كيف سننظر للذين يهنئون بشار الأسد على فوزه
مهما تكن ذرائعهم ؟!
زهير سالم*
بشار الأسد ليس شخصا . بشار الأسد نهج . بشار الأسد هو الظالم المستبد الفاسد الذي سرق بقوة الدبابة قرار شعبنا ، وعمل من فوقها على كسر إرادته ، وأصر على إخراجه من الحياة فأذل وظلم أولا ولما ثار شعبنا عليه طلبا لحريته ودفاعا عن كرامته اغتصب وقتل ودمر ..
بشار الأسد في هذا العالم ليس وحيدا ، وإن يكن بالنسبة إلينا ، هو الأكثر توحشا ، لبشار الأسد في هذا العالم أشباه ونظائركثر . كلهم بالنسبة لشعوبهم هم بشار الأسد بكل ما يعنيه هذا من ظلم وظلام ...
نتابع على الساحة العربية والدولية أشخاصا غير قليل ، يتوزعون على كل خطوط الطول يقفون في طابور تقديم التحية والتجلة لبشار الأسد ولكل منهم معاذيره وذرائعه ، حتى لو كانت ذريعة أحدهم أن يحصل على سيارة أكثر حداثة إرضاء لغرور زوجته أو تلبية لتطلعات أولاده ..
يعرف هؤلاء دائما كيف يبطنون ذرائعهم الشخصية الصغيرة بل الحقيرة بعناوين كبيرة تتحدث عن قضايا الأمة ومصالحها العليا في محاولة تضعك دائما أمام إعجاز قوله تعالى ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ).
لنا أن نتصور كيف يظهر هؤلاء في مرآة أم قتل بشار الأسد ولدها ، أو طفل قتل بشار الأسد والده ، بل في مرآة حرة حصان انتهك بشار الأسد عرضها ..
" عبد الفتاح السيسي " بشار الشعب المصري الذي ، سرق قرار الشعب المصري ، ووأد ثورته ، وهو يذهب في عناد إلى كسر إرادته ، وقتل شبابه وبناته وزيف في انتخابات مكشوفة إرادته ؛ فهل يمكن لسوري حر شريف يزعم أنه ثائر أو ممثل للثورة أن يقدم التهنئة لمثل هذا القاتل الفاسد المبير ؟! ، هل يمكن لثائر حر يزعم أنه ممثل للثورة أن يقف بباب مثله أو يأمله أو يرجوه ؟! تقول العرب ( قُبّح اللكع ومن يرجوه ) .
أعلم أن الذرائع في تبرير الفعل الجريمة كثيرة ، وأن المجادلين بالباطل كثر ، وأن الإنسان كما قال عنه ربنا : ( ويدعو الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا )؛ ولكن كل هذا لن يخرج مرتكبه والمقدم عليه مهما تكن ذرائعه عن قماءة كل الشبيحة العرب الذين يغمسون رغيفهم بقصعة الدم لأطفال سورية وأحرارها . دائما أفعال الصغار لا تكون إلا صغيرة ، وآفاقهم لا تكون إلا واطئة حسيرة . مضى زمان كان الناس فيه يذمون مسح الجوخ . لنجد أنفسنا في عصر استمرأ فيه البعض مسح الكاكي وعلى جسد من ؟ على جسد شخص مثل السيسي ..
يقول المحدثون إن رواية ( يُرقص للقرد في دولته ) رواية موضوعة مكذوبة على رسول الله صلى الله وسلم عليه ، ولكن العجب أنك لا تزال تجد أقواما حول القرود يطبلون ويزمرون ويرقصون ويهنئون ويرجون.
لا أحد يهنئ مغتصبا للسلطة قاتلا مجرما فاسدا مستبدا باسم ثورة قامت ضد الاغتصاب وضد الاستبداد وضد الفساد وضد القتل ..
أعلم أنّ ذرائعكم كثيرة وأن ألسنتكم بالجدل طويلة ، وأنكم كلما جادلتمونا غلبتمونا ...
ولكن ليس باسمنا . وليس باسم اللاجئين من السوريين على أرض مصر ، الذين لو أرادوا المداهنة لكانت مداهنة بشار الأسد بهم أولى . فهذه ثورة، سورية ومصرية وتونسية وليبية ويمنية ،عربية للحق والعدل والحرية وضد الباطل والظلم والاستعباد في كل لبوس ومسلاخ ..
نرد التهنئة على أهلها ، ونبرأ إلى الله منها ومن الذين قرروها ودعموها وسكتوا عليها ..
في كريكاتير جريدة الشرق الأوسط اليوم : قلم رصاص رأسه يكتب السيسي وفي عقبه ممحاة تمحو كلمة ( الإخوان )
بل نمحوه ونموحهم بإذن الله ، نمحوه ونموحهم أجمعين وعد ربنا غير مكذوب ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون )
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية