أمريكا وتحسين صورتها المشبوهة

أمريكا وتحسين صورتها المشبوهة

خليل الجبالي

مستشار بالتحكيم الدولي

[email protected]

في ظل الحرب الأمريكية علي العراق ونقل الأحداث لحظة بلحظة من قبل قناة الجزيرة والقنوات المعتدلة إعلامياً قامت أمريكا بإنشاء قناة العربية ( خليجية أمريكية ) لمحاولة تحسين صورتها أمام العالم عامة، والعالم العربي بصفة خاصة.

ومع فشلها الزريع في تحسين تلك الصورة من خلال قناة العربية قامت بإنشاء قناة الحرة (أمريكية صهيونية) ثم إنشاءها الحرة العراق ولكنها لم تفلح أيضاً في إستقطاب المشاهد العربي الذي ما لبث أن عرف حقيقتها الملوثة بالأكاذيب مما قل عدد المشاهدين علي تلك القناتين.

إن صرف أمريكا لملايين الدولات لتحسين صورتها الشيطانية السلطوية باءت بالفشل في رؤية تلك القنوات المشبوهة.

إن تدفق المعلومات اليومية من خلال وسائل التواصل الإجتماعي أو مواقع الإنترنت أصبحت متعددة وسريعة مما أفقد القنوات الفضائية حيويتها ورونقها، بل أصبحت تلك المواقع مصادر معلوماتية للقنوات الفضائية نفسها.

ستظل أمريكا تحاول تحسين صورتها التي شوهتها بأيديها وكيلها بمكيالين كما يري العالم أجمع.

إننا نحن العرب لن ننس دعم أمريكا الكامل والفوري للعدو الصهيوني في كل خطواته، وما قاموا به من إغتصاب للأراضي الفلسطينية وسجن ألاف الأسرى الفلسطينين ، وحربهم علي غزة مع إرغام العالم كله بالمشاهدة لتلك الحرب غير المتكافئة، ولن ننس حرب أمريكا  علي العراق وأفغانستان، ودعمها لبشار في قتل مئات الألاف من الأبرياء، ودعمها للنظم العربية الموالية لها ، كما لم ننس أنها المحرك الرئيسي في الإنقلابات التي حدثت في مصر وتحدث الأن في ليبيبا وغيرها.

ستظل امريكا وحلفائها يبحثون عن غسيل قوي المفعول ليمحو ما لوثته أيديهم في قلوب العرب ... ولن يفلحوا، فالشيطان المارد لن يخفي خبثه ومكره في ثياب لبسها مهما كانت نظيفة أو ناصعة البياض، فإن أصبعه تشهد عليه قبل أن يراه الأخرون.

إن استنزاف ثروات الأوطان العربية من بترول وخامات ومواقع جغرافية وأيدي عاملة وعقول مبدعة سيستمر إلي أن تجد تلك الأوطان من يحميها من رجالها ، لا أن يضعوها لقمة هنية علي أطباق من فضة يقدمونها لأعداءهم.