تصويت اليونسكو حول القدس والأقصى انتصار أولي كبير لنا

مصادقة لجنة الشئون الخارجية في اليونسكو ( منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ) على مشروعي قرارين حول القدس والمسجد الأقصى ؛  انتصار أولي كبير لنا لانطوائها على الإنجازات الآتية :

أولا : نفي أي علاقة تاريخية لليهود بالمسجد الأقصى الذي يسمونه جبل الهيكل ، وبحائط البراق الذي يسمونه حائط المبكى . ثانيا : مطالبة إسرائيل بوقف انتهاكاتها اليومية  بحق المسجد والمصلين المسلمين الذين يتعرضون يوميا  لمضايقة قواتها ومستوطنيها باقتحاماتهم وتصرفاتهم التي تمس قداسة المسجد . ثالثا : توكيد أن إسرائيل قوة احتلال في القدس الشرقية .

رابعا : دعوة إسرائيل إلى إعادة الأمور في المسجد إلى ما كانت عليه قبل سبتمبر/ أيلول 2000 حين كانت دائرة الأوقاف الأردنية السلطة الوحيدة المتولية لشئونه . والتاريخ المحدد هنا هو الذي انفجرت فيه الانتفاضة الثانية ، انتفاضة الأقصى ، حين اقتحم شارون المسجد مع قوة إسرائيلية كبيرة .

ومع أن ما وافقت عليه لجنة الشئون الخارجية في اليونسكو ليس إلا مشروعي قرارين ، وأن المهم هو ما سيصدر عن المجلس التنفيذي لليونسكو الذي يلزم تصويته على المشروعين ليصبحا قرارين ، وهو التصويت المنتظر الثلاثاء القادم ، فإن مصادقة  لجنة الشئون الخارجية تعد حتى اللحظة انتصارا أوليا فلسطينيا وعربيا وإسلاميا كبيرا يستحق ما قوبل به من فرح فلسطيني وعربي وإسلامي  للمضامين القانونية الأربعة التي بيناها منذ قليل ، ولكن إسرائيل مشهورة بأنها لا تنام في معاركها مع أعدائها ، ولابد أنها باشرت تحركها بدءا من الخميس الماضي الثالث عشر من الشهر الحالي ، يوم مصادقة لجنة شئون خارجية اليونسكو على مشروعي القرارين ، وتحركها سيستهدف التأثير على تصويت المجلس التنفيذي الحاسم عليهما . هي غضبت من المصادقة غضبا عارما عصبيا ، وقرر نفتالي بينت  وزير التربية والتعليم الإسرائيلي وقف كل تعامل مع اليونسكو، وشبه نتنياهو نفي علاقة إسرائيل بما سماهما جبل الهيكل وحائط المبكى بنفي علاقة الصين بسورها العظيم وعلاقة مصر بأهرامها ؛ في تلميحة خبيثة متعمدة للتوهيم بأن علاقة إسرائيل بفلسطين والقدس تشبه في أصالتها وعراقتها علاقة كلا البلدين بأثريهما التاريخيين . وأميركا راعية إسرائيل الكبيرة امتنعت عن التصويت ، وعبرت عن غضبها منه على لسان الناطق باسم وزارة خارجيتها مارك تونر الذي وصفه بالمسيس ، ونددت به بوكوفا المديرة العامة لليونسكو ، فاتهمها رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطينية بتجاوز صلاحياتها في تنديدها ، وبالابتعاد عن الدور الذي كلفت به اليونسكو في حماية تراث ومكونات الشعوب الحضارية والثقافية والدينية ، وفرنسا التي تتحرك على الساحة العربية في كل المجالات متظاهرة بالتعاطف مع القضايا العربية ، وقدمت مبادرة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، رفضتها إسرائيل ؛ امتنعت عن التصويت ، ولا نتغافل عن حقيقة مقلقة ، وهي أن المؤيدين في التصويت الأولي 24 ، وأن من لم يؤيدوا بأنواعهم الثلاثة 34 . تصويت المجلس التنفيذي لليونسكو الثلاثاء القادم على مشروعي القرارين لصالح تحويلهما إلى قرارين فعليين سيحدد قيمة ومصير الانتصار الأولي الذي كسبناه بالمصادقة التمهيدية عليهما .

وسوم: العدد 690