نحن أمة الجدل لا أمة العمل
الجدل نهينا عنه ، الفاروق عمر رضي الله عنه يقول ( إذا أراد الله بقوم سوءا منحهم الجدل ، ومنعهم العمل )
عمر بن عبد العزيز قال ( قد أفلح من عُصم من المراء والغضب والطمع )
وقال الأوزاعي ( إذا أراد الله بقوم شرا ألزمهم الجدل ، ومنعهم العمل )
وقال ابو الدراء ( كفى بك إثما أن لا تزال مماريا )
ابن عمر رضي الله عنهما قال ( ولن يصيب رجل حقيقة الإيمان حتى يترك المراء )
وقال محمد بن الحسين ( من صفة الجاهل : الجدل ، والمراء ، والمغالبة )
دعوا المراء فان المراء لا يأتي بخير
دعوا المراء فإن المماري قد تمت خسارته
إن قلنا عن الشيخ النبهاني عظيم في ميدان العمل الاجتماعي ، أخرج في حلب مظاهرة ضخمة ، وضخمة جدا غضبا على صحفي اسمه أبو شلباية غمز بالنبي صلى الله عليه وسلم واعتبره راعيا ليس إلا ، غضب شيخنا محمد النبهان رحمه الله فأغلق حلب كلها ، وسار بنفسه أمام المتظاهرين وهم ألوف مؤلفة ، حتى خاف محافظ حلب ، فرجا الجماهير أن يحضر إليه شيخ المظاهرة ، فأبى إلا أن يستلم أبو شلباية ، وقد صار المجرم في السجن
فيتفلسف بعض الفارغين فيقول ولكن الشيخ صوفي ، لكن فعاله قطني ؟؟
سنة ٥٣ شاع خبر في حلب أن رشدي الكيخيا رئيس مجلس الشعب ينوي إعلان العلمانية في البلاد ، فتجول الشيخ محمد النبهان في موقف مشهود في أسواق حلب ونادى بالناس إذا لم يقتل أحدكم الكيخيا قتلته بنفسي ، فيقول لي أحدهم لكن الشيخ صوفي ، لكن فعاله ماذا أقول ؟؟؟؟
عمر المختار حارب الطليان وهو صوفي ، والمهدي أخرج الانكليز من السودان وهو صوفي ،
ومحمد النبهان طرد زواره وهم المحافظ وقائد شرطة حلب من غرفته لأنهم أساءوا لدينه وعقيدته وهو صوفي ؟؟؟
الجدل قائم اليوم بعد استشهاد البطل زاهر هل هو إخوان أم غير اخوان ، إخوان فكرا لا تنظيما ؟؟
كما تقول البيضة أصل الدجاجة ، أم الدجاجة هي الأصل ؟؟
نحن أمة فارغة نتسلى بالكلام والدردشة ؟؟
هل فكر أحدنا بأن شهيدنا قتل غدرا كيف نتتقم له ؟؟
إن الآلاف من بني بلدته تشاغلوا عن حمل جنازته لمثواها الأخير متعللين بشغللهم وعملهم ؟؟؟
وهم غارقون في الحدائق والمولات ؟؟؟
هل فكر أحدنا لقد ترك الشهيد زوجة ترملت في عز شبابها ومعها طفل صغير سينشأ يتيما ؟؟
إن قال بابا لم يجد هذا البابا ؟؟
هل فكرنا من أين ستعيش هذه الزوجة وهذا الطفل ؟؟
هل فكرنا بمشروع تجاري ينفق دخله على عوائل الشهداء وأطفالهم ؟؟
نحن أمة حكي وكلام ؟؟؟
لافعل ولا عمل ؟؟
وربنا أمرنا بالنهي عن الجدال والعمل فقال ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )
ان الكثير من أبناء البلد وفيهم أغنياء كبار ضنّوا عن تعزية أهل الشهيد بمصابهم ، ولا قدموا هدية لأهل الشهيد ولا لطفله هم نقاد فقط ؟؟؟
أين التنافس في الخيرات ؟؟
قدموا لأبناء الشهداء ؟؟؟
أنت كمسلم مطالب أن تُسمع الأصم برفع صوتك ، مطالب أن تسعى بساقيك مع المستغيث اللهفان ؟؟
نحن أمة حكي لا أمة أفعال ؟؟
نقاد لمن يعمل ، ولا نعمل ؟؟
نحن أمة استمرأنا الاكل الجاهز ، والفكر الجاهز ، والعلك الجاهز ؟؟
نحن نقاد لا فلاسفة ؟؟
نعيش في أبراج عاجية ولا ننزل لأرض الواقع الذي فيه المآسي والآلام والمتاعب والهموم ؟؟
لنعرف كيف يعيش الناس ؟؟
لكن كل منا يقول أسالك يارب نفسي ؟؟
كما في يوم القيامة كل منا ينادي نفسي نفسي ؟؟
( يوم يفر المرء من أخيه ٣٤ وأمه وأبيه ٣٥ وصاحبته وبنيه ٣٦ لكل امرئ منهم يؤمئذ شأن يغنيه ٣٧ ) عبس
كان الشيخ مصطفى السباعي يحاضر في مركز الإخوان بشارع اسكندرون بحلب ، وكان مما قاله :
( يارسول الله لسنا من أمتك إن لم نعمل لمجد يتصل بك سببه ، وبشريعتك نسبه )
ونزل من على المنبر والعرق يتصبب منه ، وكان في الحاضرين الشيخ محمد النبهان ، تقدم للمصافحة وشكره على مابذل ، فما كان من الشيخ السباعي وهو النائب المرموق ومرشح لوزارة إلا أن صافح الشيخ النبهاني وقبّل يده ، أي والله قبّل يده ، وأكد لي ذلك شاهد عيان صادق ، السباعي العظيم يقبل يد الشيخ العظيم ، ولاغرابة أن يقبل بطل يد بطل ،
زاهر طلب الموت في مظانه في حلب ، وحوصر في صلاح الدين فخرج زاحفا من بين الالغام والمجرمين ، ومات شهيد غدرا وخيانة ، فكروا كيف سنكرم زوجته ، وكيف سنرعى ولده ، وأولاد كل الشهداء ؟؟؟
نفكر هل إخوان أم لا ؟؟
هبوه كان بعثيا ، وصار صوفيا ؟؟؟
وأنا أعرف الناس به أقول كان إخوانيا للعظم
ياناس ؟؟ ياناس ؟؟ فكروا بزوجات الشهداء ، فكروا بأولادهم ، مات الأب من أجلكم فما واجبكم نحو أسرته ؟؟
كفى جدلا أيها الفارغون ؟؟
أروا الله من أنفسكم خيرا ، تسابقوا لفعل الخيرات ، واقلوا الجدل وأكثروا العمل
عليكم بالعمل العمل لأن الله سيرى عملكم ورسوله والمؤمنون
أخيرا ...
نحن أمة نلهو ونلعب ،
وصدق فينا قول المتنبي :
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
بابا الفاتيكان وصل إلى اللاجئين ونحن هذا صوفي ؟؟ وهذا اخوان ؟؟
نحن أمة نلهو ونلعب ..
بينما قوات الغزو الفارسي والروسي وأحفاد القرامطة تستميت للغزو على ريف حلب الجنوبي
حسبنا الله ونعم الوكيل .
والله أكبر والعاقبة للمتقين
وسوم: العدد 667