نصيحة بالمجان إلى الرئيس هادي
صفوان حسن سلطان
المدير التنفيذي لمنظمة شهيد
أن ما تمر به اليمن حاليا من وضع لم يكن من فراغ فهناك العديد من الاسباب التي أدت الى ذلك من أهمها:
1-الفساد المعشش بين أركان الحكومة و ضعف شخصية رئيس الحكومة.
2-المماحكات الشديدة الناشبة بين المؤتمر الشعبي و بين اللقاء المشترك و الذي امتدت الى المستويات الادارية الدنية, بهدف ان يقوم كل طرف بإفشال الطرف الاخر وهذا أدى الى ضياع الاستقرار في الفترة الحالية.
3-رفض مراكز القوى (بشكل غير علني) الموجودة في اليمن لتنفيذ مخرجات الحوار و الوصول الى الدولة المدنية نظرا لان ذلك سيضر مصالحهم بشكل كبير.
4-الابتزاز الذي يمارس علي رئيس الجمهورية نظرا لعدم استكمال الهيكلة في الجيش أو الامن أو الجهاز الاداري في الدولة وهو ما يدفع مراكز القوى للابتزاز من أجل الحصول على أكبر قدر من التعيينات ليكونوا أصحاب النفوذ الاعظم في المستقبل.
5-الضغوط التي تمارسها المملكة العربية السعودية (من خلال عملائها في اليمن) على رئيس الجمهورية والتي انطلقت بعد رفض هادي التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود وبيع الاراضي اليمينة و التي وقعها علي صالح قبل ثورة الشباب, واستمرت الى الآن بعد رفض هادي كل محاولات المملكة في أيقاف التنقيب و استخراج النفط في محافظة الجوف و مواصلة عمليات الاستخراج.
6-توغل القاعدة في اليمن بشكل قوي واختراقها لأجهزة ألدولة و وجود قاعدة (أو قواعد) تتبع بعض مراكز القوى ويتم تحريكها في لتحقيق مصالحها و أشعار الشعب بضعف الرئيس هادي في قيادة الدولة وتسببه في فقدان الامن و الاستقرار.
والاهم من ذلك هو فقدان الثقة بين الشعب و الحكومة نتيجة الفساد الكبير و المستفحل بين أركان الدولة المختلفة.
ولكل ما سبق ظهر عجز الموازنة العامه للدولة ويراهن الكثير أن هذا العجز سيكون هو الفيصل في الفترة القادمة, حيث لا يوجد امام رئيس الجمهورية الاخيار من أثنين أحلاهما مر وهما:
أولاً: عدم رفع الدعم عن المشتقات النفطية وهذا سيؤدي الى خلوة خزنة البنك المركزي من رواتب موظفي الدولة ابتداءً من شهر يوليو أو أغسطس القادم, وهو ما سيؤدي الى خروج الشعب الى الشارع في ثورة جياع نتيجة عدم استلام الموظفين لرواتبهم و بالتالي أسقاط الحكومة ومن الممكن الرئيس أيضاً.
ثانياً: رفع الدعم عن المشتقات النفطية وذلك سيؤدي الى خروج أعداد كبيرة من المواطنين احتجاجا وسيؤجج ذلك الاحتجاج وسائل الاعلام المغرضة و صاحبة المصالح في افشال المرحلة الانتقالية (داخليا وخارجيا). و احتمال كبير نتيجة ذلك أن تسقط الحكومة ومن الممكن أن تودي بالرئيس هادي أيضاً.
ومن المحتمل بعد ذلك أن يظهر في اليمن (سيسي جديد) يتبع هذا الطرف أو ذاك ويسقط الدولة و يقوم بمساعدة بعض الدول (المحبة لليمن) في خلق استقرار جزئي نتيجة إغداق تلك الدول بالأموال عليه كما حدث في مصر. وعندها سنقول وداعا لمخرجات الحوار الوطني و أحلام الدولة المدنية و يتم بذلك إفشال أخر صورة جيدة للربيع العربي.
ولكل ما سبق أتوجه للرئيس هادي بالنصح للقيام بما يلي:
1-أقناع المجتمع الدولي ( السند الرئيسي للرئيس هادي) بضرورة القيام بالإجراءات الازمة لحماية استقرار البلاد وعدم اندلاع أي حروب أهليه بين الاطراف المختلفة نتيجة التدهور الاقتصادي و ما سيتبعه من أطماع سياسية لاستغلال ذلك الوضع.
2-إقالة حكومة المحاصصة الفاسدة وتعيين حكومة كفاءات وطنية يستحسن أن تكون من الخبرات المستقلة سياسيا لإدارة المرحلة الانتقالية.
3-التوجه للشعب ومصارحته بكل ما يدور من خفايا في الكواليس و أعلامه عن حقيقة الوضع الاقتصادي الفعلي و أن يطلب منهم الصبر للخروج من هذه الفترة الصعبة وهم صف واحد, وهذه الخطوة قام بها سابقا جمال عبد الناصر قبل أن يأمم قناة السويس مما ساعده كثيرا في توحيد الجبهة الداخلية وجعلها متماسكة.
4-رسم خطة اقتصادية و سياسية للمرحلة الانتقالية واقعية تعطي للشعب الامل في القادم وأنه سيكون أفضل بأذن الله.
5-إعلان حالة التقشف الشديد بين كافة أركان الدولة و المسئولين من خلال تخفيض كافة المخصصات النثرية وخلافة الى اكثر من 75% للعبور من هذه المرحلة بأقل الاضرار الممكنة. وهذه الطريقة قد قام بها الرئيس الروسي بوتن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي و استطاع من خلالها أقناع الشعب بالجرعات الاقتصادية ورفع الدعم عن المشتقات النفطية.
على الرئيس هادي أن يكون رئيس لليمن و للشعب اليمني وليس عبارة عن حكم يحكم بين الاطراف المتصارعة في اليمن, وان يبتعد عن الشعب, عليك يا فخامة الرئيس أن تقترب أكثر من شعبك أن تخاطبهم بكل همومك و ان تساعدهم بتقبل تبعات هذه المرحلة الخطيرة من زمن هذه الامة بهدف تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وبناء الدولة اليمنية الحديثة التي يطمح بها كل الشعب.