع المجتمع.. يسحجون للباطل.. ويدافعون عن ظلم.. ويبررون وقوعه ويقبلون صاغرين بإفرازاته ونتائجه.. ويلبسونه ثوب التزوير والتحريف ليبدوا براقا.. كل ذلك من أجل مكسب مادي أو جهوي.. عشاق الإصطفاف على الصراف الآلي بأي ثمن .. ولأنهم يعرفون تماما.. بأن بقائهم مرهون ببقاء الوضع القائم على ما هو عليه .. وهم لا يدركون بأن بقاء الحال من المحال ...!
لقد ثبت بالوجه القاطع ومن خلال متابعات أصدقاء الشهيد عمر النايف .. ومن خلال ما ورد في بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ذات الصلة.. بأن المناضل عمر النايف قد اغتيل عن طريق ذبحه بالسكاكين والأدوات الحادة .. وقد تعرض لضرب الجمجمة داخل السفارة الفلسطينية في بلغاريا.. دون وجود أي علامات خلع أو كسر في أبوابها أو زجاج نوافذها.. حيث تم إعدام الشهيد النايف داخل السفارة الفلسطينية في بلغاريا بطريقة إحترافية مع سبق الإصرار والترصد والتخطيط والتربص.. حيث تصريحات الذين شاهدوا جثة الشهيد المغدور عمر النايف من أصدقائه ورفاقه.. كلهم
قالوا بأنهم شاهدوا آثار ضرب حول العينين والجبين.. مما يدل على قتله من قبل مأجورين متخصصين ومحترفين...!
إن جريمة اغتيال المناضل عمر النايف في السفارة الفلسطينية في بلغاريا.. تعد جريمة جزائية دولية.. ويجب رفعها بطلب رسمي فلسطيني لمحكمة الجنايات الدولية.. للتحقيق في عملية الإغتيال.. وتقديم قادة الإحتلال الذين اعترفوا بارتكاب هذه الجريمة باعتبارها جريمة حرب.. واعتداء على الحصانة الدبلوماسية للسفارة الفلسطينية...!
وقد أراد الإحتلال في عملية اغتيال الشهيد عمر النايف توجيه عدة رسائل في مختلف الإتجاهات.. رسالة من الإحتلال لمجتمع دولة الإحتلال.. مفادها بأن من يعتدي عليكم سيدفع حياته ثمنا لذلك.. ولو بعد حين .. وستطاله أيدينا في أي مكان كان.. فعليكم ان تطمئنوا وتهنؤا وتأمنوا.. فمهما فعلتم لن يجرؤ بعد اليوم أن يمسسكم أحد بسوء.. ومن يفعل ذلك سينال عقابه.. فنحن الأقوى ونحن الأقدر ونحن من يضع قوانين اللعبة...!
ورسالة للمقاومين الفلسطينيين.. بأن أيدينا ستطالكم أينما كُنتُم وفي أي بقعة من بقاع الأرض...!
بل ورسالة لكل فلسطيني يفكر بمقاومة الإحتلال.. ليقولوا له بأن من يمس بِنَا سيلقى حتفه أينما كان وسنطاله ولو بعد حين...!
ورسالة للسلطة الفلسطينية.. بأن لا تعتقدوا أنكم اصبحتم بسفارات ودبلوماسية وسيادة.. فنحن من يملك السيادة ونحن قادرون على دخول غرف نومكم...!
ورسالة لفلسطينيي الشتات والمهجر والمنافي.. بأنكم لستم بمأمن من عقابنا حتى لو كُنتُم فيما يسمى سفارات فلسطين.. فهي لن تكون لكم ملاذا آمنا.. فلا يفكر أحدكم بالمساس بِنَا أو التعرض لنا...!
رسالة للرسمية الفلسطينية من سفارات وبعثات وقنصليات في شتى العواصم في العالم.. إياكم والتعاون مع من يُغضبنا ويقاومنا من الفلسطينيين وغيرهم.. فلا تصدقوا أنفسكم بأنكم دبلوماسيين.. ولكم حصانة وسيادة..!
ورسالة لدول العالم.. بأن دولة الإحتلال هي فوق القانون الدولي.. وتستطيع أن تصفي جسديا من تشاء على أرض أي دولة كانت.. وفي سفاراتهم دون رادع ودون أن نتحمّل أية مسؤولية...!
هي رسالة لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية التي ما زالت تعتقد انها تتمسك بالمقاومة.. بأنكم لم تعودوا في حساباتنا...!
رسالة للمجتمع الفلسطيني بأن قيادتكم ومنظمتكم وسلطتكم وسفاراتكم لن تنفعكم.. ولن تحميكم ولا سيادة لهم...!
رسالة من الإحتلال مفادها تقوية جناح من يشجب مقاومة المحتل.. ليثبت صحة تنظيرهم بأن لا حل مع الإحتلال بالمقاومة.. بل يكمن الحل فقط بالمفاوضات.. ومفاوضات الى الأبد...!
وهي رسالة من السلطة للمقاومين الفلسطينيين بأن لا تحدثكم نفوسكم بعد اليوم يالإحتماء بسفاراتنا .. وإلا سيكون مصيركم كما شاهدتم من مصير لاقاه الشهيد عمر النايف..!
إن شعبنا الفلسطيني يتسائل .. كيف تمت عملية وصول يد الغدر إلى داخل السفارة الفلسطينية في بلغاريا.. لتطال مناضلا ضحى من أجل عروبة فلسطين .. فأين كان السفير الفلسطيني من تحمل مسؤلياته من تلك الجريمة.. وماذا عن أمن السفارة وحرس السفارة.. ولماذا لم تشكل خلية أزمة حقيقية على مدار الساعة في السفارة حماية للمناضل عمر النايف..؟!
وشعبنا يتسائل أيضا.. لماذا لم توفر السفارة الفلسطينية في بلغاريا الحماية اللازمة للأسير المحرر المناضل عمر النايف.. ولماذا تركوه وحده في الميدان يواجه مصيره..؟!
ولماذا لم تطلب السفارة الفلسطينية في بلغاريا من السلطات البلغارية رسميا تأمين الأمن والحماية للمناضل الشهيد عمر النايف.. سيما وأن تهديدات الإحتلال له كانت علنية..؟!
ولماذا كان من السهل دخول سفارة بلد تمتلك تحصينات أمنية وحصانة دبلوماسية حسب الأعراف الدولية.. دون أن تكسر زجاجة نافذة أو يتم خلغ قفل لباب أو أي ما يدلل على عملية اقتحام بالقوة للسفارة .. وهي سفارة فلسطين التي تقع في العاصمة البلغارية صوفيا.. ودفع شعبنا الشهداء من أجل إعلاء كلمة فلسطين ورفع علمها في العواصم الدولية لتكون سفارة تمثل كل الشعب الفلسطيني وتحمل همه ..؟!
إن شعبنا يتسائل .. لماذا لم تعمل السفارة الفلسطينية على تأمين البديل لحماية الشهيد عمر النايف.. ولم تحرك ساكنا في هذا الإتجاه .. طالما أنها لا تستطيع حمايته..؟!
ولماذا أبقته في السفارة لديها إذا.. دون طرح البدائل الممكنة وهي من كان باستطاعتها أن تتحرك على أكثر من صعيد ولم تفعل ذلك..؟!
إن عملية اغتيال الأسير المحرر عمر النايف.. تعد بمثابة بالون اختبار.. أطلقه الإحتلال لجس النبض.. ورصد ردات الفعل الفلسطينية والدولية.. وهي تشكل رسالة للأسرى المحررين الذين خرجوا من السجون الإسرائيلية رغم أنف الإحتلال.. بأنكم لستم في مأمن أينما حللتم وكيفما ارتحلتم...!
إن شعبنا الفلسطيني يتسائل .. هل تورطت أجهزة أمنية فلسطينية مع الموساد الإسرائيلي وعناصر أمن بلغارية في ارتكاب جريمة اغتيال المناضل عمر النايف..ليتمكنوا من تنفيذ جريمتهم في عتمة الليل في السفارة الفلسطينية...؟!
وهل يعد تشكيل لجنة تحقيق في حادث اغتيال الشهيد عمر النايف من قبل السلطة هو بمثابة ذر للرماد في العيون.. وإعطاء جرعة من المسكنات لامتصاص الغضب الجماهيري .. وهل ستكون هذه اللجنة مثل العديد من اللجان التي شكلت وتشكل.. كما هي لجنة التحقيق في كشف ملابسات استشهاد القائد الراحل أبو عمار.. التي تبخر أثرها ولم نعد نسمع عنها أو منها أي خبر ..؟!
إن نجاح عملية اغتيال المناضل عمر النايف داخل السفارة الفلسطينية في بلغاريا ستفتح قريحة الإحتلال على فعل المزيد من هذه العمليات ضد مناضلين شعبنا...!
إن عدم توفر الحماية للمواطنين الفلسطينيين في السفارة في بلغاريا يعتبر استهتارا بحياة الفلسطينيين.. وإفلاس للسلطة الفلسطينية الملبدة بالفساد الإداري والمالي والأخلاقي.. فهم بعصا الأجهزة الأمنية المتعددة في الوطن المحتل .. هم أسود على المعلمين والأساتذة المضربين من أجل تلبية حقوقهم المشروعة.. وهم يستبسلون في قمع أبناء شعبنا ممن يرقع الصوت عاليا في وجه الفساد.. استدعاءات واعتقالات وقمع للمظاهرات وتنكيل واعتداء جسدي وتهديدات وصلت مكاتب القادة لبعض الفصائل ورموز العمل الموطني.. وآخر تنكيل تم بالسيد بسام زكارنة والدكتور عبد الستار قاسم والسيدة الدكتورة نجاة أبو بكر عضو البرلمان الفلسطيني المنتخبة من الشعب.. والتي تدفع ثمن مطاردة الفاسدين بالكلمة.. تدفع ثمن ذلك محاصرتها في مقر التشريعي وإرباك أسرتها وذويها وهي مهددة بالإعتقال.. ولم تشفع لها عضويتها في مركزية فتح بيت لحم من التهديد بالإعتقال والمثول أمام النائب العام المعين أصلا من أعضاء المجلس التشريعي أمثال الدكتورة نجاة أبو بكر..!
خلاصة القول بأن هذه السلطة بكل أركانها أصبحت تنوب عن الإحتلال في تحمل مسؤلياته .. وبقائها يشكل غطاء للإحتلال في تنفيذ مخططاته التوسعية واستمرار عدوانه على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.. ويجب العودة إلى صيغة منطمة التحرير الفلسطينية التي يجب إعادة تشكيلها على أسس ديمقراطية لتضم الكل الفلسطيني.. وتنطلق بمؤسساتها نحو التحرير والعودة.. ومعضلة شعبنا هي ليست في رئاسة السيد محمود عباس فحسب.. بل هي تكمن محوريا بمن يلتف حوله ويزينون له طريق
الضلال .. وهم قلة .. يحظون بدعم الإحتلال بكل الوسائل .. ويصارعون الكون والكائنات من أجل البقاء..!
ونختم بقولنا واهم الإحتلال إن كان يعتقد أن ظلمه وجبروته وبطشه سيثنينا عن مقاومته حتى التحرير والعودة .. وهذا هو شعبنا العربي الفلسطيني يواصل التضحيات منذ بزوغ فجر التاريخ .. وها هي انتفاضته المجديدة الممتدة على مدى أكثر من ستة اشهر تقاوم الدبابة والبارودة بكل السبل المتاحة.. وإن شعبنا المقاوم لن يغفر هذه الجريمة البشعة بحق الشهيد عمر النايف.. وأن سياسة الإغتيالات والقتل بدم بارد والإعدامات الميدانية لشبابنا وشاباتنا في الضفة المحتلة .. والعدوان المتواصل على أهلنا ومقدساتنا وأرضنا.. لن يزيدنا إلا إصراراً وعزيمة على مواصلة مسيرة الكفاح حتى التحرير والعودة وكنس الإحتلال ..!
وستبقى فلسطين بأهلها المخلصين منارة حرة عربية أبية...!
وسوم: العدد 659