هل خلقت حواء من ضلع آدم الأعوج
محمد حايك
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لولا الحواء لم تخن أنثى زوجها الدهر}. حاشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول هذا الحديث، ففيه معارضة واضحة للقرآن، فالقرآن لم يقل أن الذي أغوى آدم هو حواء، بل قال أن الذي أغوى كلا من آدم وحواء في الجنة هو الشيطان }وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿19﴾ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴿20﴾ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴿21﴾ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴿22﴾ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿23﴾ قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴿24﴾ قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ﴿25﴾{ سورة الأعراف.
فلماذا كل هذا التهكم على حواء واتهامها بالخيانة ولصق هذه التهم بأحاديث بريء منها الله ورسوله؟
وفي الصحيحين، عن ميسرة الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي أنه قال: {استوصوا بالنساء خيرًا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا}. وفي حديث أخر: {خلقت المرأة من ضلع عوجاء}.
الأحاديث لم تذكر أن حواء خلقت من ضلع آدم، بل ذكرت أنها خلقت من ضلع عوجاء. ويمكن فهم معنى هذه الأحاديث بطريقة أخرى، ولا أجزم بها، وهو أن كلاً من الذكر والأنثى قد خلقا من حيوان منوي وبويضة، وكل من الحيوان المنوي والبويضة مشكلان من ضلع معوج حوله، فالشكل الخارجي لهما مفلطح أي أضلاعه غير مستقيمة. وبهذا المعنى فإن الرجل والمرأة مخلوقان من شيء له ضلع أعوج. هذا مجرد رأي من عندي، والعلم عند الله. أما القول بأن حواء خلقت من ضلع أعوج من القفص الصدري العظمي لآدم، فهذا راي لا يستساغ، بل ليس له ما يؤيده سواء من القرآن أو السنة.