داعش والقضاء على الدولة الإسلامية في سوريا
معاذ عبد الرحمن الدرويش
انطلقت الثورة السورية من المساجد بشكل عفوي ، إلا أن النظام أول ما حاول الإساءة إلى المساجد من خلال تدميرها ، و انتهاك حرماتها و الإساءة للشعائر الإسلامية و حرق المساجد و تدنيس المصاحف ،بالإضافة إلى إظهار الحقد على المسلمين السنة من خلال فيديوهات مسربة ، كل ذلك لم يكن بمحض الصدفة ، و إنما الغاية منه خلق جو من التوتر الطائفي ،و من ناحية ثانية لاستدراج الثورة لردود فعل تكون بطابع ديني إسلامي بحت، ليتم استثماره أمام العالم و هذا ما حصل بالفعل.
ثم ما لبثت أن انطلقت الكثير من الشعارات المطالبة بإقامة دولة الخلافة أو الدولة الإسلامية في سوريا على أنقاض دولة الكفر و العهر و الإلحاد.
و كانت الشعارات الإسلامية تسود المظاهرات السلمية و من ثم أصبحت أكثر بلورة في تشكيلات الكتائب و الفصائل المقاتلة .
و بدا واضحاً أمام العالم أن الثورة السورية تسير بخط إسلامي بدون منازع ، و أن الشعب السوري بمجمله لديه رغبة دفينة في إنشاء دولة إسلامية ،بعد عدة عقود من القهر الديني و الحرمان من ممارسة الشعائر الدينية الإسلامية لشعب متدين بالأساس.
و حاول السوريون إضفاء الصفة الإسلامية على كل شيء يخص الثورة، و هذا ما دفع إليه النظام و استثمره لصالحه بنفس الوقت و هو ما كان يخيف العالم من جهة ثانية و بالأخص إسرائيل و أمريكا .
أمريكا و إسرائيل أخوف ما تخاف من إقامة دولة إسلامية على حدود إسرائيل،و بالتالي لا بد من اجتثاث الفكرة من عينها،لكن ما دامت الفكرة نابعة من قناعة شعب بأكمله ، فهذا ما لا يمكن مواجهته بالقوة أو عبر الجيوش و الحروب ،و لا بد من اجتثاثه من داخل صدور الناس ،و الحل كان بداعش .
داعش التي جاءت بفكرة إقامة الدولة الإسلامية ،و التي لاقت تأييدا كبيرا من الشعب السوري في بداية دخولها لسوريا، لكن يوما بعد يوم بدأت داعش تقوم بالمهام التي جاءت لأجلها و أهمها القضاء على فكرة إقامة الدولة الإسلامية في سوريا ،و ذلك من خلال ممارسات تسيء لدولة الإسلام و للدين الإسلامي نفسه ،و بالفعل هذا ما حصل و هذا ما تحقق ، فقد أصبح الآن اسم الدولة الإسلامية نقطة سوداء عند كل السوريين.
و هكذا سيتم القضاء على فكرة الدولة الإسلامية بأشخاص حاملين الراية الإسلامية كما تم القضاء على المشروع القومي العربي عبر عملاء حملوا راية القومية لعدة عقود في البلدان العربية ،و كما يتم القضاء على فكرة الجهاد في الدين الإسلامي عبر تنظيم القاعدة.
فهل من معتبر؟؟؟؟.
