هل سلاح الشيطان الأكبر في خدمة مشروع الممانعة...؟؟
هل سلاح الشيطان الأكبر
في خدمة مشروع الممانعة...؟؟
حسان القطب
عقب توقيع اتفاق كامب دايفيد بين مصر وإسرائيل في 17 سبتمبر/ أيلول من عام 1978، إبان حكم الرئيس المصري الراحل أنور السادات، قامت الولايات المتحدة ببيع مصر طائرات حربية من طراز فانتوم، وكانت الأحدث في تلك الحقبة الزمنية، وحينها كانت إسرائيل تملك اعداداً كبيرة منها وتعطيها قدرة التفوق على الأسلحة الجوية العربية وخاصةً المصرية..واعتبر تعليقاً على توقيع تلك الصفقة في حينه بان الولايات المتحدة مطمئنة إلى ان مصر بزعامة السادات لن تستخدم هذه الطائرات ضد إسرائيل..وكتب أحد الصحافيين اللبنانيين الراحلين في حينها مقالاً بعنوان: " هل تقاتل الفانتوم المصرية نظيرتها الإسرائيلية"..؟؟ "وخلص في مقالته إلى القول بان تلك الطائرات لن تتقاتل مع بعضها البعض مطلقاً"..وهذا كلام منطقي في الحقيقة لأنها من مصدر واحد وتخدم مشروعاً واحداً...
ومنذ أيام نشرت وكالات الانباء خبراً مفاده أن واشنطن توي بيع بغداد طائرات حربية ومدرعات ومناطيد مراقبة بقيمة نحو مليار دولار. ويتضمن الاتفاق تسليم 24 طائرة من طراز “آي تي-6 سي تكسان2 ” بإمكانها أن تحمل قنابل تصيب اهدافها بدقة، إضافة إلى 200 مركبة هامفي مصفحة “ستساعد العراق على الدفاع عن منشآته النفطية ضد الهجمات الإرهابية”، بحسب وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، التي أبلغت الكونغرس، بمشروع الصفقة التي تتطلب موافقة البرلمانيين. وأوضحت أن “بيع هذه الطائرات والتجهيزات للعراق من شأنه أن يعزز قدرة القوات العراقية على الاتكال على نفسها في الجهود الهادفة إلى فرض الاستقرار في العراق ومنع امتداد الاضطرابات الى الدول المجاورة”. وكان سبق ان أعلنت وزارة الدفاع العراقية أن الشركة الأميركية المصنعة لطائرات «أف 16» أجرت تجربة أولية لعدد من الطائرات التي تعاقد العراق على شرائها. وأكد ضابط رفيع المستوى في الوزارة قرب تسلم هذه الأسلحة، ونشرت وزارة الدفاع العراقية في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» صوراً لطائرة «أف 16» وهي تحمل العلم العراقي، معلنة أن «شركة مارتن» الأميركية أجرت أول تجربة للطائرات المصنعة للعراق» بموجب الاتفاق المبرم مع واشنطن لشراء 36 طائرة، التي تأجل موعد تسليمها اكثر من مرة، وبررت السفارة الأميركية في بغداد التأجيل بعدم اكتمال تدريب الطيارين العراقيين، إضافة إلى تأخر تأهيل قاعدة بلد الجوية المخصصة لأسراب هذه الطائرات...
الملفت في مضمون هذا الخبر واهميته هو انه يذكرنا بما جرى عقب توقيع اتفاقية كامب دايفيد... وصفقة السلاح الأميركية لدولة مصر..إذ منذ عام 1978، تاريخ توقيع تلك الاتفاقية وبدء تزويد الولايات المتحدة لمصر بالسلاح، لم يصطدم الجيشين المصري والإسرائيلي في مناوشة واحدة..؟؟؟؟ فكيف يكون السلاح الاميركي الذي يتم بيعه لدولة العراق التي ترزح تحت حكم حزب الدعوة الشيعي المتطرف والذي يتحالف مع دولة إيران وحزب الله في لبنان، تحت شعار محاربة دولة الشيطان الأكبر وهي الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت يشتري منها السلاح وهي تزوده به بطيبة خاطر وبرعاية من مستشارين اميركيين يحظون بالحماية الرسمية العراقية، رغم وجود عناصر الحرس الثوري الإيراني في العراق وفيلق القدس وحزب الله اللبناني،..؟؟.. واللافت أنه في الوقت عينه يطل علينا العسكريين القائد الميجور جنرال يحيى رحيم صفوي ليقول:" إنّ نفوذ وتأثير إيران يمتدان الآن إلى سواحل البحر المتوسط وخط دفاعها بات الآن في جنوب لبنان. «بالتأكيد، إن استراتيجية الولايات المتحدة، العربية السعودية، تركيا، قطر والدول الأوروبية لإطاحة بشار الأسد قد فشلت، وهذا الفشل فشل استراتيجي للجبهة الغربية والعربية والصهيونية ونصر عظيم لجمهورية إيران الإسلامية»، وأشار إلى أنّ إيران الآن «قوّة مؤثّرة في العراق وسوريا وحوض المتوسط بتحقيقها النصر في سوريا، وهذه المرّة الثالثة التي يثبت فيها البلد قوّته الإقليمية للعالم». أضاف: «إنّ خط دفاعنا الأوّل ما عاد في شلمشه (في جنوب إيران) بل إن هذا الخط هو الآن في (حدود) جنوب لبنان مع إسرائيل بما أنّ عمقنا الاستراتيجي بات الآن ممتداً إلى سواحل المتوسط وصولاً إلى شمال إسرائيل» وقال صفوي، مضيفاً «إن الغربيين قلقون إزاء انتشار نفوذ إيران وقوّتها من الخليج إلى المتوسط»..
فإذا كان الغرب والولايات المتحدة على قناعة بان إيران تملك النفوذ الأقوى في العراق وان وجودها في جنوب لبنان يهدد امن إسرائيل وان المشروع الإيراني يستهدف ضرب الوجود الأميركي وان العراق هو شريك اساسي لدولة إيران في تنفيذ هذا المخطط...؟؟؟؟ فهل كانت الولايات المتحدة لتبيع دولة العراق طائرات "اباتشي" المروحية الهجومية و"أف 16" المقاتلة الحربية لتهاجم بها البحرية الأميركية في منطقة الخليج العربي ودول الخليج التي تتهم بانها حليف اساسي للولايات المتحدة ومشاريعها في المنطقة.. وهل سوف تقبل الولايات المتحدة بان تتقاتل طائراتها المقاتلة في العراق مع طائرات دول الخليج او دولة إسرائيل.. أم ان حال هذ الطائرات ينطبق عليه ما جرى بخصوص طائرات الفانتوم التي تم تزويد دولة مصر بها في القرن الماضي....؟؟؟ وهذا يعني ان المواجهة مع الشيطان الكبر هي شعار دون مضمون، واستغلال لمشاعر ليس اكثر، لتغطية مشروع فارسي بغيض يتم تنفيذه في المنطقة العربية...وإلا فإن سلاح الشيطان الأكبر سوف يكون في خدمة مشروع الممانعة وهذا من المفترض ان يكون غير صحيح .. او ان الشيطان الأكبر (الولايات المتحدة) يتعاون مع شيطانه الأصغر (إيران) على استنزاف ثروات دول المنطقة...وهذا الأمر ينتظر توضيحاً ممن يدافع عن نظام المالكي في العراق...