على المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية الاضطلاع بمسؤولية حماية الملة والدين
على المجلس العلمي الأعلى
والمجالس العلمية المحلية
الاضطلاع بمسؤولية حماية الملة والدين
محمد شركي
من نعم الله عز وجل على هذا البلد الأمين نعمة إمارة المؤمنين الحامية لحمى الملة والدين والتي انتدبت لهذه المهمة وزارة وصية على الشأن الديني لها مجلس علمي أعلى ومجالس علمية محلية . والمغرب ولله الحمد يعرف استقرارا وأمنا روحيين في الوقت الذي تعرف بلدان عربية وإسلامية انزلاقات روحية خطيرة. والمغرب يحسد على وضعية استقراره الروحي ، وهو مستهدف بسبب ذلك . ويحاول بعض خصومه تحريك طوابيرهم الخامسة من أجل استدراج فئات من الشباب المغرر به لاعتناق المذاهب المنحرفة والضالة المضلة . ومن هؤلاء الخصوم دولة إيران الشيعية التي تحاول غزو البلدان العربية السنية عن طريق عناصر تعتنق مذهبها لتخلق منهم لوبيات شيعية أو جماعات ضغط تمارس الاستفزاز الروحي من أجل زعزعة استقرار وأمن المغرب الروحيين . ومعلوم أن ظاهرة التشيع التي بدأت تظهر في شمال المغرب سببها عدوى تسربت من بعض دول أوروبا الغربية مثل بلجيكا حيث توجد جالية مغربية من شمال المغرب كانت ضحية استدراج دعاة شيعة يوظفهم ويمولهم النظام الإيراني ،علما بأن الدول الأوروبية المسيحية عقيدة والعلمانية ممارسة مفتوحة الأبواب على مختلف المذاهب الدينية الإسلامية في غياب رعاية دينية للرعايا المسلمين المهاجرين من طرف دولهم الأصلية . وبفعل وضعية الهجرة وبسبب احتكاك الرعايا المسلمين من مختلف الأقطار العربية والإسلامية يتم استدراج مختلف الجنسيات إلى اعتناق مذاهب مخالفة للمذاهب المعتمدة في بلدانهم الأصلية . وبهذه الطريقة استدرج الرعايا المغاربة من شمال المغرب على وجه التحديد لاعتناق المذهب الشيعي الإمامي بعد أن كانوا سنة ، وتم غسل أدمغتهم بافتراءات وأكاذيب تلفق للمذهب السني خصوصا وأن معظمهم مستوياتهم الثقافية جد متواضعة ،ومن السهل النصب عليهم دينيا وإقناعهم بأنهم كانوا على ضلال في فترة انتمائهم السني في بلدهم . ولقد وجد سماسرة إيران المحسوبين على الدين في الدول الغربية ، ومنها بلجيكا كما مر بنا في عاطفة حب المغاربة لآل البيت مطية للتغرير بهم وإقناعهم بأن المذهب السني قد غمط أئمة آل البيت حقهم في الملك والسلطان ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بالإمامة بعده ، وأن خلافة الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم بعده مخالفة لوصيته ومعصية يستحقون بسببها اللعن والشتم . وهكذا استدرج العامة من المهاجرين إلى سب ولعن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم . ومن أساليب استدراج الشباب المهاجر أيضا توظيف حزب اللات اللبناني ، وهو جبهة متقدمة للكيان الإيراني ، الذي استغل مسرحيته الهزلية مع الكيان الصهيوني بخصوص اصراع حول شبر شبعا لجلب تعاطف هؤلاء الشباب الذين يرون فيه جهاز مقاومة حقيقية دون انتباه إلى أنه مجرد ورقة سياسية من أجل ما يسمى مشروع إعادة مجد الإمبراطورية الفارسية التي وضع المسلمون العرب نهاية لها ، وذلك بدوافع شعوبية غير خافية . وعن طريق استغلال عاطفة حب فلسطين ومقدساتها استطاع التيار الشيعي الإمامي استدراج الشباب الناقم على الأنظمة العربية التي يرى أنها مقصرة في تحرير هذه المقدسات إلى اعتناق المذهب الشيعي ومحاولة نشره والدعاية له باعتباره المذهب المقاوم كما نفخ في أدمغتهم . وتحاول بعض العناصر المتشيعة في شمال المغرب الحصول على المشروعية لتمارس نشر المذهب الشيعي الإمامي الإثني عشري تحت شعار حرية العبادة وحرية التعبير، الشيء الذي يعد مساسا بالملة والدين في هذا البلد وهو خط أحمر لا يمكن السماح بتجاوزه . ومما أغرى هذه العناصر بالمطالبة بترخيص لممارسة الطقوس الشيعية علانية ، وهي تمارس لحد الآن بطريقة التقية السرية حصولها على ترخيص للطبع والنشر ، وهي فلتة كان من المفروض ألا تصدر عن الجهة التي أعطته دون مراجعة المجلس العلمي الأعلى الذي من صلاحيته البث في نوع المطبوعات والمنشورات المتعلقة بالشأن الديني الذي هو شأن الأمة المغربية الذي تتولى إمارة المؤمنين حمايته . وتستغل جهات متطرفة أخرى كالسلفية وجود عناصر شيعية إمامية لتنشط بدعوى أنها تواجه انحرافها الديني ، والحقيقة أنها تسوق فكرها المتطرف الذي كان وراء نشوء التيارات المتطرفة العنيفة . وكما أن المتشيعون يدينون بالولاء لدولة إيران الشيعية فإن السلفيون يدينون بالولاء لبعض دول الخليج وتحديدا المملكة العربية السعودية التي تتبنى الفكر السلفي الوهابي وتصدره إلى أقطار عربية أخرى تماما كما تصدر إيران مذهبها الشيعي الإمامي . وهكذا تحاول العناصر الشيعية والسلفية تحويل المغرب إلى ساحة نزال عقدي لتصفية حساباتها السياسية . ويستغل السلفيون العلاقة الجيدة بين المغرب والمملكة العربية السعودية لتسويق سلفيتهم . ومع هذا وذاك يتطاول بعض الأشخاص على القضايا الدينية من خلال كتابات تنشر على الصحف الورقية والرقمية بغرض زعزعة استقرار وأمن المغاربة الديني عن طريق النبش في قضايا قد حسم فيها أهل الحل والعقد منذ قرون من قبيل ما يسمى زواج المتعة على سبيل المثال ، و الذي انبرى لتسويقه مؤخرا أحد خريجي دار الحديث الحسنية على حد زعمه . كما أن بعض الذين يدعون التخصص في بعض المجالات ذات العلاقة بالدين ينشرون بين الحين والآخر مقالات مشبوهة الهدف من ورائها التشويش على عقيدة المغاربة . ولا تقل كتابات العلمانيين عن كتابات المدعين التخصص في الشأن الديني تشويشا على العقيدة . وأمام هذه الاستفزازات المتكررة لا نجد رد فعل للوزارة الوصية على الشأن الديني ، ولا يتحرك المجلس العلمي الأعلى ومجالسه العلمية المحلية لوضع حد لكل تطاول على الملة والدين تحت غطاء حرية التعبير وحرية الاعتقاد وما شابه ذلك . فعلى الوزارة الوصية أن تتولى مراقبة ما ينشر وله علاقة بالدين لمنع كل زعزعة لأمن المواطنين الروحي تماما كما تراقب وزارة الداخلية كل ما يستهدف الأمن العام للوطن والمواطنين.