كي لا تسقط الثورة، بيان من اتحاد الديمقراطيين السوريين
ينتقل الروس والايرانيون إلى معركة الحسم الأخيرة في حلب ، معركة اسقاط الثورة وحل جنيف والقرار ٢١١٨ السياسي ، الذي يتمحور دور روسيا وايران ضد سورية حول اسقاطه. وقد اعتمد بوتين حتى قبل عدوانه العسكري على بلادنا سياسات فرزت من جهة السوريين إلى اعداء للحل الدولي يتزعمهم الاسد ، الذي لن يسمحوا بالاطاحة به ، او يقبلوا حلا لا يبقيه في السلطة وينقذ ادوات القتل المساندة له من جيش واجهزة قمع ومرتزقة ومليشيات وشبيحة ، وانتهجت من جهة اخرى سياسات حربية هدفها ابادة القوى الثائرة عليه ، وخاصة منها تلك التي اعتبرتها واشنطن "معتدلة"، والقضاء على حاضنتها الاجتماعية ، أي شعب سورية : المستمسك بالثورة ، ويجب انزال اشد انواع العقاب به ، باستخدام اسلحة وذخائر لم تجرب بعد هي جيل جديد من اسلحة قتل شامل، ستسخدم في النزاعات التي سيعيشها العالم ، في حال واصلت واشنطن رفضها وقف التعامل مع روسيا كدولة من الدرجة الثانية، وامتنعت عن منحها مكانة في الاقتصاد العالمي تخرجها من دورها كمنتج مواد أولية . بما أن موسكو غزت سورية وفي خططها بناء نظام أمني / سياسي اقليمي ، بالتعاون مع إيران واسرائيل، يتذرع بالحرب ضد الارهاب كي ، يقلص حضور ونفوذ واشنطن في منطقتنا، الاستراتيجية بالنسبة إلى أميركا ، التي تعتبرها جسرا يصل العالم المتطور صناعيا وتقنيا بالصين ، سيلعب دورا مهما في تطورات الاقتصاد والسياسة خلال العقود وربما القرون القادمة .
هذه الاهمية التي تحتلها سورية عند الروس ، واقنعتهم أن الاسد هو شريكهم الأمثل ، وان نجاح خططهم محال دون القضاء على الثورة واخضاع شعبها له،هي التي املت عليهم سياسة افشال حل جنيف السياسي، وحددت نمط علاقاتهم مع قوى الصراع السوري، واهدافهم ، والتي تتطلب القدر المكثف جدا من العنف الذي يعيشه شعبنا ، والتوتر الخطير في علاقاتها مع من لا ينتمون إلى الدائرة الايرانية / الاسدية ومرتزقتها وشبيحتها ، وتحتم مواجهته اجراء تغيرات جذرية في اوضاع الثورة وتنظيماتها، تجعل منها حركة تحرر وطني موحدة وضاربة ، توجهها قيادة تلتزم باستراتيجية ثورية معلنة تقطع مع اساليب عمل الائتلاف، وقيادة عسكرية مهنية وخبيرة لا فيها امراء حرب طغاة ومجرمون ، تقيم علاقات ثابتة وقوية مع حاملها الشعبي ، وتمتلك مؤسسات تتدبر حاجاته وتحميه ، وتساعده على استئناف حياته الطبيعية وتأمين مستلزمات حياته،وادارة شؤونه المحلية بحرية لا يهددها شبيحة المعارضة واتباع المال السياسي العربي .
لن تنجح مواجهة الاجرام الروسي / الايراني/ الاسدي دون عمل ثوري يعيد النظر باقصى قدر من الواقعية والحسم في هياكله وآليات عمله وتنظيماته ، ويحرره من العيوب والنواقص والاخطاء التي تشوبه . هذه الضرورة يفرضها اقتراب الصراع من الحسم ، وما يحمله من مخاطر على الثورة تضمر هزيمتها ، وكذلك واقع شعبنا المحكوم بالدفاع عن نفسه بواسطة قدراته الذاتية ، في ظل التزام العرب بخط احمر أميركي يمنعهم من تقديم اي سلاح نوعي للسوريين، ويرى فيهم عبيدا لا شيء يردعه عن بيعهم لايران واسرائيل، بعد ان بلغ انحطاط نظمهم حدا ينصاعون معه لأميركا ، عدو امتهم ، الذي يذبح اليوم شعب سورية، وسيذبح غدا شعوبه.
لم يعد هناك خفايا والغاز في ما يريده الروس والايرانيون ، ويتخذه الاميركيون من مواقف ، ويعتمده العرب من سياسات . ولن يتكفل بردع وافشال ما نتعرض له ويدبر ضدنا غير شعبنا العظيم ، شعب الحرية الذي لن يتخلى عنها وعن إزالة نظام الاجرام الاسدي ، إن اجتمعت قوى العالم عليه ، واستهدفه بعضها بحرب شاملة على غرار ما تفعله روسيا وايران ، ووقف بعضها الآخر يتفرج بدم بارد على موته ، كما تفعل أميركا وعرب آخر زمان .
سيصمد السوريون وسينتصرون ،وسيعيدون ترتب اوضاعهم وتصحيح اخطائهم، وسيحصنون واقعهم بما لديهم من قدرات وطاقات . لذلك ، ليس السؤال الذي يطرح اليوم نفسه علينا هو السؤال الذي يطرح نفسه علينا اليوم ليس: هل سيغير الروس والايرانيون والاميركيون والعرب سياساتهم تجاهنا ، بل هو : هل سنغير نحن حقا اوضاعنا ونعدها لانتصار دونه هلاكنا ؟.
غازي عينتاب في ٢٦/٩/٢٠١٦
اتحاد الديمقراطيين السوريين
وسوم: العدد 687