رسالة إلى فخامة الرئيس محمود عباس بخصوص أزمة الرواتب
رسالة إلى فخامة الرئيس محمود عباس
بخصوص أزمة الرواتب
يسري الغول
فخامة السيد/ محمود عباس (أبو مازن) حفظه الله،،
رئيس دولة فلسطين المُفدّى
تحية الوطن وبعد،،
غزة تتضور جوعاً وتتلظى بنار الحصار
تهديكم غزة بأحيائها ومخيماتها وشوارعها وردهاتها كل الحب والتقدير لجهودكم الوطنية النبيلة التي تبذلونها من أجل الوطن، وتدعو الله بأن يحفظكم ويحقق الحرية والعدالة على أيديكم.
فخامة السيد الرئيس،،
لا يخفى على –فخامتكم- الحالة المأساوية التي يعيشها قطاع غزة خصوصاً بعد الانقسام البغيض. فمن حصار، إلى إغلاق معابر، إلى اعتداءات صهيونية متواترة، إلى انعدام متطلبات الحياة من وقود وكهرباء وغيرها. وما زالت غزة تئن وتئن في انتظار من يغيثها. ولقد رأيتم كيف كانت حالة الإحباط التي يعيشها الشارع كلما صدحت المؤسسات الإعلامية بقرب المصالحة لأنها لم تتحقق على مدار الأعوام السبعة المنصرمة، إلى أن منّ الله على شعبنا بتشكيل حكومة التوافق الأخيرة، والتي رأينا فيها تحقيق الأمن والاستقرار وحرية التنقل ورفع الضيم عن هذا القطاع الذي قدّم دماء كثير من أبنائه ليبقى الوطن عزيزاً كريماً.
وإنني ككاتب وأديب فلسطيني رأيت أن من واجبي أن أكتب لفخامتكم هذه الرسالة أملاً أن تأخذوا فيها بعين الاعتبار، فنحن اليوم نعيش حالة مزرية بسبب أزمة الرواتب التي عطلت معظم مناحي الحياة. وإنني أرجو أن تسيروا قدماً بتحقيق المصالحة وأن تنظروا لجميع موظفي قطاع غزة (موظفي السلطة وحكومة غزة السابقة والمفصولين والعقود وغيرهم) على حد سواء، فكل هؤلاء دماؤهم واحدة وإنسانيتهم واحدة وأرواحهم واحدة، وهم يعيلون أُسراً بحاجة لمأكل ومشرب ومتطلبات حياة أنتم أعلم بظروفها.
واعلموا –فخامتكم- أن أهل غزة وغيرهم يبحثون عن حياة كريمة دون النظر لاختلاف المشاريع والأجندات والأفكار والسياسات التي تمارسها الأحزاب والسلطات، فالاحتياجات الإنسانية والفسيولوجية أحد أهم الأولويات لديهم. ولا ينسى فخامتكم أن الوظائف تجري كل يوم في شتى رقاع العالم، فلا يوقفها حالة انقسام أو احتدام بين أي طرف، ولقد استلم الاحتلال الإسرائيلي موظفي الاستعمار البريطاني كما هم دون أي تغيير، ثم جاءت السلطة واستلمت موظفي الاحتلال وهكذا بالتواتر.
فخامة الرئيس، التاريخ ينتظركم، فكونوا بارقة أمل فيه.
الكاتب والأديب الفلسطيني
يسري عبد الرؤوف الغول
غزة، الثلاثاء الموافق 10 يونيو 2014